ليس غريبا أن تتأخر أو تلغى إحدى الرحلات الخارجية للمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، التي لجأت طائرتها مؤخرا إلى الهبوط الاضطراري في مدينة بون حين كانت في طريقها إلى قمة مجموعة العشرين بالأرجنيتن.
تشتري حكومة المستشارة ميركل طائرات مستعملة لرخصها، تخفيفا عن كاهل دافعي الضرائب رغم كون ألمانيا أقوى اقتصاد في أوروبا. وبعض تلك الطائرات يرجع لحقبة ألمانيا الشرقية من نوع “إنتر فلوغ” التي صنعت قبل ربع قرن من الزمان.
وتوصف طائرات المستشارة والرئيس الألماني من الداخل في أثاثها وتجهيزاتها بأنها في مستوى الدرجة الاقتصادية، فليس فيها شيء يذكر من رفاهية الطائرات الحكومية، ويشعر المرء فيها كأنه في طائرة تجارية عادية.
وبسبب الهبوط الاضطراري الأخير للمستشارة الألمانية -الذي يرجع إلى عطل إلكتروني في نظام الاتصالات بالطائرة- لم تتمكن ميركل من اللحاق بالافتتاح الرسمي لقمة العشرين، واضطرت لركوب طائرة تجارية مع الركاب إلى الأرجنتين.
يقول غيدو هينريخ قائد العمليات الجوية بوزارة الدفاع الألمانية إن “ذلك كان إخفاقا فنيا كلاسيكيا في أحد عناصر الطائرة”. وأضاف “كنا محظوظين لأنه رغم انهيار نظام الاتصال، فإن لدى الطائرة إمكانية استخدام الاتصالات عبر الأقمار الصناعية وجرى التجاوب من المحطة الأرضية”.
تاريخ من الأعطال التقنية لطائرات المستشارة والرئيس
يطلق اسم “كونراد أديناور” على طائرة المستشارة ميركل، وهي في الأصل طائرة مستعملة استخدمتها شركة الطيران الألمانية لوفتهانزا لنقل الركاب منذ نحو عشرين عاما، وتكلفت عملية إعادة تأهيلها تسعين مليون يورو (102 مليون دولار).
وتقول بيانات حكومية إن طائرتي المستشارة والرئيس الألماني تعرضتا لـ 14عطلا خلال السنوات العشر الأخيرة.
وفي مرات عدة ألغيت رحلات للمستشارة وتأخر بعضها لأعطال فنية مثلما حدث في زيارتها لمصر وتونس عام 2017، وكما حدث في أكتوبر/تشرين الأول عام 2015 حيث تعرضت طائرتها لأعطال كثيرة، اضطرتها لاستقلال طائرة عسكرية كانت تستخدم لنقل الجنود من برلين إلى نيودلهي.
وتتولى وزارة الدفاع الألمانية أعمال صيانة طائرات المستشارية والرئاسة، وفي هذا الصدد يقول المتحدث باسم وزارة الدفاع الألمانية ينس فلوسدورف “إذا تعرضت طائرة ديوان المستشارية لخلل تقني، فإن وزارة الدفاع الألمانية هي المسؤولة عن التعامل مع الحادث وإصلاحه”.
وأضاف فلوسدورف “لقد تم التعامل مع العطل الطارئ الذي أصاب طائرة المستشارة وهي في طريقها إلى بوينس أيرس واستبدال القطع الضرورية والتواصل مع الجهات المعنية وشركة إيرباص للكشف عن الحيثيات الأخرى وراء هذا الإخفاق التقني.
تقول الإحصاءات إن أغلب وزراء الحكومة الألمانية تعرضت طائراتهم لأعطال فنية، واشتهر فرانك فالتر شتاينماير –الذي كان وزيرا للخارجية قبل أن يتولى منصبه الحالي رئيسا لألمانيا- بأنه الوزير صاحب الرقم الأعلى في عدد الأعطال الفنية لطائرته. وفي مايو/أيار 2006، اضطرت طائرة شتاينماير إلى هبوط حاد وخطير في مطار فيينا بينما كان في طريقه إلى مؤتمر في أميركا اللاتينية.
ولدى الحكومة حاليا 17 طائرة تخضع كلها للصيانة، ويجمل خبراء الملاحة الجوية المشاكل التقنية في طائرات الرئاسة والمستشارية في الأعطال الإلكترونية والملاحة، والإطارات المسطحة، والشقوق في النوافذ، وانخفاض حاد في ضغط المقصورة.