قالت مصادر لبنانية مطلعة إن موفد وزارة الدفاع الأميركية روبرت ستوري كاريم الذي يزور بيروت يحمل معه ملفات ساخنة تتعلق بالقرار الأممي رقم 1701 وبمستقبل الاستراتيجية الدفاعية في لبنان، كاشفة عن أن واشنطن ترفع من وتيرة ضغوطها بشأن التزام بيروت بالعقوبات على حزب الله وإيران.
وأضافت المصادر أن واشنطن المستمرة في دعم الجيش اللبناني تود استطلاع قدرات بيروت على تحسين أدائها الأمني إن لجهة وقف أي تهديد ضد إسرائيل أو لجهة ما تصبو إليه من توسيع لصلاحيات القوات الأممية في الجنوب باتجاه مراقبة الحدود السورية اللبنانية.
ونقلت المصادر الرسمية أن عون أبلغ مساعد وزير الدفاع الأميركي لشؤون الأمن الدولي روبرت كاريم، الذي استقبله قبل ظهر الخميس في قصر بعبدا، في حضور السفيرة الأميركية إليزابيت ريتشارد، أن “لبنان ملتزم بتطبيق قرار مجلس الأمن رقم 1701 بكافة بنوده”، داعيا الإدارة الأميركية إلى “الضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها للسيادة اللبنانية، لا سيما للأجواء اللبنانية التي تخرقها دوما لقصف الأراضي السورية”.
ويتابع كاريم منذ فترة طويلة تنفيذ مسلسل القرارات الأميركية بشأن المنطقة ولبنان. ومعروف عن كاريم مواقفه المتشددة تجاه الدور الإيراني في أكثر من دولة، وسبق وأن ترأس الوفود الأميركية إلى سلسلة المؤتمرات المتخصصة في مواجهة الإرهاب.
ورأى محللون أن عون المتحالف مع حزب الله أراد إبلاغ واشنطن حرص حكمه على عدم تهديد أمن إسرائيل من خلال التأكيد على احترام القرار الأممي، لكنهم لاحظوا أن المقاربة الأميركية الجديدة حيال المنطقة ترفع من ضغوط واشنطن على بيروت في مسألة العقوبات المفروضة على حزب الله ومستقبله داخل العملية السياسية في لبنان.
واعتبر المراقبون أن تشديد عون على “أهمية دعم واشنطن لتجديد ولاية يونيفيل”، من دون أي تعديل في مهامها وعديدها وموازنتها، يعبر عن قلق حزب الله وإيران من إمكانية أن تتطور مهام القوات الأممية باتجاه المرابطة شرقا على الحدود مع سوريا ما يقطع المعبر الذي يريده حزب الله ومن ورائه طهران بين بيروت ودمشق.
وكانت معلومات واردة من واشنطن قد تحدثت عن قلق الإدارة الأميركية من تقارير عما تشهده الحدود اللبنانية السورية من استمرار نقل الممنوعات والأسلحة بوجود العشرات من المعابر غير الشرعية.
وأكد عون على دور “يونيفل” في المساعدة على حفظ الاستقرار، وأن “الجيش اللبناني يعين القوات الدولية في مهامها وينسق معها لتحقيق هذه الغاية”.
وكان مجلس الأمن الدولي قد أدان بأشد العبارات، الهجوم على قوات “يونيفيل” في الـ4 من الشهر الجاري قرب بلدة مجدل زون، بجنوبي لبنان.
وتقول مصادر أميركية مواكبة لوفد البنتاغون إلى بيروت إن واشنطن ما زالت عازمة على دعم الجيش اللبناني وحث المجتمع الدولي على دعم المؤسسة العسكرية اللبنانية وفق ما وقع إقراره في مؤتمر روما الأخير، إلا أن على بيروت الإيفاء بوعودها بشأن قيام استراتيجية دفاعية.
وكان عون كشف أثناء مؤتمر روما في مارس الماضي أن الاستراتيجية الوطنية للدفاع، والتي تعاني كيفية التعامل مع سلاح حزب الله، ستكون موضع بحث بين القادة اللبنانيين بعد الانتخابات النيابية التي جرت في 6 مايو الماضي.
واعتبر المراقبون حينها أن هذا الموقف هدفه طمأنة الدول المدعوة لدعم الجيش اللبناني والقوى الأمنية على مستقبل الدعم الدولي المتوخى على قدرات لبنان الدفاعية وعدم خضوعها لسطوة حزب الله.
وأشار مساعد وزير الدفاع الأميركي، الخميس، إلى تقدير بلاده للجهود التي بذلها من أجل تطوير قدرات الجيش اللبناني، مؤكدا رغبة واشنطن في تعزيز العلاقات بين الجيشين اللبناني والأميركي وتوطيد التعاون بينهما في المستقبل.
وقال بيان قصر بعبدا إن عون شكر الولايات المتحدة من أجل المساعدات التي تقدمها للجيش اللبناني “الذي أثبت كفاءة عالية بانتصاره على الإرهاب في الجرود الشرقية، وفي تنفيذ كل المهام التي أوكلت إليه، وأبرزها حفظ الاستقرار في الداخل والقضاء على الخلايا الإرهابية الناشطة والنائمة، وضبط مراكز وجود النازحين”.
وجدد الرئيس اللبناني تأكيد ما سبق أن أعلنه عن “عزمه على الدعوة إلى حوار وطني حول الاستراتيجية الدفاعية بعدما يتم إنجاز تشكيل الحكومة الجديدة”. وشدد على “مكافحة لبنان لأي نشاط يعود إلى تمويل الإرهاب أو تبييض الأموال”، مشيرا إلى أن “القوانين المعتمدة في لبنان في هذا الشأن تطبق بحزم ودقة، وتشهد على ذلك المؤسسات المالية الدولية”.
وكانت معلومات واردة من واشنطن قد قالت إن الوفد الأميركي سيأتي بمطالب جديدة لتأكيد التزام بيروت بتنفيذ العقوبات الأميركية المتدرجة المفروضة على إيران. وقالت المعلومات إن واشنطن تشكك بالتزام بيروت بهذه العقوبات مقارنة مع الالتزام العراقي الذي أعلنه رئيس الوزراء حيدر العبادي.
العرب