فى الوقت الذى تسعى فيه داعش لاستغلال أحداث الشغب فى فرنسا لتنفيذ مخططات إرهابية، أعلن الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون تفهمه لـ«حالة الغضب» لدى الفرنسيين، لكنه شدد على أنه «لن يتنازل» فى مواجهة الذين يهدفون للتخريب.
وقال ماكرون، أثناء خطابه أمس حول إنشاء مجلس أعلى للمناخ، إن»هناك حركة احتجاجية انطلقت منذ عدة أسابيع، أفضت إلى مظاهرات مهمة وشابها أعمال عنف غير مقبولة»، مشددا على أنه لا يخلط بين أعمال العنف والمظاهرات. وأوضح: «أتفهم مخاوف من يقول إن الفرنسيين يدفعون ضريبة الانتقال البيئى دون أن يروا نتيجة ذلك»، لكن ما حدث هو أن ارتفاع ضريبة الوقود التى تم الإعداد لها فى السنوات الماضية، واكبه ارتفاع فى أسعار البترول على المستوى العالمى فى الوقت الحالي.
ودعا ماكرون إلى ضرورة وضع آلية من شأنها تقديم حلول ملموسة وفقا للمناطق الفرنسية وخصوصية كل منها، يتفاعل فيها الجميع، بمن فيهم أصحاب السترات الصفراء، معلنا عن آلية مستقبلية ستكون أكثر ذكاء وليونة، بحيث تتم مراجعة قيمتها على الوقود كل ثلاثة أشهر للتوافق مع أسعار البترول، مشددا على أنه «لن يختبئ» أمام الالتزامات السابقة، بالرغم من تفهمه لحالات الغضب. وأمر بإغلاق 14 مفاعلا نوويا من إجمالى المفاعلات العالمة فى البلاد، ومجموعها 58 مفاعلا، بحلول 2035.جاء ذلك، فى الوقت الذى دعا فيه تنظيم داعش الإرهابى من وصفهم بـ «الذئاب المنفردة» لاستغلال أحداث الشغب، وتنفيذ هجمات ضد المدنيين. وذكرت صحيفة «ذا صن» البريطانية أن مجموعتين تابعتين للتنظيم الإرهابى نشرتا ملصقات تحرض على تنفيذ أعمال إرهابية ضد المدنيين، حملت إحداها عبارة «يا أيتها الذئاب المنفردة، استغلوا الاحتجاجات فى فرنسا». كما ضمت الملصقات صورا للعمليات التى يعتمدها «الدواعش» فى هجماتهم، مثل الطعن وإطلاق النار وإشعال النيران وصدم المارة بالسيارات. وعبرت قوات الأمن الفرنسية عن قلقها وخوفها من أن يتسلل متطرفون إلى المظاهرات، مما يزيد من تحديات السيطرة على الجماهير.
وفى المقابل، دعا 12 من قادة أقاليم فرنسا الـ13، الرئيس ماكرون لإلغاء خطة رفع الضرائب على الوقود، محذرين من أن متظاهري» السترات الصفراء» يجسدون الأخطاء الإقليمية والاجتماعية فى البلاد. وقال القادة فى عمود بمجلة « لا أوبنيو»الفرنسية :«على ماكرون أن يقبل تعليق زيادة ضرائب أسعار الوقود المقرر تطبيقها فى يناير المقبل».وكانت مواجهات وأعمال شغب وتخريبية قد اندلعت على نطاق واسع فى العاصمة الفرنسية باريس يوم السبت الماضي، خصوصا فى شارع الشانزليزيه الذى تحول إلى ساحة مواجهات بين الشرطة والمتظاهرين،مما خلف خسائر مادية كبيرة.
وكشف تقرير نشرية صحيفة «جارديان» البريطانية أمس عن أن تكلفة الدمار ربما تتجاوز حاجز الـ 1.5 مليون يورو، حيث قام المحتجون بتكسير المحلات بشارع الشانزليزيه التجارى الشهير، فضلا عن كتابة عبارات مناهضة للحكومة وماكرون على واجهاتها.
كما أشارت الشرطة الفرنسية إلى أنها استخدمت السبت الماضى أكثر من 5آلاف قنبلة غاز مسيل للدموع، أى أكثر من قنبلة فى الدقيقة الواحدة، وهو المعدل الذى لم تشهده فرنسا مطلقا على مدار تاريخها.. كما قامت المطافئ بإخماء أكثر من 100 حريق.
واستدعت السلطات الفرنسية أكثر من 200 عامل نظافة إضافى للمشاركة فى جهود تنظيف باريس، فيما وصفته بـ «أجمل منظر فى العالم».