شهدت “منظمة الدول المصدرة للبترول” (أوبك) أكبر انخفاض خلال عامَين لمعروضها من النفط في يناير/ كانون الثاني، نتيجة تخطي السعودية حصتها في اتفاق خفض الإنتاج إلى جانب التخفيضات غير الطوعية لإيران وليبيا وفنزويلا، فيما اتجهت الأسعار إلى الاستقرار اليوم الخميس.
فقد أظهر مسح أجرته “رويترز” أن المنظمة المكوّنة من 14 عضواً ضخّت 30.98 مليون برميل يومياً هذا الشهر، بانخفاض 890 ألف برميل عن ديسمبر/ كانون الأول، وفي أكبر تراجع عن الشهر السابق منذ يناير/ كانون الثاني 2017.
المسح يشير إلى أن السعودية وحلفاءها الخليجيين تجاوزوا تخفيضات المعروض المتعهد بها، لتفادي إمكان تكوّن تخمة جديدة هذا العام، علماً أنه بدأ في أول يناير/ كانون الثاني الجاري، سريان اتفاق رسمي بين “أوبك” وحلفائها على خفض المعروض عام 2019.
وفي جديد السوق العالمية، استقرت أسعار النفط اليوم الخميس، بعدما حققت مكاسب على مدى يومين، فيما تعززت ثقة المستثمرين بفضل زيادة مخزون الوقود الأميركي بأقل من المتوقع، والعقوبات التي فرضتها واشنطن على إنتاج فنزويلا، لكن التوترات التجارية الأميركية – الصينية أثّرت سلباً في المعنويات.
وبحلول الساعة 9:55 بتوقيت غرينتش، انخفض سعر برميل النفط في العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 9 سنتات إلى 54.14 دولاراً، بينما ارتفع في العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج “برنت” 14 سنتاً إلى 61.79 دولاراً.
بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية أظهرت أمس الأربعاء، ارتفاع مخزونات النفط الخام الأميركية بوتيرة أقل من التوقعات الأسبوع الماضي بسبب تراجع الواردات، ولا سيما مع انخفاض إمدادات النفط السعودية.
وكتب محللو مصرف “إيه.إن.زد” في مذكرة، أن “أسعار النفط الخام صارت أقوى بعد ظهور مؤشرات على أن تخفيضات أوبك بدأت تؤثر على التجارة”.
وتسبب العقوبات الأميركية المفروضة على شركة النفط الحكومية “بتروليوس دي فنزويلا” (بي.دي.في.إس.إيه)، هذا الأسبوع بعض الاضطرابات في الإمدادات.
وبدأت مخزونات النفط في الارتفاع في المرافئ الفنزويلية، حيث تجد “بي.دي.في.إس.إيه” نفسها غير قادرة على تصدير النفط بالمعدلات المعتادة، بسبب العقوبات الأميركية المفروضة عليها هذا الأسبوع.
وتترقب الأسواق العالمية بقلق نتائج محادثات بدأت في واشنطن أمس الأربعاء، تهدف إلى تهدئة حرب الرسوم التجارية المستمرة منذ أشهر بين أكبر اقتصادين في العالم.
في السياق، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الخميس، إن المفاوضات التجارية مع الصين “تجري بشكل جيد”، وتحدث عن لقاء قريب مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، لمحاولة التوصل إلى اتفاق تجاري.
وكانت “أوبك” أعلنت في 18 يناير/ كانون الثاني، قائمة بالمستويات الجديدة لخفض إنتاج النفط من قبل أعضائها وكبار المنتجين الآخرين لستة أشهر حتى يونيو/ حزيران، في إطار الاتفاق الذي أبرمته المنظمة في الآونة الأخيرة لخفض الإنتاج.
وتفيد الأرقام بأنه خلال النصف الأول من عام 2019، ستُخفض “أوبك” ومنتجون آخرون كبار، إنتاج النفط بمقدار 1.195 مليون برميل يومياً، ليصل الإنتاج إلى 43.874 مليون برميل يومياً.
ويُستفاد من الجدول الذي نشرته “أوبك” على موقعها الإلكتروني، اليوم، أن خفض إنتاج دول “أوبك” وحدها سيبلغ 812 ألف برميل، أي إن إنتاج دول أوبك مجتمعة سيصبح 25 مليوناً و937 ألف برميل يومياً، مقابل خفض 383 ألفاً من الدول المنتجة الأخرى، التي يبلغ إنتاجها مجتمعة 17 مليوناً و937 ألف برميل يومياً.
العربي الجديد