الرئيس السوداني يفتتح جولة «تطبيع» عربي مع النظام السوري بلقاء مفاجئ مع الأسد

الرئيس السوداني يفتتح جولة «تطبيع» عربي مع النظام السوري بلقاء مفاجئ مع الأسد

 نقلت وكالة الأنباء السورية خبر قيام الرئيس السوداني عمر حسن البشير بـ«زيارة عمل» خاطفة إلى دمشق أمس حيث كان في استقباله رئيس النظام السوري بشار الأسد، عقدا بعدها جلسة محادثات «تناولت العلاقات الثنائية وتطورات الأوضاع في سوريا والمنطقة»، وأوردت «سانا» تصريحا للبشير يقول فيه إن سوريا «هي دولة مواجهة وإضعافها هو إضعاف للقضايا العربية وما حدث فيها خلال السنوات الماضية لا يمكن فصله عن هذا الواقع وبالرغم من الحرب بقيت متمسكة بثوابت الأمة العربية».

مصادر روسية لـ«القدس العربي»: أنقرة تتمنى إشراك وزير سوري «إخواني» في الحكومة

وأعرب البشير، حسب وكالة الأنباء، عن أمله «بأن تستعيد سوريا عافيتها ودورها في المنطقة في أسرع وقت ممكن وأن يتمكن شعبها من تقرير مستقبل بلده بنفسه بعيدا عن أي تدخلات خارجية، وأكد وقوف بلاده إلى جانب سوريا وأمنها وأنها على استعداد لتقديم ما يمكنها لدعم وحدة أراضي سوريا»، وهو تلميح لامكانية دعم النظام السوري بقوات سودانية.
وقالت الوكالة إن الأسد شكر البشير على زيارته وأكد أنها «ستشكل دفعة قوية لعودة العلاقات بين البلدين كما كانت قبل الحرب على سوريا».
وكان في جديد الملف السوري أمس موقفان لافتان آخران، ومعلومات خاصة بـ«القدس العربي». الموقف الأول كان تركياً بخصوص الموقف من النظام وسوريا، وجاء على لسان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أمس، في كلمة له على هامش منتدى الدوحة، حيث أكد إمكانية إعادة نظر حكومة بلاده في العلاقات مع رئيس النظام السوري بشار الأسد في حال فوزه بانتخابات ديمقراطية ونزيهة. واعتبرها البعض مؤشراً على تحول في الموقف التركي. وأضاف جاويش أوغلو، ردا على سؤال فيما إذا كان يستسيغ «وجود دور للأسد في مستقبل سوريا»، أن الأولوية الآن في هذه الفترة هي لإنشاء دستور للبلاد، وأن عليهم (السوريين) بأنفسهم إعداد مسودة الدستور».
من جهة أخرى قالت مصادر سياسية روسية لـ «القدس العربي» إن قيادة حزب العدالة والتنمية التركي الذي يتزعمه رجب طيب أردوغان، أبلغت دبلوماسيين ومسؤولين روساً أن أنقرة لا تزال ترى أن إشراك جماعة الإخوان المسلمين السورية في الحكم ولو بشكل رمزي، سيكون كفيلاً في جعل المسار السياسي للأزمة السورية يسير نحو الحل.
المصادر نفسها كشفت أن أنقرة طرحت هذه الفكرة مرات عدة على مسؤولين وسياسيين روس، خلال اجتماعات ولقاءات ناقشت الأزمة السورية جرت في أنقرة وموسكو. وتابعت المصادر أن أنقرة ترى أن تمثيل الإخوان المسلمين في الحكومة السورية ولو بوزيرين أو حتى بوزير واحد بحقيبة غير سيادية، سيكون أمراً جيداً ومفيداً على طريق إنهاء الأزمة السورية، لا بل أن أنقرة ترى أيضاً أنه ليس بالضرورة أن يكون تمثيل الإخوان المسلمين رسمياً، وإنما يكفي أن يكون الوزير إخوانياً، دون الإشارة إلى أنه يمثل جماعة الإخوان رسمياً. وبحسب المصادر ذاتها فإن موسكو لم تُظهر أي موقف تجاه المساعي التركية، لكنها ليست متحمسة لهذا الطرح، وإن كانت أصلاً تراه مسألة لا تحبّذ نقاشها مع القيادة السورية.
ولايزال تنظيم الإخوان محظوراً في سوريا. وثمة صراع تاريخي عميق بين حزب البعث الحاكم في سوريا وتنظيم جماعة الإخوان المسلمين السوري.
الموقف اللافت كان «أممياً» ومن الدوحة، أمس، أيضاً، حيث قال المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، أمس الأحد، إنه لم يشهد يوماً نزاعاً استخدمت فيه فظاعة أكثر مما يرتكبه نظام الأسد. وأضاف المبعوث في كلمة على هامش منتدى الدوحة الذي اختتم أعماله أمس، أنه ليس أدل على الفظاعات في سوريا من استهداف المدنيين وقصف المستشفيات. ويعد هذا التصريح انتقاداً نادراً بالنسبة للمبعوث المنتهية ولايته، الذي اتهم بمواقفه المنحازة إلى نظام الأسد وروسيا. ويجري دي ميستورا محاولة أخيرة على أمل التوصل لاتفاق بشأن تشكيل اللجنة الدستورية، حيث من المقرر أن يطلع مجلس الأمن على تقييمه الخميس المقبل، قبل أن يسلم مهمته إلى الدبلوماسي النرويجي غير بيدرسن