برلين- تعتزم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التخلي عن منصبها كرئيسة للحزب المسيحي الديمقراطي، إلا أنها ستستمر في أداء مهمتها كمستشارة للبلاد.
وأعلنت ميركل ذلك بوضوح خلال جلسه لرئاسة الحزب الاثنين. يذكر أن المستشارة الألمانية كانت تصر من قبل على أن منصب رئاسة الحزب والمستشارية لا بد أن يشغلهما نفس الشخص.
وستحاول ميركل الاثنين إعادة تجميع تحالفها الحكومي الهش بعد هزيمة انتخابية ساحقة مني بها الحزبان الكبيران العضوان فيه في اقتراع في مقاطعة هيسه.
ويعتزم الرئيس الأسبق للكتلة البرلمانية للتحالف المسيحي، فريدريش ميرتس، الترشح لشغل منصب رئيس الحزب المسيحي الديمقراطي، بعد تخلي ميركل عن زعامة الحزب.
والأمر الأكثر إلحاحا بالنسبة لميركل التي ستلقي خطابا عند الساعة 13:00 (12:00 ت غ) هو منع الاشتراكيين الديمقراطيين الذين يبدون على وشك التفكك، من مغادرة التحالف الحكومي. وسيعني سيناريو كهذا نهاية الحكومة وانتخابات تشريعية مبكرة ونهاية الحياة المهنية لميركل على الأرجح.
ومني الحزبان الكبيران المشاركان في حكومة المستشارة في برلين – حزبها الاتحاد الديمقراطي المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي- الأحد بخسائر فادحة في انتخابات مقاطعة هيسه تشكل اختبارا وطنيا لميركل وفريقها في برلين.
وجاء حزب ميركل بالتأكيد في الطليعة وسيتمكن من مواصلة حكم المقاطعة ضمن تحالف، لكنه لم يحصد سوى 27 بالمئة من الأصوات، حسب النتائج النهائية، متراجعاً 11 نقطة عما حصده في الاقتراع السابق. وتراجع الحزب الاشتراكي الديمقراطي بالمثل وحصل على 19,8 بالمئة من الأصوات.
والحزبان مثل “شخصين يغرقان معا لأنهما معلقان ببعضهما”، على حد قول الخبير السياسي هانس فوليندر من جامعة دريسدن لشبكة “آ ار دي”.
تهديد الحزب الاشتراكي الديمقراطي
في المقابل، كسب دعاة حماية البيئة ضعف الأصوات وحصلوا على 19,8 بالمئة بينما نجح اليمين القومي في دخول آخر برلمان محلي لم يكن ممثلا فيه، بعدما سجل قفزة بحصوله على 13,1 بالمئة.
ولوحت زعيمة الحزب الاشتراكي الديمقراطي أندريا ناليس الأحد بالانسحاب من الحكومة ما لم تتوفر ضمانات حول أداء أفضل للحكومة التي تقوضها منذ أشهر خلافات داخلية خصوصا بشأن سياسة الهجرة. وأضافت ان “وضع الحكومة الحالي غير مقبول”.
ويطالب عدد متزايد من الناشطين الاشتراكيين الديمقراطيين بالانتقال إلى المعارضة خوفا من زوال حزبهم. ويشهد هذا الحزب تراجعا سريعا في استطلاعات الرأي على المستوى الوطني وبات اليمين المتطرف يتقدم عليه (16 بالمئة مقابل 15 بالمئة).
لكن ميركل سيكون عليها في الأيام والأسابيع المقبلة العمل على رص صفوف معسكرها المحافظ حيث يتصاعد الاستياء منها. وهو ثاني اقتراع محلي مخيب للآمال للمعسكر الألماني المحافظ بعد انتخابات بافاريا قبل أسبوعين.
أنهكت بعد 13 عاما في السلطة
يمكن أن يؤجج هذا الوضع الجدل الجاري داخل الاتحاد الديمقراطي المسيحي حول مستقبل ميركل التي تبدو منهكة بعد 13 عاما في السلطة.
ولم تكف شعبيتها عن التراجع منذ قرارها فتح حدود البلاد أمام أكثر من مليون طالب لجوء في 2015 و2016 بالتزامن مع تقدم اليمين المتطرف المعادي للمهاجرين.
ويطالب العديد من كوادر حزبها باتخاذ مواقف أكثر يمينية ويدعون ميركل إلى إعداد خلافتها.
وستواجه المستشارة اختبارا حاسما مطلع ديسمبر في مؤتمر للاتحاد الديمقراطي المسيحي تنوي الترشح فيه لمنصب رئيس الحزب الذي تعتبر أنه لا يمكن فصله عن منصب رئيس الحكومة. لكن الضغوط تتزايد لدفعها إلى الرحيل في هذه المناسبة.
ومع أنه يعتبر مقربا من ميركل، قال رئيس الاتحاد الديمقراطي المسيحي في هيسه فولكر بوفييه، إن النتيجة الهزيلة التي سجلت في مقاطعته تشكل “جرس إنذار” للحركة “ولرئيستنا أيضا”.
العرب