قام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الجمعة بزيارة مفاجئة إلى سلطنة عمان التقى خلالها السلطان قابوس بن سعيد في خطوة قد تمثل فيها العاصمة العمانية قناة تواصل بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل وتكسر الجمود الذي تعرفه عملية السلام في الأشهر الأخيرة، وتصبح مسقط بذلك أوسلو جديدة.
وقالت أوساط عمانية إن الزيارة خطوة مهمة وتشير إلى أن العمانيين لديهم قدرة على إثارة المفاجآت في ملفات مختلفة، وهو ما قد يحقق اختراقا جديا في عملية السلام، مشيرة إلى أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبومازن) يرتاح إلى هذا النوع من الدبلوماسية. كما أن نتنياهو نفسه يكافح منذ تسعينات القرن الماضي لإحداث اختراق عربي يحسب له بمستوى اختراقات سابقة لكل من إسحاق رابين وشمعون بيريز.
وقالت وكالة الأنباء العمانية الرسمية إن السلطان قابوس استقبل نتنياهو في “بيت البركة”.
وكان الرئيس الفلسطيني قد أدى زيارة إلى سلطنة عمان الأسبوع الماضي والتقى خلالها بالسلطان قابوس، وتركزت المحادثات بينهما على عملية السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل ووضع القدس.
واعتبر مراقبون أن موقع الحياد الذي تحرص سلطنة عمان عليه ربما يساعدها في تحريك عملية السلام المتعثرة بسبب تعنت إسرائيل في ملف القدس والمستوطنات، فضلا عن الدفع بحل في غزة بمعزل عن السلطة وبخاصة عن الرئيس عباس، وأن مسقط يمكن أن تكون أوسلو جديدة إذا نجحت في رعاية اتفاق سلام بنفس القيمة التي كانت في اتفاق 1993 بالعاصمة النرويجية.
ويكشف توقيت الزيارة عن رضا أميركي عن دور عمان في تقريب وجهات النظر وفتح خط جديد بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وينتظر مراقبون كيف ستكون ردود الفعل الإيرانية على المبادرة العمانية وإن كان ثمة مخرج لطهران من قضية العقوبات يمكن أن يتم بسكوت إسرائيلي.
وتوقع دبلوماسي عربي في لندن أن تكون هناك “لمسة عمانية على صفقة القرن” بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وأشار المراقبون إلى أن سلطنة عمان راكمت من الخبرة في الوساطات ما يدفعها إلى الدخول على خط عملية السلام في الشرق الأوسط بعد انكفاء الوسطاء التقليديين، وخروج الولايات المتحدة عن دائرة الحياد، ما همش دور الرباعية الدولية.
وكانت مسقط قد لعبت دورا فعالا، وبعيدا عن الأنظار، في رعاية مفاوضات بين دول 5 زائد واحد وإيران انتهت إلى الاتفاق النووي في يوليو 2015.
كما تمثل حلقة تواصل فعالة في الملف اليمني، وسبق أن رتبت لقاءات بين الحوثيين والمبعوث الأممي، أو بينهم وبين مسؤولين أميركيين.
وزيارة نتنياهو لمسقط هي الزيارة الثانية، لرئيس وزراء إسرائيلي لسلطنة عمان، حيث سبق أن زارها عام 1994، رئيس الوزراء الراحل رابين. كما استضاف رئيس الوزراء السابق شمعون بيريز، عام 1995 وزير الخارجية العُماني يوسف بن علوي، في القدس.
وحتى الآن، لا توجد علاقات دبلوماسية بين البلدين، إلا أنهما وقّعا في يناير 1996، اتفاقا حول افتتاح متبادل لمكاتب تمثيل تجارية، ولكن العلاقات جُمدت رسميا مع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية في أكتوبر 2000.
العرب