قالت صحيفة ستار التركية إن رد واشنطن السلبي تجاه طلب أنقرة شراء أنظمة الدفاع الجوي “باتريوت” دفع تركيا لشراء صواريخ أس 400 الروسية مؤخرا، الأمر الذي أثار حفيظة واشنطن وجعلها تهدد تركيا بعواقب وخيمة.
وترصد “ستار” هنا عشرة أسئلة تشرح من خلال الإجابة عليها قضية الصواريخ أس 400 الروسية والصراع الدائر حولها.
الصحيفة لفتت في البداية إلى أنه ومنذ بداية الحرب في سوريا كانت هناك حاجة ماسة عند تركيا لامتلاك أنظمة صواريخ دفاع جوي خاصة بها، وجراء عدم دعم حلف شمال الأطلسي (الناتو) وعدم نصبه لأنظمة صواريخ الدفاع الجوي بتركيا، تأكد لأنقرة أن عليها البحث عن بديل، خاصة مع زيادة التهديدات المحتملة القادمة من سوريا.
وقبل الإجابة على الأسئلة، أبرزت الصحيفة أن روسيا ستسلم عما قريب أنظمة صواريخها أس 400 إلى تركيا، بالإضافة إلى الخصائص التكنولوجية وأنظمة التشغيل والتصنيع.
لماذا تريد تركيا أنظمة دفاع الجوي
عن هذا السؤال تجيب الصحيفة بالقول إن تركيا تقع تحت تهديد الصواريخ البالستية، ولذلك طلبت نظاما للدفاع الجوي من الناتو، وفي العام 2013 نصبت أنظمة صواريخ من طراز “سام بي-تي” في كل من “أضنة” و”كهرمان مرش”، لكن هذا الحل من وجهة نظر تركيا كان مؤقتا، وهي تريد حلا دائما وإستراتيجيا، ولذا فإن نصب صواريخ الناتو في هاتين المدينتين لم يقنع أنقرة كثيرا، وهنا كانت الفكرة في بدء العمل بإنتاج وتطوير نظام دفاع جوي وحاز على أهمية كبيرة بحيث لا يمكن يكون رهين قرار بلد آخر.
وفي هذا السياق، كان من الإيجابية أن تقوم تركيا بمحاولة إنتاج أنظمة دفاع جوي محلية الصنع، وفي الوقت ذاته تبحث عن أنظمة دفاع جوي من دول أخرى منتجة لهذه النوعية من الصواريخ.
لماذا تريد تركيا صواريخ أس 400؟
ترى تركيا أن صواريخ الدفاع الجوي بالنسبة لها أولوية، وفي بحثها عن الدول التي تمتلك مثل هذه الأنظمة وجدت أن الرد الروسي كان بالنسبة لها مواتيا ومقنعا، وعليه بدأت المناقشات لشراء هذه الصواريخ.
وفي الوقت نفسه تبحث تركيا عن أنظمة صواريخ هي الأحدث لحماية مجالها الجوي من التهديدات المحتملة، ولذا وقع الاختيار على صواريخ أس 400.
ما الخصائص التقنية لصواريخ أس 400؟
تعد هذه الأنظمة من الصواريخ الأكثر دقة وجودة، فهي مصممة على الرد بقوة على هجمات الطائرات الهجومية والاستطلاع، وهجمات الصواريخ البالستية المتوسطة، وهجمات الصواريخ البالستية المعدة للعمليات التكتيكية وحتى تلك التي تفوق سرعتها سرعة الصوت.
كما أن لهذه النوعية من الصواريخ القدرة على مهاجمة أهداف مختلفة وعلى مسافات متنوعة تبدأ من 40 كيلومترا وحتى 600 كيلومتر وبسرعة 4.8 كيلومترات في الثانية، وتستجيب للهدف في أقل من 10 ثوانٍ
لماذا لم تقبل أنقرة صواريخ باتريوت الأميركية؟
فضلت تركيا في عام 2013 وقبله وكعضو في الناتو الحصول على الصواريخ الأميركية، لكن واشنطن قابلت تلك الرغبة بشيء من البرود، قبل أن يتم نصب صواريخ باتريوت في 2013 كما ذكرنا، لكن تركيا لم تكن تريد الصواريخ فحسب، بل رغبت في الحصول على أنظمة التصنيع وخصائص التشغيل كذلك.
لكن واشنطن لم تعر تلك الرغبة أي اهتمام ولم تتفاعل مع أنقرة في ذلك، ليس هذا فحسب، بل إن واشنطن وافقت على توريد الصواريخ لتركيا ولكن مقابل مبالغ مالية باهظة، مقارنة بالأنظمة ذاتها ولكن من دول أخرى. فكان العرض الروسي الذي يشمل بالإضافة إلى السعر الجيد، موعدا قريبا للتسليم، ومشاركة في تكنولوجيا التصنيع والتشغيل.
ومن جانب آخر فإن صواريخ أس 400 بها من الميزات التي تبحث عنها أنقرة وهي القدرة على ضرب أهداف على ارتفاع 10 أمتار، في حين الصواريخ الأميركية تستطيع أن تضرب أهدافا تبدأ من ارتفاع 60 مترا.
ما الدول الأخرى المهتمة باقتناء أس 400؟
نجحت روسيا خلال السنوات الماضية في بيع أنظمة صواريخ أس 300 لبلغاريا واليونان وكرواتيا وسلوفينيا، وكانت أول دولة تحصل على أنظمة صواريخ أس 400 هي بيلاروسيا في عام 2016 والصين في عام 2018، وحاليا تجري مفاوضات مع كل من الهند والمملكة العربية السعودية. وقد حققت الهند بالفعل تقدما في هذه المفاوضات حيث وقعت على شراء الصواريخ مقابل خمسة مليارات دولار.
تركيا كانت تفضل نظام باتريوت لكن واشنطن ماطلت في تسليمه لها (رويترز)
ما المدة الضرورية لتسليم أس 400؟
وقعت تركيا مع روسيا اتفاقية عام 2017 مقابل 2.5 مليار دولار لشراء نظامين من مجمل أربعة أنظمة، وسيكون تسليم الدفعة الأولى في أغسطس/آب المقبل.
هل تشتري تركيا أيضا منظومة صواريخ أس 500؟
تواصل روسيا تطوير هذه النوعية من الصواريخ، وفي القريب العاجل ستنتج جيلا جديدا من الصواريخ (أس 500)، وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعطى ضوءا أخضر لبدء التفاوض حول هذه الصفقة قائلا “ربما بعد إتمام صفقة صواريخ أس 400 الحالية سنبدأ في مباحثات صواريخ أس 500”.
ما وجهة نظر الآخرين حول هذه الأنظمة من الصواريخ؟
إذا ما أخذنا في الاعتبار أن أردوغان أكد أن تركيا لن تتراجع عن شراء أنظمة الصواريخ الروسية، وأبرز أن غالبية دول الناتو حصلت بالفعل على صواريخ أس 300، فلماذا تعترض واشنطن على شراء تركيا لصواريخ أس 400؟
وغني عن الذكر، حسب الصحيفة، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رحب بشكل خاص بهذه الصفقة، كما أن الأمين العام لحلف الناتو ينس شتولتنبرغ رحب بها، مشيرا إلى أنه يمكن أن تعمل “دول الناتو” بطريقة مشتركة مع الأنظمة المختلفة للصواريخ التي تعتبر مهمة للحلف.
ماذا عن ردة فعل الولايات المتحدة؟
لم ترحب وزارة الخارجية الأميركية بنية تركيا شراء هذه النوعية من الصواريخ، وهددت بتطبيق عدد من العقوبات على أنقرة والأشخاص القائمين على هذه الصفقة.
وكان مساعد وزير الخارجية الأميركي روبرت بالادينو قال إن واشنطن قلقة بشكل جدي تجاه هذه الصفقة. كما شدد بالادينو على أن هناك إعادة محتملة للتفكير بالإنتاج المشترك لطائرات أف 35 مع تركيا، وكذلك أي صفقات سلاح أخرى في المستقبل.
وذكر أيضا أن الدولة أو المؤسسات الخاصة والشخصيات المشاركة في شراء أس 400 يمكن أن تخضع لعقوبات محتملة بموجب قانون CAATSA.
ما قانون CAATSA؟
هو قانون أقره الكونغرس الأميركي في العام الماضي ويعرف بـ “قانون مكافحة أعداء أميركا من خلال العقوبات”، وهو نظام عقوبات مطبق على مؤسسات ومنظمات الدفاع الروسية والاستخبارات والبلدان التي تعقد صفقات معها.
الصحافة التركية