الأنبار (العراق)- أعلنت قيادة العمليات المشتركة العراقية في ساعة متأخرة من ليل الخميس/الجمعة أن القوات العراقية في حالة استنفار لمواجهة أية تداعيات محتملة لتسلل عناصر تنظيم داعش بشكل منفرد وصد أي تعرض على القوات العراقية على الشريط الحدودي مع سوريا.
وأكد بيان لخلية الإعلام الأمني، قيادة العمليات المشتركة أن “قيادة العمليات المشتركة تؤكد متابعتها لتطور الأحداث في المنطقة الحدودية العراقية-السورية وتداعياتها الأمنية المحتملة على الوضع الأمني الداخلي للعراق”.
وذكر البيان أن “قيادة العمليات المشتركة في حالة استنفار لمواردها العسكرية كافة في هذه المنطقة من خلال الرصد والمراقبة لمواجهة كل التداعيات المحتملة لمواجهة تسلل العناصر الإرهابية بشكل منفرد وصد أي تعرض على القوات المرابطة”.
وشددت قيادة العمليات على عدم التهاون في مسألة محاربة الإرهاب والقضاء عليه ومنع تأثيره على الوضع الأمني الداخلي مشيرة إلى أنه من أولوياتها القصوى كما أكدت على أن عودة النازحين العراقيين من الأراضي السورية تتم بإشرافها وبالتنسيق مع وزارة الهجرة والمهجرين ومفوضية حقوق الانسان والجهات الأمنية والحكومية الأخرى.
ونفت قيادة العمليات المشتركة وجود عودة جماعية لسكان مخيم الهول الواقع بشمال شرق سوريا وأن ما يشاع عن ذلك عار عن الصحة ولا مصداقية له اطلاقا مشيرة إلى أن البت بموضوع عودة النازحين العراقيين من المخيم يخضع للدراسة والتمحيص لاتخاذ القرار المناسب أمنياً و إنسانيا.
عقبة مؤقتة
وواجهت عملية القضاء على آخر ما تبقى من حكم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا عقبة مؤقتة، الخميس، بعد تأجيل إجلاء المدنيين المتبقين من آخر جيب للتنظيم في شرق سوريا.
وتحاصر قوات سوريا الديمقراطية، التي تتعقب المتشددين على نحو مستمر على امتداد نهر الفرات، الباغوز آخر جيب للدولة الإسلامية قرب الحدود العراقية، لكنها لا تريد شن هجوم نهائي لحين خروج المدنيين.
وذكرت مصادر عراقية أن قوات سوريا الديمقراطية سلمت أكثر من 150 متشددا عراقيا وأجنبيا إلى بغداد الخميس بموجب اتفاق يشمل ما إجماليه 502 مقاتل.
وكانت قوات سوريا الديمقراطية تتوقع سحب آخر مجموعة من المدنيين من الباغوز الخميس، لكن الشاحنات عادت خالية. وقال مصطفى بالي المسؤول بالقوات إنه لم يخرج اليوم مدنيون.
والباغوز هي كل ما تبقى لتنظيم الدولة الإسلامية في منطقة وادي نهر الفرات والتي أصبحت آخر معقل مأهول للتنظيم في العراق وسوريا بعد أن فقدت مدينتي الموصل والرقة الكبيرتين عام 2017.
ومن شأن استعادة الباغوز أن تنقل الحرب الأهلية السورية المستعرة منذ ثمانية أعوام إلى مرحلة جديدة، إذ يترك تعهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بسحب قوات بلاده فراغا أمنيا قد تسعى قوى أخرى لسده.
حرب عصابات
وعلى الرغم من أن سقوط الباغوز يمثل علامة فارقة في الحملة ضد الدولة الإسلامية والصراع الأوسع في سوريا، فإن التنظيم لا يزال يمثل تهديدا أمنيا كبيرا.
وتتحول الدولة الإسلامية بشكل متزايد إلى حرب العصابات ولا تزال تسيطر على أراض في منطقة نائية ذات كثافة سكانية منخفضة غربي نهر الفرات، وهي منطقة خاضعة لسيطرة الحكومة السورية وحلفائها الروس والإيرانيين.
وقال بالي إن القوات ستهاجم فور استكمال إجلاء المدنيين من الباغوز لكنه لم يذكر الوقت المطلوب للقضاء على مقاتلي الدولة الإسلامية الباقين أو يقدم تقييما جديدا لعددهم.
وأشارت تقديرات سابقة لقوات سوريا الديمقراطية إلى أن عدد المقاتلين المتحصنين داخل الباغوز عدة مئات وأن معظمهم أجانب. وقال التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة أمس الأربعاء إن “أخطر” المتشددين ما زالوا في الباغوز.
وذكرت قوات سوريا الديمقراطية أن أكثر من ألفي مدني غادروا الجيب الأربعاء. وقالت إن أكثر من 20 ألف مدني غادروا الباغوز في الأيام التي سبقت بداية العملية الأخيرة لها للسيطرة على الجيب هذا الشهر.
وقال بالي إن القوات ليست متأكدة مما إذا كان بعض مقاتلي التنظيم قد غادروا الباغوز مع المدنيين. وتسجل قوات سوريا الديمقراطية وقوات التحالف أسماء جميع الأشخاص الذين يغادرون في قوافل المدنيين وتستجوبهم.
وكثير من الذين غادروا الجيب في قوافل المدنيين عراقيون قال بعضهم إنهم عبروا من العراق إلى سوريا في الوقت الذي حققت فيه القوات الحكومية العراقية مكاسب على حساب الدولة الإسلامية على الجانب الآخر من الحدود.
وأبلغ مصدران عسكريان عراقيان بأن تسليم مقاتلي الدولة الإسلامية اليوم يمثل المرحلة الأولى من عدة مراحل. وقال عقيد في الجيش تتمركز وحدته على الحدود السورية إن معظم المقاتلين عراقيون، لكن هناك قليلا من الأجانب.
واجتذبت الدولة الإسلامية، التي أعلن زعيمها أبو بكر البغدادي نفسه “خليفة” عام 2014، أعضاء من كل أنحاء العالم، بما في ذلك من دول غربية.
تشديد الإجراءات الأمنية
وذكر مسؤول تركي أن بلاده تشدد إجراءاتها الأمنية لضمان عدم تسلل مقاتلين أجانب لا يزالون في سوريا أو العراق إلى تركيا، مشيرا إلى أن التهديد أكبر كثيرا من نحو 800 شخص تقول قوات سوريا الديمقراطية إنها تحتجزهم.
وأضاف المسؤول أن الدول الغربية التي ترفض استعادة المقاتلين لا تفي بمسؤولياتها وتترك بلدانا مثل تركيا تواجه العواقب.
وسحبت بريطانيا الجنسية من شابة ذهبت إلى سوريا وعمرها 15 عاما للانضمام للدولة الإسلامية. لكن وزير الداخلية ساجد جاويد قال إنه لن يتخذ قرارا من شأنه أن يترك أي شخص بلا دولة، بعدما قالت بنجلادش إنها لن تستقبلها.
وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إن امرأة ولدت في الولايات المتحدة وانضمت إلى الدولة الإسلامية لم يكن لديها ما يؤهلها للحصول على الجنسية الأميركية ولا يوجد بالتالي أساس قانوني لعودتها للبلاد.
العرب