تواصل أذرع حزب الله اللبناني التمدد في الجنوب السوري، رغم تحذيرات الأطراف الدولية بضرورة ابتعادها عن حدود الأردن وإسرائيل، ورغم التفاهمات الدولية التي تمكن نظام الأسد وروسيا من السيطرة على المنطقة.
فقد نقلت مصادر خاصة للجزيرة نت نشاطا ملحوظا لمقربين من الحزب في القسم الشرقي من محافظة درعا، عبر تجنيد الشباب للعمل تحت إمرة الحزب، وبإغراءات كثيرة مثل البقاء في بلداتهم وعدم الخدمة العسكرية في جيش النظام، بالإضافة إلى عرض رواتب هي أضعاف ما يتقاضاه المقاتلون في جيش النظام أو أجهزته الأمنية.
وتمكن الحزب –بحسب المصادر ذاتها- من تجنيد مئات الشباب من بلدات الكرك الشرقي والمسيفرة وصيدا وكحيل، بهدف السيطرة على المنطقة الممتدة من أطراف السويداء وصولا لأطراف بلدة أم المياذن؛ في محاولة للوصول إلى معبر نصيب ومدينة درعا، وتشكيل حزام أمني في الريف الشرقي بشكل كامل، والوصول إلى الحدود مع الأردن.
وتركزت حملات التجنيد هذه على عناصر قاتلت سابقا ضمن فصائل المعارضة، ممن وقعوا على اتفاقيات المصالحة، في حين يتم الترويج بأن هؤلاء العناصر تابعون للأمن العسكري -وهو أحد أفرع النظام السوري- وتلافي الحديث عن تبعيتهم لحزب الله.
في ريف درعا الغربي، أكد أحمد الحاري للجزيرة نت أن حزب الله -تحت غطاء الأمن العسكري التابع لنظام الأسد- عقد عددا من الاجتماعات مع وجهاء وقيادات محلية عن طريق وفد ضم مندوبين عن “القوة الجعفرية”، و”لواء الإمام الحسين”، و”الحرس الثوري”، وهي مليشيات عراقية موالية لإيران.
وتركزت معظم حملات التجنيد في مدن طفس ونوى والحارة، وتم تقديم عروض بمساعدة مالية لترميم مرفقات عامة وحفر آبار مياه، وتأمين حماية وعدم ملاحقة للأشخاص المنتمين للمعارضة سابقا.
وأكد الحاري أن هذه الحملات قوبلت برفض عشائري، الأمر الذي دعا الحزب والمليشيات الموالية لإيران إلى العمل على استقطاب منتسبين جدد بشكل انفرادي.
ويعود تواجد حزب الله في الجنوب الغربي من سوريا إلى بداية الأزمة وتوسع المناطق التي تسيطر عليها فصائل المعارضة منذ عام 2012، حيث تركز تواجد فرقة “الرضوان” التابعة للحزب في ذلك الوقت في مناطق ريف القنيطرة وريف درعا الشمالي الغربي، خاصة منطقة مثلث الموت الذي ضم مواقع إستراتيجية للحزب، أشهرها بلدة “دير العدس”.
واستمر تواجد حزب الله في المنطقة على حاله حتى شهور من بدء الحملة العسكرية لقوات النظام وروسيا على الجنوب السوري منتصف يونيو/حزيران 2018، حيث بدأ الحزب الانسحاب من مواقعه في مثلث الموت وريف القنيطرة، إلى ثكنات النظام في ريف درعا، واستبدال راياته برايات النظام، وذلك بعد ضغوط دولية على روسيا والأسد بضرورة انسحاب الحزب وإيران من المنطقة الجنوبية كشرط لعودة نظام الأسد إليها.
وبهذه الطريقة تمكن حزب الله من إعادة نشر قواته في الجنوب السوري، وأبرزها “اللواء 313″، الذي غير اسمه إلى لواء “العرين” كواحد من تشكيلات المقاومة التابعة له.
الجزيرة