وجّه الرئيس الأميركي دونالد ترمب اليوم (الثلاثاء)، دعوة أمام الأمم المتحدة لعزل النظام الإيراني.
وقال ترمب في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الـ73 بنيويورك: «لا يمكننا السماح بأن يمتلك الداعم الرئيسي للإرهاب في العالم أخطر الأسلحة على كوكب الأرض من أجل تهديد أميركا أو إسرائيل»، مبيناً أن «قادة إيران سرقوا مليارات الدولارات من أموال الشعب لتمويل الإرهاب خاصة في الشرق الأوسط. ونشروا الفوضى والموت والدمار. ولا يحترموا جيرانهم أو حدودهم أو الحقوق السيادية للدول».
وأضاف: «صفقة البرنامج النووي كانت مكسباً لقادة إيران»، مؤكداً أن «أي حل في سوريا يجب أن يتضمن خطة للتعامل مع طهران»، ومتابعاً بالقول: «نعمل مع الدول المستوردة للنفط الخام الايراني من أجل خفض كبير في مشترياتها».
وفي تصريحات للصحافيين خلال طريقه لإلقاء كلمته أمام الجمعية العامة ذكر الرئيس الأميركي أنه لن يلتقي مع الإيرانيين قبل أن «يغيروا نهجهم»، موضحاً أن «إيران تصرفت بشكل سيء للغاية… ونحن نتطلع إلى إقامة علاقة جيدة معها، لكن هذا لن يحدث الآن».
وأعلن الرئيس الأميركي أن «الولايات المتحدة تريد تحديد مساهمتها بنسبة 25% من ميزانية عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، وذلك لتشجيع الدول الأخرى على «تقاسم هذا العبء الثقيل»، كما أعلن عن مراجعة المساعدات الأميركية للدول الأجنبية بإشراف وزير الخارجية مايك بومبيو، مشيراً إلى أن «واشنطن هي أكبر مانح للمساعدات في العالم. ومستقبلاً لن نمنح المساعدات الخارجية سوى لمن يحترموننا وبصراحة لأصدقائنا».
ووجّه انتقادات حادة إلى المحكمة الجنائية الدولية قائلا إنها «لا تحظى بأي شرعية أو سلطة. والولايات المتحدة لن تقدم أي دعم أو اعتراف للمحكمة الدولية. ولن تتخلى أبداً عن السيادة الأميركية لبيروقراطية عالمية غير منتخبة وغير مسؤولة»، رافضاً «أيديولوجية العولمة».
وأشاد ترمب بالزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون لشجاعته في اتخاذ بعض الخطوات لنزع السلاح، لكنه قال إن هناك حاجة لمزيد من العمل وإن العقوبات يجب أن تبقى على كوريا الشمالية إلى أن تتخلى عن سلاحها النووي، مضيفاً: «لم تعد الصواريخ تطير في كل اتجاه، وتوقفت التجارب النووية، ويتم بالفعل تفكيك بعض المنشآت العسكرية».
واختلفت تصريحات ترمب بخصوص كوريا الشمالية اختلافاً جذرياً عن تصريحاته في خطابه بالجمعية العامة العام الماضي عندما هدد بتدمير كوريا الشمالية وسخر من زعيمها.
وتوعّد بـ«رد أميركي» في حال استخدام جديد للأسلحة الكيمياوية في سوريا، ودعا إلى دفع جهود السلام الدولية قدماً. وقال: «يجب أن تكون أهدافنا المشتركة خفض التصعيد في النزاع العسكري، إضافة إلى السعي من أجل حل سياسي يحترم إرادة الشعب السوري».
ولا يستبعد الرئيس الأميركي الإطاحة بنظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو «بسرعة كبيرة» إذا «ما قرر الجيش الفنزويلي الانقلاب ضده».
وحذر ألمانيا من «الاعتماد الكامل» على روسيا إذا «لم تغيّر على الفور» مسار مشروع خط أنابيب الغاز «نورد ستريم 2» معها، معتبراً أنه «يجب على العالم الغربي الحفاظ على استقلاله ضد تجاوزات القوى الخارجية التوسعية».
وأفاد ترمب بأن الولايات المتحدة تعمل مع دول الخليج والأردن ومصر لإقامة تحالف استراتيجي إقليمي، كما أنها ملتزمة بتحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
ولفت إلى أن إدارته «أنجزت في عامين ما لم تنجزه كل الإدارات الأميركية السابقة»، مردفاً: «الولايات المتحدة أصبحت أكثر أمناً. وقدراتنا العسكرية ستصبح قريباً أعظم مما هي عليه. ندعم الحرية والاستقلال ونرفض الطغيان بكل أنواعه. ونهجنا الجديد في الشرق الأوسط بدأ يُحدث تغييراً تاريخياً».
الشرق الاوسط