من الذي أعطى الأوامر لسلاح مضادات الطائرات السوري لإطلاق صاروخ من طراز “إس 200” على طائرة إيليوشين إيل 20 الروسية قبالة السواحل السورية يوم 17 سبتمبر/أيلول الماضي، مما أدى لمقتل جميع أفراد طاقمها السبعة عشر؟
سؤال حاولت مجلة لونوفيل أوبسرفاتور الرد عليه، مشيرة في بداية تقريرها إلى أن هذا الحادث الذي وقع على بعد 35 كيلومترا من السواحل السورية، تزامن مع قصف إسرائيلي لمواقع لحزب الله اللبناني قرب اللاذقية، ومع إطلاق صواريخ من فرقاطة فرنسية موجودة في المنطقة.
وأبرزت المجلة نفي المتحدث باسم القوات الفرنسية باتريك ستيغر أي دور لبلاده في هذه العملية.
وذكرت أن الهدف من إطلاق صاروخ “إس 200” -بحسب الروس- هو اعتراض الصواريخ الإسرائيلية، الأمر الذي دفع القادة العسكريين الروس إلى اتهام إسرائيل بأنها جعلت من طائرتهم غطاء في وجه المضادات الأرضية السورية لتنفيذ عمليتها.
وذلك قبل أن يتدخل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وينفي مسؤولية إسرائيل عن إسقاط الطائرة الروسية.
فهل أراد بوتين بذلك الحفاظ على علاقات موسكو الجيدة مع تل أبيب، أم أنه يشعر بالحرج من إسقاط طائرة لبلاده ومقتل عدد من جنوده بسلاح زود به حليفه السوري، أم أن الأمر أسوأ من ذلك؟
الدفاع الجوي
من المعلوم أن الروس هم من يسيطرون على الجزء الأكبر من الدفاعات الجوية السورية، مما يعني عدم استبعاد أن يكونوا هم أنفسهم المسؤولين عن إسقاط طائرتهم وقتل جنودهم.
فنظام الدفاع السوري يعمل حسب مبدأ “مناطق الدفاع الجوي المؤمنة” التي تتكون على الأرض من أنظمة صواريخ أرض جو، مدعومة بصواريخ جو بحر على سفن حربية روسية تجوب الشواطئ السورية.
هذه “المناطق” مجهزة برادارات مراقبة بعيدة المدى، تجمع البيانات لمركز القيادة الثابتة أو المتنقلة، الذي يختار بعد ذلك بطاريات الصواريخ المطلوبة لإسقاط أو اعتراض الطائرات أو الصواريخ المعادية.
ويشرف الروس على هذه الشبكة في مركز قيادة “مشترك” أقاموه بقاعدة حميميم التابعة لهم والموجودة قرب مدينة اللاذقية.
وهذا ما جعل لونوفيل أوبسرفاتور ترجح أن يكون الروس هم أنفسهم من أطلق الصاروخ على طائرتهم وتسببوا بأيديهم في الفاجعة التي حلت بهم.
الجزيرة