ألم يحن الوقت للتخلي عن السياسات التي أبقت شعبي إيران والولايات المتحدة الأميركية منفصلين منذ عام 1979م؟
بقلم: براين هوك
برلين بروك هو الممثل الخاص للولايات المتحدة للشؤون الإيرانية والمستشار الأقدم لوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو.
8 نيسان 2019
تم تحديث المقال ليعكس التطورات الإخبارية .
احتفلت إيران مؤخرا بالذكرى الـ(40) للثورة الإسلامية ، لكن القليل من الإيرانيين احتفلوا بها بعيدا عن نخبة النظام.
ان سبب قلة الحماس بين الإيرانيين الاعتياديين ليس لغزا او شيئا غامض .. وبأي قياس معقول ومنطقي , فإن الثورة فشلت في تحقيق مجتمع عادل ومزدهر التي وعد بها آية الله روح الله خامنئي والقادة الآخرون الشعب الإيراني بتحقيقها في عام 1979 .
في هذه الأيام , فإن حكم إيران الديني هو الأكثر شهرة بالقمع والفساد وسوء الإدارة في الداخل الإيراني وإثارة الحرب الطائفية المروعة في الخارج ، ومن خلال ميليشياته الشيعية .
فإن هذا النظام الديني قد أدى الى تأجيج العنف والموت في لبنان وسوريا والعراق وافغانستان واليمن وخارجها.
ان دعم إيران الى حزب الله وحماس ، قد مكن من القيام بهجمات مميتة عبر الحدود على إسرائيل .
ان شبكة العمل بالوكالة قد سمحت لإيران من ان تمارس القوة خارج حدودها بشكل جيد ، لكن من الملاحظ ان المزيج من سوء إدارة النظام المالي والعقوبات الأميركية القوية قد أديا الى إجهاد حلفاء إيران بشكل جلي .
وفي يوم الاثنين المنصرم , وفي محاولة لزيادة الضغط على نظام إيران من الخارج , فقد صنفنا فيلق الحرس الثورى كمنظمة إرهابية .
وفي داخل حدود إيران , نعد ثورة (1979) قوة مستنفذة ومستهلكة الى حد كبير ، وقد تضاءل الحضور الى المساجد حيث تفيد التقارير الواردة من الحرس الثوري بأنه حتى في الايام المقدسة فإن المتدينين اخذو بالابتعاد والبقاء بعيدا .
إن هؤلاء الذين يسعون في ان يصبحوا رجال دين كانوا قليلين من حيث العدد , إدانة مذهلة للطبقة العاملة الدينية , الذين تقليديا يكونون معظم الطلاب من رجال الدين وكانوا العمود الفقري للنظام .
هنالك هجرة الكفاءات والعقول من البلاد وهرب رأس المال الى الخارج بصورة مستمرة .
اليوم الثورة تتبع بصورة رئيسة نخبة النظام المنافقة .
كان من المفترض ان يكون صندوق التحوط التابع الى علي خامنئي والذي يبلغ حجمه عشرات المليارات من الدولارات , مؤسسة خيرية ولكنه استولى الآن على ممتلكات من الإيرانيين لدعم النظام .
لقد اصبح الحرس الثوري دولة داخل دولة ، واضعا قبضته عل أجزاء عديدة من الاقتصاد .
يتحدث وزير الخارجية الإيراني على حسابه الخاص في تويتر ، بينما يحظر نظامه تويتر .
ألم يحن الوقت للحكومة الإيرانية ان تترك جانبا (40) عاما من الفشل وسوء الإدارة ؟ ألم يحن الوقت لكي تتخلى إيران عن السياسات التي أبقت الشعبين الايراني والاميركي منفصلين عن بعضهما منذ عام 1979 ؟
لدى إيران مجتمع نابض بالحياة شأنها شأن الولايات المتحدة الاميركية التي ترغب بالتواصل والاندماج وليس الانعزال عن الأمم الأخرى .
الإيرانيون الذين يعيشون في الولايات المتحدة وحول العالم ناجحون ويعيشون حياة مزدهرة ، ولكن الإيرانيين لا يعيشون هذه الحياة المزدهرة في بلادهم .
يجب ان تكون هنالك علاقات دبلوماسية بين إيران والولايات المتحدة .
نحن يمكن ان نتوقع سفارة أميركية جديدة في طهران تصدر سمات الدخول الى السواح ورجال الاعمال والمدرسيين ، ويجب ان يكون هنالك رحلات طيران مباشرة بين طهران ونيويورك ولوس انجلس .
قبل الثورة , كانت أميركا ثاني اكبر شريك تجاري لإيران ، ويجب ان يعود ذلك مرة أخرى .
قبل الثورة , كان هنالك (50000) طالب إيراني يدرسون في الجامعات الأميركية .
ان العلاقات المتجددة بين البلدين سوف تفتح الباب الى فرص هائلة .. يوما ما قريبا , يمكن للعقول اللامعة والمشرقة في بلدينا ان تعمل عل حل المشاكل للشعب الايراني ، وبعلاقات منفتحة بين إيران وأميركا ، معا نستطيع ان نقلل التلوث الجوي القاسي لطهران ، ونبني المنازل القادرة على الصمود بوجه الهزات الأرضية في كرمنشاه ، وان تحقق علاجات طبية جديدة للمحاربين القدامى من الذين شاركوا في الحرب العراقية الإيرانية ، وإعادة المياه الى بحيرة أرومية ونهر زنده .
ان أميركا على استعداد تام في ان تعمل مع الحكومة الإيرانية في علاقات قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة ، ولأجل جعل هذا الانفتاح ممكنا – من أجل تطبيع العلاقات والحصول على الفوائد التي تنجم عن ذلك – فإنه ينبغي على النظام ان يقرر رغبته في ان يكون بلد اعتيادي وليس في حالة ثورية .
ان إيران مسالمة سوف تتكهن بصورة جيدة ، وتتنبأ بشرق أوسط مسالم .
ولكن بعد (40) عاما فإن العديد من الأمم أصبحت أقل حساسية نحو العنف الإيراني ، وفقدت القدرة في التصور عن امكانية وجود إيران مسالمة .
ان مثل هذه التوقعات القليلة تؤدي الى الإضرار كثيرا بقضية السلام وخاصة للشعب الايراني الذي يريد حياة أفضل .
لقد حان الوقت للأمم ان تستعيد متطلباتها الاساسية ، وعلى إيران أن تسلك السلوك الاعتيادي ، وان تكون دولة وأمة مسالمة من خلال:
وضع حد للأسلحة النووية ، ووقف تجارب الصواريخ الباليستية ، ووقف عملها كراعية للإرهاب بالنيابة ، ووقف الاحتجاز التعسفي لمزدوجي الجنسية .
يجب ان يستثمر النظام الإيراني في شعبه بدلا من تمويل الطغاة والارهابيين والصواريخ والمليشيات ، وبفضل دعم النظام فإن معدل متوسط ما يدفع الى مقاتل حزب الله يتجاوز ثلاثة الى اربعة أضعاف ما يدفع الى رجل اطفاء إيراني .
سمعت دبلوماسيين يقولون ان مثل هذه المتغيرات غير واقعية ، فهل الأكثر واقعية هو قبول إيران بوضعها الراهن المصدرة للعنف الطائفي وخلق ممر سيطرة شيعي ؟ هل من الواقعية مراقبة النظام وهو يحاول بالقوة ان يثني المجتمع الإيراني بالكامل ليتوافق مع مبادئ الثورة الاسلامية ؟
إذا اختارت الدول عدم جعل هذا النظام على نفس المعيار مثل جميع الدول الأخرى , يجب ان نتوقع المزيد من العنف نفسه في الخارج والاضطهاد في الداخل .
ان الشعب الإيراني بما فيه النساء اللواتي تم انكار حقوقهن الاساسية وكرامتهن ، حيث أخذن يضغطن على النظام من الداخل ، انهن يردن الدول ان تدعمهن ، مع ضغط من الخارج ، ان ذلك هو افضل مسار والأكثر احتمالية لتحقيق السلام ، وضمان الحقوق والحريات للشعب الإيراني الذي يستحقها والذين وعدوه بها في 1979 .
وبينما الأمر في النهاية يتوقف على الشعب الإيراني ليقرر مسار واتجاه بلاده , فإن الولايات المتحدة , في صميم وروح حرياتنا , سوف تدعم صوت الشعب الإيراني الذي تم تجاهله لفترة طويلة ، ويجب على الدول الاخرى ان تنضم الى هذا الجهد ، فالأربعين عاماً القادمة من تاريخ إيران سوف تؤشر عندئذ ليس بالاضطهاد والقمع والخوف ، وإنما بالحرية وتحقيق ما يصبو إليه الشعب الإيراني .
ترجمة مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية