يسود الهدوء اليوم الثلاثاء مدينة الحديدة غربي اليمن بعيد سريان وقف إطلاق النار فيها بموجب الاتفاق الذي تم التوصل إليه في مشاورات السويد بين الأطراف المتصارعة.
وبدأ سريان الاتفاق منتصف الليلة الماضية بالتوقيت المحلي، ولكن وقعت بعد ذلك اشتباكات محدودة بين الحوثيين والقوات الحكومية اليمنية المدعومة من التحالف السعودي الإماراتي، استغرق أطولها نحو 15 دقيقة، وفق وكالة الأناضول.
بدورها نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن سكان أن الاشتباكات التي وقعت بعيد دخول الهدنة حيز التنفيذ توقفت تماما منذ الثالثة فجرا بالتوقيت المحلي.
أما وكالة أسوشيتد برس فنقلت عن مسؤولين يمنيين أن اشتباكات عنيفة وقعت في الأطراف الشرقية والجنوبية للمدينة قبيل سريان وقف النار. وكانت المدينة شهدت مواجهات عنيفة بين مساء السبت والأحد الماضيين، مما أسفر عن مقتل وجرح نحو ثلاثين من الطرفين.
وبينما لم تسجل غارات للتحالف السعودي الإماراتي، تحدثت قناة “المسيرة” التابعة للحوثيين عن تحليق مستمر لطائرات التحالف في سماء محافظة الحديدة، فضلا عن خروقات من قبل ما سمتها “قوى العدوان” في بعض مناطق المحافظة.
وقد أكد الناطق باسم الحوثيين محمد عبد السلام الالتزام باتفاق وقف العمليات العسكرية في الحديدة والتهدئة في مدينة تعز (جنوب غربي اليمن) التي تسيطر القوات الحكومية على معظمها بينما تحاصرها قوات تابعة لجماعة الحوثي.
وفي وقت سابق أكدت الحكومة اليمنية التزامها بوقف إطلاق النار. يذكر أن القوات الحكومية اليمنية حاولت مؤخرا اقتحام الحديدة، لكن الاستماتة التي أبداها الحوثيون لم تمكّنها من التوغل في المدينة من جهتي الجنوب والشرق.
خبراء ومراقبون
في هذه الأثناء، قال بيان للأمم المتحدة إن لجنة تنسيق إعادة الانتشار -وهي اللجنة المشتركة المسؤولة عن تنفيذ اتفاق الحديدة- ستباشر عملها فورًا لتحويل الزخم الناتج عن مشاورات السويد إلى واقع ملموس على الأرض.
وأكدت مصادر بالأمم المتحدة لمراسل الجزيرة أن فريقا من الخبراء الدوليين سيصل إلى الحديدة غدا الأربعاء لتقييم الحاجات الميدانية واللوجستية لعمل فريق المراقبين.
وتحدثت المصادر عن تطلع الأمانة العامة للأمم المتحدة إلى دعم مجلس الأمن الدولي لتنظيم وعمل فريق المراقبين من خلال مشروع القرار البريطاني الذي يجري نقاشه حاليا حول اليمن.
ونص الاتفاق الذي تم توصل إليه في السويد الأسبوع الماضي؛ على إنشاء لجنة مشتركة برئاسة الأمم المتحدة لمراقبة وقف إطلاق النار في الحديدة وعملية الانسحاب من المدينة وموانئها.
وبموجب الاتفاق، ستشرف اللجنة على عمليات إعادة الانتشار والمراقبة وإزالة الألغام من مدينة الحديدة وموانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى في نفس المحافظة الساحلية.
واختتمت الخميس الماضي في العاصمة السويدية ستوكهولم جولة مشاورات اتفقت فيها الحكومة اليمنية والحوثيون على ملفي الأسرى والحديدة، وتوصلا إلى تفاهمات حول ملف تعز، بينما أخفقا في التوصل إلى تفاهمات بشأن الاقتصاد والبنك المركزي ومطار صنعاء.
المصدر : الجزيرة + وكالات