مؤتمر ميونيخ للأمن.. تراشق بين بنس وميركل بشأن سوريا وإيران

مؤتمر ميونيخ للأمن.. تراشق بين بنس وميركل بشأن سوريا وإيران

هوّن نائب الرئيس الأميركي مايك بنس من التداعيات المحتملة لقرار بلاده سحب قواتها من سوريا، في حين حذرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل من أنه قد يعزز نفوذ روسيا وإيران هناك.

فقد قال بنس في كلمة ألقاها اليوم السبت في مؤتمر ميونيخ للأمن إن سحب القوات الأميركية من سوريا تعديل في أساليب العمل، وليس تغييرا في الإستراتيجية، مشيرا إلى أن المهمة في سوريا سيتم نقلها لحلفاء واشنطن، وسيتم دعمهم.

وأضاف أن بلاده ستحتفظ بوجود قوي في الشرق الأوسط، وستتعقب تنظيم الدولة الإسلامية، وبات التنظيم محصورا في رقعة صغيرة بسوريا بعد حملة عسكرية بدأتها قوات سوريا الديمقراطية في سبتمبر/أيلول الماضي بدعم من التحالف الدولي.

ويفترض أن تسحب واشنطن كل قواتها من سوريا بنهاية أبريل/نيسان المقبل، تنفيذا لقرار الرئيس دونالد ترامب، رغم أن قادة عسكريين -مثل قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال جوزيف فوتيل- يعارضون الانسحاب.

وفي موضوع آخر، دعا نائب الرئيس الأميركي الدول الأوروبية للانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، حيث قال إن على حلفاء واشنطن الأوروبيين عدم تقويض العقوبات على طهران. وكان يشير بذلك إلى الآلية الأوروبية للتبادل التجاري مع طهران، والتي تم إقرارها للالتفاف على العقوبات الأميركية.

وقال بنس إن النظام الإيراني يسعى لمحرقة جديدة لإسرائيل، ووصف إيران بأنها الراعي الرئيس للإرهاب في العالم، على حد وصفه.

وفي ما يخص الوضع في فنزويلا، دعا نائب الرئيس الأميركي الاتحاد الأوروبي للاعتراف بزعيم المعارضة الفنزويلية خوان غوايدو رئيسا مؤقتا لفنزويلا، واعتبر أن الرئيس نيكولاس مادورو مستبد، ويحكم دون أي سلطة شرعية، وعليه أن يرحل، حسب تعبيره.

من جهتها، قالت المستشارة الألمانية خلال جلسة نقاش بمؤتمر ميونيخ للأمن إن الانسحاب الأميركي الوشيك من سوريا يمكن أن يعزز نفوذ روسيا وإيران.

وعن الاتفاق النووي مع إيران، قالت ميركل إن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق في مايو/أيار الماضي ليس الطريقة الأفضل لمواجهة أي خطر تمثله طهران.

وأضافت أنه في الوقت نفسه الذي تنسحب فيه واشنطن من الاتفاق النووي فإنها تقرر الانسحاب من سوريا لتترك الساحة لروسيا وإيران لتتصرفا بحرية.

ودعت المستشارة الألمانية الرئيس الأميركي إلى تبني نبرة أكثر عقلانية في حديثه عن الشراكة مع أوروبا، مذكّرة بأن أوروبا شريك وحليف لواشنطن في مهمة مشتركة للحفاظ على الأمن الدولي من خلال حلف شمال الأطلسي (الناتو).

انسحاب الجبير
على صعيد آخر، قال متحدث باسم مؤتمر ميونخ للأمن للجزيرة إن وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير ألغى مشاركته في المؤتمر دون إبداء أسباب.

وأضاف المتحدث أن إدارة المؤتمر أُبلغت بالقرار في وقت مبكر من اليوم الثاني للمؤتمر، وألغيت مشاركته التي كانت مقررة في جلسة تتعلق بقضايا الشرق الأوسط.

يذكر أن ألمانيا كانت رحبت بإدراج الاتحاد الأوروبي للسعودية على قائمة الدول التي تشكل خطرا بسبب أنظمتها المتراخية في ما يتعلق بتمويل الإرهاب وغسيل الأموال.

وكان الوزير السعودي شارك في المؤتمر الذي عقد على مدى يومين في العاصمة البولندية وارسو بعنوان “مستقبل الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط”، وهاجم ما وصفها بتدخلات إيران في المنطقة.

الجزيرة