يقول الكاتب بول كروغمان إن الاقتصاد لن ينقذ الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وإن استطلاعات الرأي تكشف عن شعبيته المنخفضة، وإنه وحلفاءه الآن في حفرة عميقة ولا يمكن للوضع الاقتصادي إنقاذهم منها.
ويشير الكاتب -وهو أستاذ جامعي وخبير اقتصادي- في مقال نشرته له صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، إلى بعض الرؤى الملهمة لتوحيد الأميركيين التي كان يطرحها بعض الرؤساء السابقين في حملاتهم الانتخابية.
ومن بين هذه الرؤى، الفكرة التي قاد على أساسها الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان حملته لولاية رئاسية ثانية، وذلك عندما تحدث عن “الصباح في أميركا”، حيث حقق في نهاية المطاف فوزا ساحقا في 1984 رغم شعبيته التي كانت منخفضة.
غير أن كروغمان يقول إنه لا صباح في الولايات المتحدة للرئيس ترامب، مضيفا أن تحليلا حديثا لمركز بيو للأبحاث كشف عن مستوى شعبية منخفض له بعد أن أمضى سنتين في سدة الحكم.
فوز ريغان
ويقول الكاتب إن شعبية ريغان كانت منخفضة في 1983 بسبب الوضع الاقتصادي، ويضيف أنه على الرغم من التخفيض الضريبي الضخم في 1981 والزيادة الحادة في الإنفاق العسكري، فقد كان أكثر من 10% من القوى العاملة عاطلين عن العمل.
ويضيف أنه على الرغم من أن العديد من الناخبين ألقوا باللوم على ريغان في هذه الأزمة الاقتصادية، فإن الحقيقة هي أنه لا علاقة كبيرة لها بسياساته.
ويوضح الكاتب أن تلك الأزمة الاقتصادية كانت نتيجة لمحاولات مجلس الاحتياطي الفدرالي لخفض التضخم، والتي دفعت بأسعار الفائدة إلى 19%.
ويضيف أن الاحتياطي الفدرالي قام بحلول منتصف 1982 بعكس مساره، مما أدى إلى انخفاض حاد في أسعار الفائدة، وأن هذه التخفيضات في أسعار الفائدة أدت في نهاية المطاف إلى ازدهار كبير في قطاع الإسكان، مما أدى بدوره إلى انتعاش اقتصادي سريع.
توقعات ترامب
ويتساءل الكاتب عن الكيفية التي يمكن من خلالها مقارنة هذه القصة المتعلقة بريغان مع توقعات ترامب الحالية.
ويوضح أن ريغان لم يكن يحظى بشعبية مرتفعة بسبب ضعف الاقتصاد، غير أن ترامب لا يحظى بشعبية على الرغم من وجود اقتصاد قوي.
ويقول كروغمان إنه لا يوجد أي احتمال لحدوث طفرة على شاكلة “الصباح في أميركا” خلال العامين المقبلين، وعليه فإن الوضع الاقتصادي ليس من شأنه أن ينقذ ترامب من شعبيته المنخفضة.
ويشير إلى أن الاحتياطي الفدرالي في عهد ترامب الآن لا يمكنه تقديم دعم كالذي قدمه إبان فترة ريغان.
حفرة عميقة
ويقول الكاتب إن معظم النجاح السياسي الذي حققه ريغان لم يعكس أي إنجاز اقتصادي أساسي، بل إن الأمر كان حظا موفقا في توقيت دورة العمل، ويضيف أنه من المؤكد أن ترامب لن يشهد حظا مشابها.
ولا يتوقع غروكمان صعودا اقتصاديا قويا خلال العامين المقبلين، ويقول إن فرصه إعادة انتخاب ترامب -إذا وصل إلى نهاية ولايته الرئاسية الأولى- لا تبدو جيدة.
ويتساءل كروغمان: ما الذي يمكن لترامب وحزبه فعله إذا كانت الهزيمة تحدق بهما؟
ويختتم بأن ترامب وحلفاءه كمن هم في حفرة عميقة في الوقت الحالي، وأنه ليس من شأن الاقتصاد إخراجهم منها.
المصدر : نيويورك تايمز,الجزيرة