وقال جاووش أوغلو، إنّ “أي عمل عسكري في إدلب سيضر بالمدنيين إلى حد كبير”، مشدداً على أنّ “حماية مناطق خفض التصعيد في إدلب، مهمة من النواحي الإنسانية، وأيضاً من ناحية مكافحة الإرهاب”.
وتسود مخاوف بشأن مصير محافظة إدلب، التي يخشى أن ينفّذ فيها النظام وحلفاؤه عملية عسكرية شبيهة بالتي خاضها ضد درعا وجنوب سورية، لا سيما أنّ روسيا التي تروّج لعودة اللاجئين، تضع أكثر من مليوني سوري في المحافظة تحت التهديد بالتهجير، في حال حصول أي عمل عسكري يستهدفها.
ويبدو أنّه سيكون من الصعب إقناع أنقرة بالموافقة على طروحات موسكو، إلا بضمان مصير مستقبل إدلب، لا سيما أنّ في تركيا أكبر عدد من اللاجئين السوريين.
وفي الوقت عينه، قال جاووش أوغلو إنّ “إرهابيين في إدلب يهددون الأمن في سورية وتركيا والدول الأوروبية”، مضيفاً أنّه “لا بد من الفصل بين الإرهابيين والمعارضة بإدلب”.
من جهته، قال لافروف “نراقب الوضع المعقد في إدلب، حيث تحاول (جبهة النصرة) السيطرة على المنطقة”.
وحسمت “هيئة تحرير الشام” (التي تشكّل جبهة النصرة عمودها الفقري) موقفها تجاه دعوات ومساع بُذلت لإقناع قادتها في المساعدة بـ”تفتيت” عوامل أزمة كبرى من المتوقع أن يشهدها شمال غربي سورية، من خلال حلّ نفسها لسحب الذرائع من يد النظام وحلفائه.
وظَهَرَ أبو محمد الجولاني، قائد “جبهة فتح الشام” (النصرة)، الثلاثاء، في كلمة مُصورة، قائلاً إنّ فصيله لن يفاوض على تسليم سلاحه، داعياً فصائل شمال غرب سورية للتنسيق من أجل التصدي لهجماتٍ النظام المحتملة على إدلب.
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، الأربعاء، إنّه “لا تفاهم بين الولايات المتحدة وروسيا بخصوص خطط بشار الأسد لاستعادة السيطرة على إدلب”، مشدداً في الوقت نفسه على أن “بلاده ستردّ بقوة على أي استخدام للأسلحة الكيميائية أو البيولوجية في إدلب”.
وفي بيان مشترك للولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، الأربعاء، أعربت هذه الدول عن “قلقها الكبير” إزاء هجوم عسكري على إدلب، والعواقب الإنسانية التي ستنجم عنه.
من جهة ثانية، أكد لافروف أنّه “لا خلافات بين روسيا وتركيا بشأن قائمة تمثيل المعارضة في مسار أستانة”، متعهداً “بذل جهود مشتركة لإنجاح التسوية السياسية في سورية”.
وتم في 4 مايو/أيار 2017، في اجتماعات أستانة عاصمة كازاخستان، تحديد أربع مناطق لـ”خفض التصعيد” في سورية، وفق اتفاق الدول الضامنة لاتفاق وقف إطلاق النار: روسيا وتركيا وإيران.
وتشمل مناطق “خفض التصعيد” محافظة إدلب شمالاً، ومحافظات السويداء ودرعا والقنيطرة جنوباً، فضلاً عن محافظة حمص وسط سورية، والغوطة الشرقية بريف العاصمة دمشق، على أن يتم نشر قوات من الدول الضامنة لمراقبة وقف إطلاق النار، في تلك المناطق، غير أنّ هذه المناطق لقيت مصيراً واحداً وفق سيناريو متشابه، اعتمدت فيه قوات النظام السوري بمساندة روسيا، البدء بحملة عسكرية تخلّف آلاف القتلى والجرحى، وتنتهي بتهجير المقاتلين المعارضين والأهالي، وتوقيع “اتفاق مصالحة”.
وشدد وزير الخارجية الروسي، على “أهمية مواصلة عملية التسوية السياسية على أساس منصة أستانة”، مضيفاً أنّ “روسيا وتركيا تهتمان بالتعاون لتأسيس الظروف الملائمة لعودة اللاجئين السوريين”.
وأعلنت موسكو، في 4 أغسطس/آب الجاري، أنّها تتوقع عودة 890 ألف سوري إلى بلدهم خلال الأشهر القليلة المقبلة، بينما اشترطت واشنطن وأطراف دولية أن تكون عودة اللاجئين “طوعية”، وتحت مظلة الأمم المتحدة.
وعدا عن الموجودين في أوروبا وغيرها، يتجاوز عدد اللاجئين السوريين في منطقة الشرق الأوسط، ستة ملايين، يتوزعون بين تركيا ولبنان والأردن، في حين تقول وزارة الدفاع الروسية إنّ أكثر من 1.7 مليون منهم بإمكانهم العودة إلى سورية في المستقبل القريب.
مقترحات روسية
إلى ذلك، التقى وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، ورئيس الاستخبارات هاكَان فيدان، اليوم الجمعة، وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، في العاصمة الروسية موسكو.
وتناول اللقاء الذي جمع أكار وفيدان مع شويغو، “آفاق التعاون الثنائي وقضايا الأمن الإقليمي والوضع في سورية”، بحسب “الأناضول”.
وذكرت وكالة “إنترفاكس” الروسية، اليوم الجمعة، أنّ روسيا قدّمت، خلال اللقاء، مقترحات إلى تركيا لتسوية الوضع في شمال غرب سورية، من دون أن توضح ماهية هذه المقترحات.
وكان كل من وزير الدفاع ورئيس الاستخبارات التركيين، قد أجريا زيارة مماثلة إلى موسكو في 17 أغسطس/آب الماضي، التقيا خلالها وزير الدفاع الروسي ومسؤولين آخرين.
ومن المنتظر أن يجري أكار وفيدان لقاءً آخر مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
العربي الجديد