السامريون.. يهود فلسطينيون يشكلون أصغر طائفة في العالم

السامريون.. يهود فلسطينيون يشكلون أصغر طائفة في العالم

مع ساعات فجر اليوم الخميس، أنهت الطائفة اليهودية السامرية احتفالاتها في عيد “الفسح” الذي استمر سبعة أيام، أعلى قمة جبل جرزيم، في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية.

وتحافظ الطائفة اليهودية الفلسطينية الأصغر في العالم على طقوس دينية خاصة بها، كما تحافظ على فلسطينيتها وعلاقتها المميزة مع اهالي مدينة نابلس التي يقطنها السامريون.

قبل مطلع فجر اليوم، صعد أبناء الطائفة مشياً إلى أعلى قمة في جبل جرزيم (886 مترا فوق سطح البحر)، وأدوا صلاتهم التي استمرت عدة ساعات، حيث يعد الحج من أهم طقوس عيد “الفسح”.

ويتخلل العيد “الفسح” تقديم أبناء الطائفة السامرية، قرابين (خرافا) على قمة جبل “جرزيم”، ابتهاجا بحلول العيد، حيث ذبح فتية الطائفة في ساعات غروب يوم الأحد الماضي القرابين في آن واحد، وسط ترديد ترانيم توراتية خاصة.

ويأكل السامريون جزءا من قرابينهم، ويحرقون ما تبقى منها قبل بزوغ الفجر، لاعتباره لحما مقدسا.

وتعيش الطائفة اليهودية على قمة جبل جرزيم المطلة على مدينة نابلس، باعتبار أنها أقدس بقعة على الأرض بالنسبة لهم.

ويعمل السامريون في الوظائف الحكومية الفلسطينية، ويملكون محالاً تجارية ومنازل في نابلس القديمة، ويحظون بعلاقات اجتماعية متميزة مع الفلسطينيين.

ويعرف السامريون على أنفسهم بأنهم فلسطينيون، وأنهم السلالة الحقيقية لشعب بني “إسرائيل”، وينفون قدسية القدس في التوراة.

ويتحدث أبناء الطائفة، التي تعتقد أنها تملك أقدم نسخة من التوراة، ويعود تاريخها إلى 3600 عام، اللغة العربية بطلاقة، إلى جانب اللغة العبرية اليهودية، كما يتقنون اللغة العبرية القديمة التي نزلت بها التوراة.

وعن السامريين يقول الكاهن حسني السامري: “نحن نابلسيون من الشعب الفلسطيني”.

ويعتقد السامريون أن جبل جرزيم (أحد الجبلين الذين تمتد بينهما مدينة نابلس والآخر اسمه جبل عيبال) هو المكان المقدس لبني “إسرائيل”، بعد أن خرجوا من مصر هرباً من ظلم فرعون، خلافا لليهود الذين يزعمون أن المكان المقدس موجود في القدس.

ويحمل السامريون الجنسيات الفلسطينية و”الإسرائيلية”، ومنهم من يحمل الجنسية الأردنية.

ويبلغ تعداد السامريين ما يقارب 800 نسمة، موزعين بين جبل جرزيم (بنابلس)، ومنطقة حولون، قرب مدينة “تل أبيب”.

ومن عادات السامريين، أنهم لا يتزوجون من خارج الطائفة، ما تسبب بنقص في الفتيات لديهم، وهذا دفعهم إلى جلب 25 يهودية، و9 مسيحيات من أوروبا، و3 مسلمات من أذربيجان، بشرط اعتناق الديانة السامرية، بحسب ما نشر عن كاهن الطائفة.

ويصلي السامريون لله صباحاً ومساءً، ويمضون سبع ساعات في يوم السبت المقدس بالصلاة، بعد الطهارة والوضوء الذي يشبه إلى حد ما وضوء المسلمين، حيث تغسل اليدين والفم والأنف والوجه والأذنين والرجلين، ويصلون ركوعاً وسجوداً.

ويحتفل السامريون بسبعة أعياد، هي “عيد الفسح، وعيد الفطير (العجين غير المختمر)، وعيد الحصاد، وعيد رأس السنة العبرية، وعيد الغفران، وعيد العُرش (المظال)، وعيد فرحة التوراة”.

القدس العربي