أكراد سوريا يطلبون حماية أوروبية لوقف تهديدات أنقرة

أكراد سوريا يطلبون حماية أوروبية لوقف تهديدات أنقرة

رغم تأجيل قوات سوريا الديمقراطية وقوات التحالف الدولي إعلان السيطرة الكاملة على شرق الفرات وانتهاء وجود تنظيم الدولة الإسلامية، فإن مرحلة ما بعد الانسحاب الأميركي ونهاية داعش بصفة تامة تؤرق أكراد سوريا، الذين وجدوا أنفسهم بين مطبين اثنين إما الاحتماء بالنظام السوري الذي يقوده بشار الأسد وإما الوقوع في قبضة التهديدات التركية، وهذا ما جعل التحالف العربي الكردي يستنجد بالقوى الأوروبية مقترحا نشر قوة دولية بديلة عن التواجد العسكري الأميركي لتلافي المخاطر المحدقة بوجود الأكراد مستقبلا.

باريس – دعا أكراد سوريا الدول الأوروبية إلى عدم التخلي عنهم بعد انتهاء المعارك التي يخوضونها ضد تنظيم الدولة الإسلامية، والمساهمة في نشر قوة دولية في شمال سوريا لحمايتهم من التهديدات التركية، على ضوء اقتراح واشنطن إقامة منطقة آمنة.

وقال ألدار خليل أحد أبرز القياديين الأكراد، إن “تلك الدول لديها التزامات سياسية وأخلاقية، إذا لم تف بها فهي متخلية عنا”. ودعا فرنسا العضو الدائم في مجلس الأمن الدولي، خصوصا، إلى أن تعمل لصالح نشر قوة دولية في سوريا فور انسحاب القوات الأميركية منها.

وقال خليل “يمكن لفرنسا أن تقدم اقتراحا إلى مجلس الأمن لحمايتنا. يمكنها أن تقترح نشر قوة دولية بيننا وبين الأتراك تكون فرنسا جزءا منها، أو يمكنها حماية أجوائنا”.

والتقى الاثنين جنرالات أميركيون كبار مع قائد القوات المدعومة من الولايات المتحدة في مكان لم يكشف عنه بشمال شرق سوريا.

ودعا مظلوم كوباني القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية إلى بقاء ما يتراوح بين 1000 و1500 من القوات الدولية في سوريا للمساعدة في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية، وعبر عن أمله في أن توقف الولايات المتحدة على وجه الخصوص خطط سحب قواتها بالكامل. وقال إنهم يريدون أن يكون لديهم غطاء ودعم جويّان و للتنسيق معها.

في المقابل، قال قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال جوزيف فوتيل، إن القوات الأميركية تنفذ أمر الرئيس دونالد ترامب بالانسحاب من سوريا.

وأبلغ فوتيل قوات سوريا الديمقراطية أن بقاء القوات الأميركية غير مطروح، مشيرا إلى أن النقاش ليس حول بقاء القوات الأميركية بل بشأن ما يمكن أن يقوم به التحالف الدولي.

وتهيمن وحدات حماية الشعب الكردية على تحالف قوات سوريا الديمقراطية العربي- الكردي الذي يستعد لإعلان الانتصار على تنظيم الدولة الإسلامية. لكن مع إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه يريد الانسحاب من سوريا، تبدو هذه القوات في وضع هشّ أكثر من أي وقت مضى.

وخلال الفترة الأخيرة لم تهدأ التهديدات التركية بشن هجوم جديد ضد المقاتلين الأكراد ابتداء من مدينة منبج شمال سوريا، ومن أجل تهدئة الأجواء اقترح الرئيس الأميركي خلال الشهر الماضي إنشاء “منطقة آمنة” بعمق 30 كيلومترا على طول الحدود بين الطرفين.

ورحبت أنقرة بالاقتراح لكنها أصرت في الوقت ذاته على أن تدير تلك المنطقة. إلا أن الأكراد شددوا على رفض أي دور لأنقرة فيها.

وحاولت أنقرة منذ الإعلان عن سحب القوات الأميركية من سوريا انتهاز الفرصة للتفّرد بأكراد سوريا.

وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في موفى عام 2018 «إن تركيا لا ترى طائلا من التواجد العسكري الفرنسي في سوريا لـ”حماية” وحدات حماية الشعب الكردية المنخرطة في الصفوف الأولى من معركة مكافحة الإرهاب».

وأكد أوغلو “لا يخفى على أحد أن فرنسا تدعم وحدات حماية الشعب الكردية. وقد اجتمع ماكرون بممثلين عنهم”، مضيفا “لا معلومات لدينا بشأن إيفاد المزيد من الجنود (الفرنسيين)، لكنهم يحافظون على تواجدهم الحالي. وإن كانوا يبقون لبناء مستقبل سوريا، فهم مشكورون. لكن إن كانوا يبقون لحماية الوحدات الكردية، فلا طائل من ذلك لأحد”.

وتعتبر أنقرة وحدات حماية الشعب الكردية بأنها فرع من حزب العمال الكردستاني الذي يقود تمردا في تركيا منذ عام 1984.

وحذر المسؤول في الإدارة الكردية “إذا لم تفعل الدول الأوروبية والولايات المتحدة شيئا، سنكون مجبرين على التفاهم مع النظام (السوري) ليرسل قوات عسكرية إلى الحدود لحمايتها”.

ويرى مراقبون أن مناشدة الأكراد للأوروبيين لم تأت فقط تخوفا من التهديدات التركية بل جاءت مبنية أيضا على تهديدات مماثلة أتت على لسان الرئيس السوري بشار الأسد الذي قال الأحد “إن واشنطن لن تحمي الجماعات التي تراهن عليها”، في إشارة على ما يبدو إلى المقاتلين الأكراد المدعومين من الولايات المتحدة في شمال البلاد.

وأضاف الأسد دون تسمية أي جماعات “نقول للمجموعات العميلة للأميركي، الأميركي لن يحميكم وستكونون أداة بيده للمقايضة”.

وتحاصر قوات سوريا الديمقراطية الجهاديين في مساحة نصف كيلومتر مربع في الباغوز قرب الحدود مع العراق.

العرب