يتصاعد الاستياء في محافظة السويداء، جنوب سورية، ضد النظام الذي لم يبذل مساعي من أجل إطلاق سراح نساء وأطفال من ريف المحافظة مختطفين لدى تنظيم “داعش”الإرهابي منذ يوليو/تموز الماضي، حيث رفض النظام التعاون مع لجنة محلية للتوصل إلى حل هذه المشكلة، وهو ما دفعها إلى الاعتذار عن عدم متابعة عملها.
ودعا أهالي مختطفي ريف السويداء الشرقي أهالي المحافظة ذات الغالبية الدرزية للمشاركة في اعتصام بدأوه الأربعاء أمام مبنى المحافظة، “لنطالب أصحاب القرار ومسؤولي الدولة، ومشايخ العقل وكل أصحاب السلطة، بأن يردوا لنا أطفالنا ونساءنا من أيادي الإجرام”، وفق بيان شدد على أن وقفتهم مستمرة حتى عودة المختطفين لدى تنظيم “داعش”.
وأعدم تنظيم “داعش”، الثلاثاء، مختطفة، مهددا بإعدام أخريات في حال عدم استجابة النظام لمطالبه، من بينها إيقاف القصف على منطقة تلول الصفا في ريف السويداء التي يتحصن بها مسلحون تابعون للتنظيم.
وكانت محافظة السويداء قد شهدت أحداثا دامية في 25 يوليو/ تموز الماضي، حيث قتل ما يناهز 150 شخصاً، فضلاً عن إصابة 200 في المدينة وريفها، في سلسلة هجمات مباغتة وتفجيرات انتحارية نفّذها مسلحون ينتمون إلى تنظيم “داعش” الإرهابي، بعدما فتح التنظيم جبهة غير متوقعة امتدت بطول نحو 20 كيلومتراً في ريفي السويداء الشرقي والشمالي الشرقي، مستهدفاً قرويين قتل عدداً منهم، إضافة إلى قتل عشرات آخرين في تفجيرات انتحارية وسط المدينة.
ولم يكتف مسلحو “داعش” بذلك، بل اختطفوا 30 مدنيا من قرية الشبكي، بينهم 11 امرأة و18 طفلا وشاب واحد أعدمه مطلع شهر أغسطس/ آب الماضي، كما ادعى وفاة مختطفة نتيجة مضاعفات صحية بحسب ادعائه، ليعدم مختطفة جديدة الثلاثاء.
وذكر مصدر مطلع في السويداء، في حديثٍ لـ”العربي الجديد”، أن “مشيخة عقل طائفة الموحدين الدروز شكّلت لجنة خاصة لمتابعة ملف المخطوفين، في 20 أغسطس/ آب الماضي، إلا أن السلطة رفضت التعاون أو التواصل معها بأي شكل، جراء توصيفها بأن غالبية أعضائها من المعارضة، وتم اتهامها بأن عدداً من هؤلاء كذلك زار القامشلي وشجع الفيدرالية ونقل التجربة إلى السويداء”.
وأنكر أعضاء اللجنة ادعاءات النظام، قبل أن يقدموا اعتذارهم عن عدم متابعة عملهم الثلاثاء الماضي.
من جانبها، أفادت مصادر محلية متابعة، “العربي الجديد”، بأن “السويداء تتعرض لضغط وتهديد كبيرين من قبل السلطة، مع امتناع رئيس النظام عن استقبال اثنين من مشايخ عقل الطائفة هما يوسف جربوع وحمود الحناوي، المعروفين بمواقفهما الداعمة للأهالي والمنتقدين أداء النظام في السويداء. كما تحيد كل أجهزة النظام، من أمن داخلي وأجهزة أمن، نفسها عن القيام بمهام حفظ أمن الأهالي، وتطلق العنان لعصابات الخطف والسرقة والاتجار بالمخدرات والسلاح، وهي في الغالب مرتبطة أمنياً بالنظام”.
ودعا الرئيس الروحي للطائفة الدرزية، الشيخ موفق طريف، الأربعاء، “دول العالم والمنظمات الدولية، وخاصة روسيا ومنظمة الأمم المتحدة، إلى العمل الفوري على كافة الأصعدة، وبكل الوسائل المتاحة، لإطلاق سراح المخطوفات قبل فوات الأوان”.
العربي الجديد