وصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الهند في زيارة ليومين، يلتقي خلالها رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، وتهدف إلى إبرام صفقات أسلحة ببلايين الدولارات، يرجح أن تُغضب الولايات المتحدة، وتستفز الصين وباكستان.
وأعلن الكرملين أن المحطة الأساسية للزيارة ستكون توقيع صفقة بـ5 بلايين دولار، لبيع الهند أنظمة دفاع جوي من طراز «أس- 400»، إضافة إلى صفقة لشراء 4 فرقاطات من طراز «كريفاك»، بقيمة بليونَي دولار، و200 مروحية خفيفة من طراز «كا- 226»، بقيمة بليون دولار.
كما سيبحث بوتين مع مودي احتمال تشييد روسيا محطة نووية ثانية في الهند، علماً أن موسكو تعمل حالياً على توسيع أضخم محطة نووية في كوداناكولام، ويناقشان مسألة تدريب روسيا رواد فضاء هنوداً، إذ تطمح نيودلهي إلى إرسال أول مهمة فضائية في عام 2022.
وكانت واشنطن حذرت الهند من الصفقة المرتقبة، «بما يشمل منظومة أس- 400 الدفاعية الجوية والصاروخية»، وحض ممثل للخارجية الأميركية «جميع حلفائنا وشركائنا على الامتناع عن تعاملات مع روسيا، تؤدي إلى عقوبات وفق قانون مكافحة أعداء الولايات المتحدة عبر العقوبات».
وفرضت واشنطن في أيلول (سبتمبر) الماضي عقوبات مالية على الجيش الصيني، لشرائه مقاتلات من طراز «سوخوي سو- 35» ومنظومة صواريخ «أس- 400» روسية، لكنها تواجه وضعاً صعباً حين يتعلق الأمر بالهند، إذ تريد تعزيز العلاقات معها، للتصدي لتنامي النفوذ الصيني. كما أعلن الجانبان أخيراً عن خطط لإجراء مناورات عسكرية مشتركة عام 2019، واتفقا على تبادل معلومات عسكرية حساسة.
ويرى خبراء أن الجيش الهندي يريد هذه المنظومة الصاروخية لسد ثغرات دفاعية، ولردع الصين والتفوّق على باكستان، نظراً إلى قدرتها على إسقاط مقاتلات، بينها «الشبح»، في نطاقات تُعتبر سابقة. وقبل أيام، اعتبر قائد سلاح الجو الهندي أن أنظمة «أس- 400» ومقاتلات «رافال إلـ 36» التي اشترتها نيودلهي من فرنسا عام 2016 في صفقة أثارت جدلاً سياسياً، أعطت البلاد «دفعاً قوياً».
تُعتبر الهند أضخم مستورد للأسلحة في العالم، وهي تقوم بتحديث تجهيزاتها في عملية تكلف نحو مئة بليون دولار، لأن معظمها كان معدات سوفياتية، بينها مقاتلات «ميغ» التي شهدت حوادث تحطم متكررة في الفترة الأخيرة. وتُشكل الولايات المتحدة ثاني أبرز مزود أسلحة للهند، بعد روسيا التي ستشكل صفقات جديدة معها مكسباً كبيراً لموسكو، ونكسة كبرى لواشنطن.
الحياة