ستوكهولم- ينتظر وصول وفد حكومي يمني الأربعاء الى السويد للمشاركة في محادثات سلام مع المتمردين الحوثيين برعاية الأمم المتحدة تهدف الى إنهاء النزاع الدامي في اليمن.
وفيما وصل وفد المتمردين الحوثيين الى السويد مساء الثلاثاء، لم تعلن الأمم المتحدة رسميا بعد موعد بدء المفاوضات، وهي الأولى منذ 2016.
وتتواصل الحرب المدمرة في اليمن منذ العام 2014 وسط تحذيرات من الأمم المتحدة من احتمال تفاقم الأزمة الإنسانية الأسوأ في العالم، في 2019، وفيما تهدّد المجاعة نحو 14 مليونا من سكان البلاد.
وتوجه الوفد الحكومي اليمني الى السويد صباح الأربعاء، بحسب ما قال مصدران قريبان منه. ويترأس الوفد اليمني الحكومي الذي يضم 12 شخصا، وزير الخارجية خالد اليماني، وفقا لمصدر قريب من الوفد.
وكتب مدير مكتب رئاسة الجمهورية اليمنية عبدالله العليمي على حسابه على تويتر، “يغادر الوفد محملاً بآمال الشعب اليمني”. وأضاف في التغريدة أن الوفد الحكومي “سيبذل كل الجهود لإنجاح المشاورات التي نعتبرها فرصة حقيقية للسلام”.
وكان وفد المتمردين الحوثيين وصل مساء الثلاثاء إلى السويد مع مبعوث الأمم المتّحدة الخاص الى اليمن مارتن غريفيث الذي كان في صنعاء منذ الاثنين. وكتب وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجيّة أنور قرقاش على تويتر، “نعتقد أن السويد توفر فرصة حاسمة للانخراط بشكل ناجح في حل سياسي في اليمن”.
وكان المتحدّث باسم المتمرّدين محمد عبدالسلام غرد أيضا، “لن ندّخر جهدا لإنجاح المشاورات وإحلال السلام وإنهاء الحرب العدوانية وفك الحصار”، مضيفا “أيدينا ممدودة للسلام”.
خطوة أولى حيوية
ورحّبت الولايات المتّحدة الثلاثاء بمحادثات السلام، واصفةً إيّاها بأنّها “خطوة أولى ضروريّة وأساسية”، داعيةً الأطراف المتحاربين إلى الانخراط فيها “بشكل كامل وصادق” و”وقف أيّ أعمال عدائية جارية”.
وقالت المتحدّثة باسم وزارة الخارجيّة الأميركيّة هيذر ناورت “ليست لدينا أوهام، ونحن نعلم أنّ هذه العمليّة لن تكون سهلة، لكنّنا نرحّب بهذه الخطوة الأولى الضروريّة والأساسية”.
وشدّدت ناورت على أنّ “اليمنيين عانوا طويلاً”، مضيفةً “آن الأوان لليمنيّين لإحلال المصالحة مكان الصراع وكي يعملوا معًا لتحقيق مستقبل أكثر إشراقًا لليمن”.
ويأتي ذلك بعد الإعلان الثلاثاء عن توقيع اتّفاق بين الحكومة والحوثيين لتبادل مئات الأسرى بين الطرفين، وبعد يوم على إجلاء 50 جريحا من المتمردين إلى العاصمة العمانية مسقط.
ويُعتبر ملفّ الجرحى الحوثيين أساسياً في جهود إجراء مفاوضات سلام. وقال مسؤول ملفّ الأسرى في فريق المفاوضين التابع للحكومة اليمنيّة هادي هيج إنّ الاتفاق يشمل الإفراج عن 1500 إلى 2000 عنصر من القوّات الموالية للحكومة، و1000 إلى 1500 شخص من المتمرّدين.
وبين المعتقلين الذين سيُفرَج عنهم، وزير الدفاع السابق محمود الصبيحي، ومسؤول جهاز المخابرات في عدن ناصر منصور هادي وشقيق الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي.
في سبتمبر الماضي، فشلت الأمم المتحدة في عقد جولة محادثات في جنيف بعدما رفض المتمردون في اللحظة الأخيرة السفر من دون الحصول على ضمانات بالعودة الى صنعاء وإجلاء مصابين من صفوفهم إلى عمان. ويسيطر المتمردون منذ 2014 على صنعاء، بينما يسيطر التحالف بقيادة السعودية على الأجواء اليمنية.
د. أنور قرقاش
مخاطر مجاعة
وتشكلّ محادثات السلام المرتقبة أفضل فرصة حتى الآن لإنهاء الحرب المتواصلة منذ 2014، بحسب خبراء، مع تزايد الضغوط على الدول الكبرى للتدخّل لمنع حدوث مجاعة في أفقر دول شبه الجزيرة العربية.
وأعلنت الأمم المتحدة الثلاثاء أن الأزمة الإنسانية في اليمن ستتفاقم في 2019، محذرة من أن عدد الأشخاص الذين يحتاجون الى مساعدات غذائية سيرتفع بنحو أربعة ملايين شخص.
وقال المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة ديفيد بيزلي الثلاثاء إن احصائية تتعلق بالأمن الغذائي سيتم نشرها في وقت لاحق هذا الأسبوع ستظهر “زيادة حادة في معدلات الجوع” في البلاد التي يقدر أنها سترتفع من ثمانية ملايين حالة إلى 12 مليونا.
وبدأت حرب اليمن في 2014، ثم شهدت تصعيدا مع تدخّل السعودية على رأس تحالف عسكري في مارس 2015 دعماً للحكومة المعترف بها بعد سيطرة الحوثيين على مناطق واسعة بينها صنعاء.
العرب