واشنطن تسحب معداتها العسكرية من سوريا

واشنطن تسحب معداتها العسكرية من سوريا

واشنطن- بدأ الجيش الأميركي بسحب معدّات من سوريا وفق ما أكّد مسؤول في وزارة الدفاع الأميركيّة الخميس، في وقت لا يزال الجدول الزمني لانسحاب ألفَي جندي أميركي تمّ نشرهم في هذا البلد غير واضح.

وقال المسؤول “يُمكنني أن أوكّد (حصول) نقل لمعدّات من سوريا. ولأسباب أمنيّة، لن أعطي تفاصيل إضافيّة. في الوقت الحالي”.

وكانت قناة “سي إن إن” قد تحدّثت في وقت سابق عن سحب تلك المعدّات خلال الأيام الأخيرة. ونقلت عن مسؤول في الإدارة الأميركيّة على علم مباشر بالعمليّة قوله إنّ سحب المعدّات مؤشّر إلى بداية الانسحاب الأميركي من سوريا.

ولم يصف ذلك المسؤول بالضبط ما كانت تحتويه تلك الشحنة، أو كيف تمّ نقلها.

وقال وزير الخارجيّة الأميركي مايك بومبيو الخميس إنّ الانسحاب الأميركي من سوريا سيتمّ، مؤكّداً أنّ واشنطن ستعمل بـ”الدبلوماسية” على “طرد آخر جندي إيراني” من هذا البلد.

والأحد، أكّد مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جون بولتون خلال زيارة لإسرائيل أنّ الانسحاب الأميركي من سوريا يجب أن يتمّ مع “ضمان” الدفاع عن الحلفاء.

ويوجد حالياً نحو ألفي جندي أميركي في سوريا التي تشهد حربًا أهليّة مدمّرة، معظمهم يعملون على تدريب قوات محلّية تُقاتل تنظيم الدولة الإسلاميّة.

ودفع القرار الأميركي الحكومة التركية لتأجيل خطة لشن هجوم عسكري على الوحدات في سوريا. وقالت أنقرة مرارا منذ ذلك الحين إنها قد تشن الهجوم في أي وقت.

وتباينت تصريحات المسؤولين من الجانبين بشأن القضية. وقال بومبيو إن الانسحاب لن يواجه أي معوقات رغم التهديدات التركية ضد الوحدات التي وعد الوزير بحمايتها.

وأبلغ بومبيو الصحافيين خلال زيارة للعراق “من المهم أن نفعل كل ما في وسعنا لضمان حماية تلك العناصر التي تحارب معنا وأردوغان قدم تعهدات وهو يعي ذلك”.

لكن المتحدث باسم أردوغان نفى أن يكون الرئيس التركي قد قدم وعودا بحماية الوحدات مضيفا أن أنقرة لن تعطي ضمانات لإرهابيين.

وخلال جولة بالشرق الأوسط، سعى بومبيو إلى طمأنة حلفاء الولايات المتحدة بالمنطقة بأن واشنطن ستظل شريكا لهم رغم الانسحاب.

وانتقد الوزير أيضا ما قال إنها “قصة افتعلتها وسائل الإعلام” بوجود شقاق بين ترامب ومستشاريه للأمن القومي بشأن ما إذا كانت الدولة الإسلامية قد هُزمت في سوريا.

ومن جانبها، اتهمت تركيا أعضاء في إدارة ترامب بمحاولة تشويش الفهم الواضح بين البلدين بشأن الانسحاب.

وقال جاويش أوغلو إن “بولتون وغيره لا يؤيدون الانسحاب. لكن المهم هو (رأي) الرئيس ترامب ووعوده”.

وقال جاويش أوغلو في مقابلة مع قناة (إن.تي.في) التلفزيونية “هذه هي مشكلتنا: توجد منظمة إرهابية تشكل خطرا علينا وتدعمها الولايات المتحدة. سواء انسحبت (الولايات المتحدة) أم لم تنسحب، علينا أن نقوم بما هو ضروري ضد منظمة تشكل خطرا على أمننا القومي”.

وتعاونت الولايات المتحدة مع الوحدات الكردية في قتال تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، وزودتها بالسلاح والتدريب. لكن تركيا، التي تعتبر الوحدات منظمة إرهابية، تنظر لهذا الدعم منذ فترة طويلة باعتباره خيانة.

وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب الكردية امتدادا لحزب العمال الكردستاني المحظور الذي يشن تمردا منذ ثلاثة عقود في جنوب شرق تركيا ذي الأغلبية الكردية.

العرب