حملة تضليل إيرانية تجتاح العالم

حملة تضليل إيرانية تجتاح العالم

كشف تقرير خاص لوكالة رويترز عن حملة للتضليل الإعلامي واسعة النطاق تديرها إيران من خلال مواقع تمويهية، مثل السودان اليوم ونايل نت أونلاين، تستهدف التأثير على الرأي العام في بلدان مثل مصر والسودان وغيرهما، كما تستهدف شن حملات تشويه ضد المملكة العربية السعودية، وتستهدف بشكل خاص الحرب في اليمن والدور السعودي فيها.

جاك ستابز وكريستوفر بينج

لندن – يقطع موقع نايل نت أونلاين على الإنترنت وعدا للمصريين بتزويدهم “بأخبار حقيقية” من مكتبه في قلب ميدان التحرير بالقاهرة من أجل توسيع أفق حرية التعبير في العالم العربي. ولا تتفق آراء الموقع عن الولايات المتحدة مع الآراء التي ترددها أجهزة الإعلام الرسمية المصرية التي تحتفي بالعلاقات الدافئة بين دونالد ترامب والقاهرة.

وفي مقال نشر مؤخرا، سخر الموقع من الرئيس الأميركي دونالد ترامب ووصفه بأنه ممثل مسرحي رديء حوّل الولايات المتحدة إلى أضحوكة بعد أن هاجم إيران في خطاب ألقاه في الأمم المتحدة.

وحتى عهد قريب كان عدد متابعي صفحة موقع نايل نت أونلاين على فيسبوك وتويتر وإنستغرام يتجاوز 115 ألفا، غير أن أرقام هواتف الموقع لا تعمل. وأظهرت خارطة على فيسبوك لموقع مكتبه أنه يقع في منتصف الشارع لا في أي مبنى.

ويقول الناس في منطقة ميدان التحرير بمن فيهم صاحب كشك لبيع الصحف ورجل شرطة إنهم لم يسمعوا بهذا الموقع من قبل. والسبب في ذلك أن موقع نايل نت أونلاين جزء من حملة للتأثير في الرأي العام المصري تدار من مقرها طهران.

والموقع واحد من أكثر من 70 موقعا على الإنترنت تعمل على نشر الدعاية الإيرانية في 15 دولة وذلك في عملية بدأ خبراء الأمن السيبراني وشركات التواصل الاجتماعي وصحافيون لتوهم في كشف النقاب عنها. وتقول وكالة رويترز إن المواقع التي اكتشفتها يزورها أكثر من نصف مليون شخص في الشهر ويتم الترويج لها بحسابات على وسائل التواصل الاجتماعي يتجاوز عدد متابعيها المليون.

82 صفحة وحسابا ترتبط بالحملة الإيرانية أغلقتها فيسبوك في شهر سبتمبر

وتبرز المواقع الأساليب التي يتزايد لجوء أطراف سياسية في مختلف أنحاء العالم إليها لنشر معلومات مضللة أو كاذبة على الإنترنت للتأثير في الرأي العام. وتأتي هذه الاكتشافات في أعقاب اتهامات بأن حملات إعلامية روسية مضللة استطاعت التأثير في آراء الناخبين في الولايات المتحدة وأوروبا.

وقال جون برينان مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية السابق، إن “دولا في كل أنحاء العالم تستخدم في الوقت الحالي أساليب حرب المعلومات من هذا النوع”. وأضاف في تعليقه عن الحملة الإيرانية “الإيرانيون خبراء محنكون في الإنترنت. ثمة عناصر في أجهزة المخابرات الإيرانية تتميز بالبراعة من حيث العمل” على الإنترنت.

وتم اكتشاف المواقع بالاستفادة من أبحاث أجرتها شركتا فاير آي وكلير سكاي للأمن السيبراني. ونشطت هذه المواقع في فترات مختلفة منذ عام 2012، وهي تبدو مثل أي مواقع إخبارية وإعلامية عادية لكن لا يكشف سوى اثنين منها عن صلاتها بإيران.

وتقول وكالة رويترز إنها لم تستطع التأكد مما إذا كانت الحكومة الإيرانية وراء هذه المواقع ولم يرد مسؤولون إيرانيون في طهران ولندن على استفساراتها، غير أن كل المواقع ترتبط بإيران بإحدى طريقتين؛ فبعضها ينشر أخبارا ومقاطع فيديو ورسوما كارتونية تزودها بها مؤسسة اسمها الاتحاد الدولي للإعلام الافتراضي (آي.يو.في.إم) تقول على موقعها إن مقرها الرئيسي في طهران.

وبعض المواقع يشترك في نفس تفاصيل التسجيل مع (آي.يو.في.إم) مثل العناوين وأرقام الهواتف. ويشترك 21 موقعا في العناوين وأرقام الهواتف معا. وارتدت رسائل أرسلت بالبريد الإلكتروني إلى مؤسسة (آي.يو.في.إم) بما يفيد عدم وصولها إلى العناوين المستهدفة كما أن أرقام الهواتف التي ذكرتها على موقعها لم تكن تعمل.

الحقيقة غير المعلنة

افتضح أمر بعض المواقع في الحملة الإيرانية في شهر أغسطس الماضي عندما كشفت عنها شركات منها فيسبوك وتويتر وألفابت، الشركة الأم لشركة غوغل، بعد أن توصلت إليها شركة فاير آي.

وأغلقت شركات التواصل الاجتماعي المئات من الحسابات التي روجت لهذه المواقع أو نشرت رسائل إيرانية موجهة.

وقالت فيسبوك الشهر الماضي إنها أغلقت 82 صفحة ومجموعة وحسابا ترتبط بالحملة الإيرانية. وكانت تلك الصفحات والحسابات قد اجتذبت أكثر من مليون متابع في الولايات المتحدة وبريطانيا.

غير أن المواقع التي كشفتها رويترز لها مجال أوسع. فقد نشرت محتواها بست عشرة لغة مختلفة من الأذربيجانية إلى الأردية مستهدفة مستخدمي الإنترنت في الدول الأقل تطورا. ووصولها إلى قراء في مجتمعات تخضع لرقابة محكمة مثل مصر، التي حجبت المئات من المواقع الإخبارية منذ 2017، يسلط الضوء على نطاق هذه الحملة.

وليست كل الأخبار على المواقع زائفة. فثمة أخبار حقيقية منشورة مع رسوم كرتونية مسروقة جنبا إلى جنب مع خطب للمرشد الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي.

تأييد المواقع للحكومة الإيرانية أمر جلي وهي تضخم العداء للدول التي تعارض طهران، خاصة إسرائيل والسعودية والولايات المتحدة.

والمقال الذي قال فيه موقع نايل نت أونلاين إن ترامب جعل من الولايات المتحدة أضحوكة منقول من مقال نشر على شبكة التلفزيون الرسمي الإيراني.

وبعض المواقع تتسم بالتسرع في النشر. إذ يخطئ موقع باسم وكالة الصحافة اليمنية في كتابة الاسم باللغة الإنكليزية وينشر تحديثا مستمرا تحت عنوان “الجرائم (السعودية) ضد اليمنيين في الأربع والعشرين ساعة الأخيرة”.

ولم تجد رسائل أرسلت بالبريد الإلكتروني إلى الشخص الذي يمكن الاتصال به في الوكالة واسمه عرفات شروح طريقها إليه فارتدت. وقاد عنوان الوكالة ورقم هاتفها إلى فندق في العاصمة اليمنية صنعاء قال العاملون فيه إنهم لم يسمعوا من قبل عن شخص اسمه شروح.

وتتضح هوية أصحاب بعض المواقع السابقين وعناوينهم في سجلات التسجيل التاريخية على الإنترنت. فقد سبق أن أوضح 17 من بين 71 موقعا أن مقره إيران أو طهران أو كشف عن رقم هاتف أو رقم فاكس إيراني. غير أن أصحاب المواقع الحاليين لا يظهرون ولم يتسن التوصل إلى الشركات التي تديرها مما تربطها صلات بإيران.

ويستخدم أكثر من 50 موقعا شركتين أميركيتين لخدمات الإنترنت هما (كلاودفلير) و(أونلاين إن.آي.ٍسي) وهما من الشركات التي تزود أصحاب المواقع بأدوات لحماية أنفسهم من الرسائل غير المرغوبة والمتسللين.

وفي الكثير من الأحيان تخفي الخدمات التي تقدمها هذه الشركات فعليا هوية من يملك المواقع أو الأماكن التي تستضيفها. وامتنعت الشركتان عن إخطار رويترز بمن يتولى إدارة المواقع.

وقال إيريك جولدمان المدير المشارك بمعهد قوانين التكنولوجيا المتطورة بجامعة سانتا كلارا، إن شركات استضافة المواقع أو خدمات الإنترنت لا تتحمل بمقتضى القانون الأميركي بصفة عامة المسؤولية عن المحتوى الذي تنشره هذه المواقع.

ومع ذلك فمنذ عام 2014 منعت العقوبات الأميركية المفروضة على إيران “تصدير أو إعادة تصدير، سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، خدمات الاستضافة على الإنترنت المخصصة للأغراض التجارية أو خدمات تسجيل أسماء نطاقات الإنترنت”.

وقال دوجلاس كريمر المستشار القانوني العام لشركة كلاودفلير، إن الخدمات التي تقدمها الشركة لا تشمل خدمات الاستضافة على الإنترنت. وأضاف “لقد درسنا نظم العقوبات المختلفة ونحن واثقون بأننا لا نخالفها”.

فجر غربي آخر

يعتبر الكرملين على نطاق واسع القوة العظمى في الحرب الإعلامية الحديثة. ومما تكشف حتى الآن يتضح أن حملة التأثير الروسية في الرأي العام التي تنفيها موسكو أكبر بكثير من الحملة الإيرانية.

وتقول شركة تويتر إن ما يقرب من 4000 حساب لها صلة بالحملة الروسية نشرت أكثر من تسعة ملايين تغريدة بين عامي 2013 و2018 بالمقارنة مع أكثر من مليون تغريدة من أقل من ألف حساب يعتقد أن أصلها في إيران. ورغم أن الحملة الإيرانية أصغر حجما إلا أن لها تأثيرا في موضوعات ساخنة. فقد نشر موقع (ايه.دبليو.دي نيوز) الذي يركز على “الحقيقة غير المعلنة” خبرا كاذبا في عام 2016 دفع وزير الدفاع الباكستاني إلى التأكيد على تويتر أن بلاده تملك الأسلحة التي تمكنها من شن هجوم نووي على إسرائيل، ثم اكتشف أن الخبر الزائف ما هو إلا جزء من حملة إيرانية عندما اتصلت به رويترز.

وقال الوزير المخدوع خواجة آصف (69 عاما) الذي خرج من الحكومة الباكستانية في وقت سابق من العام الحالي “كانت تجربة تعليمية”. وأضاف “لكن يمكن للمرء أن يفهم أن مثل هذه الأمور تحدث لأن الأخبار الزائفة أصبحت شيئا مهولا. وهو أمر بمقدور أي إنسان أن يفعله الآن وهذا في غاية الخطورة”.

وينشر موقع (ايه.دبليو.دي نيوز) أخباره بالإنكليزية والفرنسية والإسبانية والألمانية وتقول شركة سيميلار ويب لتحليلات الإنترنت إن عدد زواره يبلغ 12 ألفا تقريبا في الشهر. وممن ساهموا في مشاركة تقارير نشرها موقع (ايه.دبليو.دي نيوز) والمواقع ساسة في بريطانيا والأردن والهند وهولندا ونشطاء لحقوق الإنسان ومؤلف موسيقي هندي ونجم ياباني لأغاني الراب.

وفي أغسطس 2015 أعاد حساب رسمي لأحد الأقسام الأوروبية بمنظمة الصحة العالمية نشر تقرير للموقع من خلال تغريدة. وقالت أناليزا بورو سكرتيرة مكتب الاستثمار للصحة والتنمية في أوروبا التابع لمنظمة الصحة العالمية، إن الشخص الذي كان يدير حساب المكتب على تويتر في ذلك الوقت لم يكن يعلم أن الموقع جزء من الحملة الإيرانية.

وأضافت أن التغريدة نشرت في وقت كان عدد متابعي الحساب فيه منخفضا نسبيا، الأمر الذي حد من الضرر “لكني من ناحية أخرى أشعر بقلق شديد لأننا علينا مسؤولية هائلة باعتبارنا من وكالات الأمم المتحدة”.

في البداية كشفت شركة الأمن السيبراني الأميركية فاير آي عن أسماء ستة مواقع قالت إنها جزء من حملة التأثير الإيرانية. وفحصت رويترز تلك المواقع وقاد المحتوى الذي نشرته إلى الاتحاد الدولي للإعلام الافتراضي (آي.يو.في.إم) الذي يتخذ من طهران مقرا له.

وهذا الاتحاد عبارة عن مجموعة من 11 موقعا تحمل أسماء مثل (آي.يو.في.إم. برس) و(آي.يو.في.إم. آب) و(آي.يو.في.إم. بيكسل).

وتمثل هذه المواقع معا مكتبة للمواد الرقمية التي تشمل تطبيقات للهواتف المحمولة وموادا من وسائل الإعلام الإيرانية والصور ومقاطع الفيديو وتقارير من مصادر أخرى على الإنترنت تدعم سياسات طهران.وأدى تتبع استخدام محتوى مواقع الاتحاد عبر الإنترنت إلى مواقع أخرى استخدمت هذه المواد أو تفاصيل تسجيل المواقع أو كليهما. فعلى سبيل المثال استخدم 22 موقعا من المواقع رقم هاتف واحد لا يعمل وكانت مذكورة أيضا في قوائم (آي.يو.في.إم).

واستخدمت سبعة مواقع على الأقل عنوانا واحدا يخص نزلا للشباب في برلين. بل إن اثنين من المواقع نشرا إعلانات عن وظائف خالية في الاتحاد وطلبا أن تتقدم لها نساء لديهن “قدرة على العمل بكفاءة ودراية بالتعامل مع شبكات التواصل الاجتماعي والإنترنت”.

بيت مهدم

من أكثر زبائن الاتحاد شعبية موقع اسمه (السودان اليوم) توضح بيانات شركة سيميلار ويب أن حوالي 150 ألف زائر يترددون عليه كل شهر. ويقول الموقع لمتابعيه على فيسبوك وعددهم 57 ألفا إنه يعمل بلا تحيز سياسي.

ومن متابعيه على تويتر البالغ عددهم 18 ألفا السفارة الإيطالية في السودان. وقد ورد ذكر لمحتواه في تقرير لوزارة الكهرباء المصرية.

وتبين تفاصيل تسجيل الموقع المحفوظة التي قدمتها شركتا (هو إز إيه.بي.آي. إنك) و(دومين تولز إل.إل.سي) أن عنوان مكتب موقع السودان اليوم المسجل في 2016 يغطي حيا كاملا في شمال الخرطوم. كما أن رقم الهاتف المسجل في تلك السجلات لا يعمل.

وقال فندق كورينثيا ذو الخمسة نجوم في وسط الخرطوم حيث يقول الموقع إنه استضاف حفلا لإحياء ذكرى تأسيسه، إنه لم يتم تنظيم مثل هذا الحفل في الفندق. كما أن أحد العناوين المذكورة على حسابه على وسائل التواصل الاجتماعي عبارة عن بيت مهدم. وكان السودان من قبل من حلفاء إيران لكنه غير موقفه وانحاز للسعودية الأمر الذي فقدت بمقتضاه إيران موطئ قدم في القرن الأفريقي في وقت تتزايد فيه عزلتها عن الغرب.

وقال آريان طباطبائي، زميل مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن والخبير في الشأن الإيراني، إن إيران ترى في هذا الجو أنها في منافسة مع إسرائيل والسعودية والولايات المتحدة على التأييد العالمي.

ومن العناوين المنشورة على الصفحة الرئيسية لموقع السودان اليوم جولة يومية في تقارير الصحف المحلية ونتائج مباريات كرة القدم في أوغندا. كما يتضمن تقارير عن أسعار الخبز التي تضاعفت في يناير بعد أن رفعت الخرطوم الدعم الأمر الذي أدى إلى مظاهرات احتجاج.

وقال أوهاد زيدنبرج الباحث بشركة كلير سكاي الإسرائيلية للأمن السيبراني، إن هذا المزيج من المحتوى يوفر ستارا للتقارير الموجهة للتأثير في مواقف جمهور المترددين على الموقع ومداركهم. كما يلفت الموقع الأنظار إلى انتهاكات سعودية مزعومة في اليمن. ومنذ أن حوّل الرئيس السوداني عمر حسن البشر ولاءه عن إيران أرسل قوات وطائرات للانضمام إلى القوات التي تشارك بقيادة سعودية في الحرب اليمنية.

وأظهر أحد الرسوم الكرتونية التي نشرها موقع السودان اليوم في أغسطس الماضي من (آي.يو.في.إم) الرئيس الأميركي مع طائرة حربية وكيس امتلأ عن آخره بالدولارات تحت إبطه. وكانت الطائرة الحربية مغطاة بالزي السعودي التقليدي مع رسم لقنابل تتساقط على خارطة لليمن ملطخة بالدماء.

وصاحب الرسم الأصلي هو رسام الكاريكاتير التركي ميكائيل شفتشي الذي قال إنه لم يمنح (السودان اليوم) إذنا باستخدام الرسم. وقال الناجي البشرى، وهو مطور برمجيات في الخرطوم عمره 28 عاما، إنه يحب قراءة التقارير على موقع السودان اليوم في المساء بينما ينتظر أن يغط طفله الرضيع في النوم، لكنه قال هو وثلاثة آخرون من قراء موقع السودان اليوم إنهم ليست لديهم أي فكرة عمن وراء الموقع. وأضاف “هذه مشكلة كبرى. فليس بوسعك أن تعرف أنهم ليسوا في السودان”.

أساس الحملة الإيرانية

قال ديفيد كونراد رئيس قطاع التكنولوجيا في مؤسسة ايكان غير الربحية التي تسهم في إدارة عناوين الشبكة العنكبوتية عالميا، إنه من غير الواضح ما هي الجهة المسؤولة على المستوى العالمي عن التصرف حيال حملات التضليل الإعلامي على الإنترنت مثل الحملة الإيرانية وما هو الإجراء الواجب اتخاذه.

ومن الممكن أن تحذف الشركات صاحبة المنصات حسابات التواصل الاجتماعي بالجملة. غير أن أساس الحملة الإيرانية من المواقع يزيد من صعوبة تفكيكها مقارنة بوسائل التواصل الاجتماعي لأن إغلاق موقع يتطلب في الغالب تعاون أجهزة إنفاذ القانون وشركات خدمات الإنترنت وشركات البنية التحتية للشبكة العنكبوتية.

وكانت لمساعي شركات التواصل الاجتماعي في الولايات المتحدة وأوروبا لمعالجة أمر الحملة الإيرانية نتائج متباينة. ففي أعقاب اتصال من رويترز أوقفت تويتر حسابات موقعي نايل نت أونلاين والسودان اليوم. وقالت متحدثة “الإسناد الواضح أمر في غاية الصعوبة”، لكنها أضافت أن الشركة ستواصل تحديث قاعدة بيانات عامة للتغريدات والحسابات المرتبطة بالحملات الإعلامية المدعومة من أجهزة رسمية عندما تتوفر لها معلومات جديدة.

ولم ترد غوغل مباشرة على استفسارات عن المواقع. وقالت الشركة إنها تعرفت على 99 حسابا لها صلات بوسائل إعلام رسمية إيرانية وأغلقتها. وقالت متحدثة باسم غوغل “استثمرنا في أنظمة قوية للتعرف على حملات التأثير في الرأي العام التي تطلقها حكومات أجنبية”.

وقالت فيسبوك إنها لا تعلم شيئا عن المواقع التي اكتشفتها رويترز وإنها حذفت خمس صفحات أخرى، غير أن متحدثا باسم فيسبوك قال إنه بناء على بيانات المستخدمين لن تستطيع الشركة الربط بين كل حسابات المواقع الإلكترونية والأنشطة الإيرانية التي تم اكتشافها من قبل.

وأضاف المتحدث “في الشهور الأخيرة حذفنا المئات من الصفحات والمجموعات والحسابات المرتبطة بأطراف إيرانية تشارك في سلوك غير أصيل منسق. ونحن مستمرون في حذف الحسابات عبر خدماتنا وبكل اللغات ذات الصلة”.

ولا تزال حسابات مرتبطة بالمواقع الإيرانية تعمل على الإنترنت خاصة بلغات أخرى غير اللغة الإنكليزية. وفي 29 و30 نوفمبر على سبيل المثال كان لموقع ايه.دبليو.دي نيوك خمسة حسابات عاملة على تويتر باللغات الفرنسية والبرتغالية والإيطالية.

ولا تزال 16 موقعا من المواقع الإلكترونية الإيرانية تنشر تحديثات يومية على فيسبوك أو تويتر أو إنستغرام أو يوتيوب ومنها السودان اليوم ونايل نت أونلاين. وتجاوز مجموع المتابعين لحسابات شبكات التواصل الاجتماعي 700 ألف متابع.

حرب إعلامية

من المواقع التي تديرها طهران:

* موقع إخباري اسمه (فجر غربي آخر) يقول إنه يركز على “الحقيقة غير المعلنة”. وقد خدع وزير الدفاع الباكستاني فأطلق تهديدا نوويا لإسرائيل.

* عشرة مواقع تستهدف القراء في اليمن حيث تمول إيران الحوثيين منذ تفجر الحرب الأهلية في البلاد عام 2015.

*منفذ إعلامي يقدم أخبارا يومية ورسوما كرتونية ساخرة في السودان.

* موقع اسمه (ريلني نوفوستي) أي “الأخبار الحقيقية” موجه للقراء الروس. ويتيح هذا الموقع تطبيقا يمكن تنزيله على الهواتف المحمولة لكن لم يتسن التوصل إلى المسؤولين عن إدارته.

العرب