يشير الكاتب الروسي رافائيل فخروتدينوف في تقريره بصحيفة “غازيتا” الروسية إلى المناطق التي قد تنطلق منها الحرب العالمية الثالثة بحسب ما يراه محللون.
ويقول الكاتب إن محللين سياسيين يرون أن بحر جنوب الصين وأوكرانيا والخليج العربي وشبه الجزيرة الكورية تعد من المناطق التي من المحتمل أن تندلع فيها صراعات قد تتحول إلى حروب كبرى تتدخل فيها العديد من القوى.
ويضيف الكاتب أنه على الرغم من أن الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي كانتا على شفا حرب عالمية ولا سيما خلال الحرب الباردة فإنه منذ 1945 نجح العالم في تجنب اندلاع حرب شاملة، وذلك وفقا لما صرح به محللون عسكريون في مجلة ناشيونال إنترست الأميركية.
بحر الصين
ويضيف الكاتب أنه وفقا لمحللين أميركيين، فإن صراع القوى العظمى في الوقت الراهن آخذ بالتصاعد، وذلك بسبب تطور الصين إلى قوة اقتصادية عظمى، ورفض روسيا مراعاة النظام الدولي، كما أن بحر جنوب الصين يعتبر من المناطق التي قد تشهد صراعا، وذلك بسبب المواجهات التجارية المتزايدة بين الولايات المتحدة والصين.
وبحسب مجلة إنترست، فإن هذا الصراع يتجلى إلى الآن في تبادل الخطابات النارية، وفرض رسوم جمركية وغيرها من الإجراءات والعقوبات التجارية، كما أدت الخطوة التي اتخذتها كندا والولايات المتحدة في الآونة الأخيرة المتمثلة في اعتقال مديرة شركة التكنولوجيا الصينية “هواوي” إلى تفاقم النزاع، الأمر الذي حدا بالصين لاتخاذ إجراءات ضد الكنديين والشركات الأميركية.
ووفقا لمجلة إنترست أيضا، فإنه على إثر الحادث الذي وقع مؤخرا في بحر آزوف والذي أدى إلى إطلاق النار واحتجاز اثنين من سفن الدوريات الأوكرانية باتت جميع الأنظار موجهة نحو أوكرانيا، كما ساهم هذا الحادث مرة أخرى في تفاقم الأزمة القائمة منذ عامين.
ويشير الكاتب إلى أنه بالنظر إلى التوترات المستمرة بين روسيا والولايات المتحدة فإنه يمكن لأي تحول صغير أن يهدد التوازن الذي سعت القوى العالمية للحفاظ عليه خلال السنوات القليلة الماضية، وأن يؤدي إلى نشوب فوضى في أوروبا الشرقية.
الخليج العربي
ويرى الكاتب أن الخليج العربي يمثل نقطة انطلاق أخرى محتملة لاندلاع حرب عالمية نظرا لاستمرار الأزمة السياسية والعسكرية في الشرق الأوسط وتواصل الضغط الاقتصادي على إيران.
ويشير إلى أن الحرب التي تقودها السعودية على اليمن ما زالت مستمرة، فضلا عن أن الوضع في سوريا معقد.
ويضيف أنه يمكن للنزاع القائم بين الأكراد السوريين والعراقيين مع الأتراك أن يتصاعد في أي وقت ليدخل الجانبان في مواجهة مفتوحة.
شبه الجزيرة الكورية
ويشير الكاتب إلى أن التوتر في منطقة شبه الجزيرة الكورية تراجع خلال العام الماضي بفضل إظهار الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بعض التحفظ بشأن اختبار الصواريخ النووية والبالستية، وبسبب تخفيف ترامب حدة خطاباته فيما يتعلق بالمواجهة مع كوريا الشمالية.
أوكرانيا
ويشير هذا المقال إلى أن فرقاطة روسية اتجهت نحو بحر آزوف، مما ينذر بإمكانية اندلاع “حرب بين موسكو وأوكرانيا”، وإلى أن الأزمة قد تتحول إلى مواجهة مفتوحة بين البلدين.
ويضيف الكاتب أنه في هذا السياق ذكرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن انتشار القوات الروسية في هذه المنطقة ضروري لضمان الأمن، بما في ذلك حماية جسر القرم.
ويشير الكاتب إلى أنه وفقا لما نشرته صحيفة ديلي ستار البريطانية نقلا عن خبراء مؤسسة جيمس تاون الأميركية فإن الدول الغربية تخشى من إمكانية إعادة إحياء القواعد العسكرية السوفياتية في كوبا، كما أن روسيا قد تعيد إحياء القواعد العسكرية في “جزيرة الحرية” ردا على انسحاب الولايات المتحدة من معاهدة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى.
ويشير الكاتب إلى ظهور شائعات تتعلق بإمكانية إحياء القاعدة العسكرية في كوبا على خلفية الزيارة التي قام بها الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل إلى موسكو، حيث ناقش الرئيسان مسألة التعاون العسكري بين موسكو وهافانا.
ويشير الكاتب إلى التصريح الذي أدلى به رئيس مكتب أمن المعلومات التابع لمجلس الأمن القومي والدفاع في أوكرانيا فالنتين بتروف الذي أكد أن روسيا تستعد لإشعال فتيل حرب عالمية ثالثة، وإلى أنها تنوي الاستيلاء على أوكرانيا ثم بولندا ودول البلطيق.
ويختتم الكاتب بأنه وفقا لعضو مجلس الاتحاد الروسي سيرجي تسيكوف فإن جميع تصرفات أوكرانيا بتوجيه من واشنطن تسعى إلى التحريض على صراع دولي خطير.
الصحافة الروسية