إجراءات دبلوماسية وعسكرية أمريكية لمواجهة التهديدات في العراق

إجراءات دبلوماسية وعسكرية أمريكية لمواجهة التهديدات في العراق

مع إعلان السعودية، أمس الثلاثاء، ضرب طائرات مسيرة مفخخة محطتين لضخ النفط في المملكة، وتبني الحوثيين للهجمات، باتت منطقة الخليج العربي مسرحاً للرسائل، في سياق التوتر الإيراني الأمريكي، خصوصاً وأن عمليات تخريبية وقعت قبل يومين في سفن في ميناء إماراتي.

وهددت جماعة أنصار الله الحوثي اليوم الثلاثاء، بشن عمليات نوعية أوسع وأكبر في عمق السعودية، بعد هجمات اليوم ضد منشآت نفطية سعودية التي وصفتها الجماعة بالعملية العسكرية الأكبر والأهم عسكريا منذ اندلاع الحرب في اليمن قبل نحو أربعة أعوام.وأكد المتحدث العسكري باسم الحوثيين العميد يحيى سريع جاهزية الجماعة لشن عمليات أخرى في حال استمرار “العدوان” على اليمن، في إشارة إلى استمرار عمليات التحالف السعودي الإماراتي.وقال سريع في بيان نشرته قناة المسيرة الفضائية الناطقة باسم الجماعة “إن سلاح الجو المسير (التابع للجماعة)، نفذ هجمات عبر سبع طائرات مسيرة على منشآت حيوية للعدو في محافظتي الدودامي وعفيف بمنطقة الرياض”.وأوضح سريع أن هذه العملية تأتي ردا على ما وصفها بـ “الجرائم المرتكبة” بحق الشعب اليمني والحصار المستمر المفروض عليه من “دول العدوان”.

 ونظرًا لخطورة التطورات الأمنية والعسكرية في الخليج العربي،  تصاعدت نبرة التحذيرات الأميركية من مغبة تنفيذ هجمات إيرانية محتملة تستهدف وجودها العسكري في العراق فيما أكدت بريطانيا أن مستوى التهديد الذي تشكّله الميليشيات الموالية لإيران بالنسبة إلى القوات الغربية لم يتصاعد، ما يشير إلى انقسام بين الولايات المتحدة وشركائها في التحالف الدولي بشأن التهديد الإيراني.

أكد الجيش الأميركي مجددا -يوم أمس الثلاثاء- مخاوفه من تهديدات وشيكة للقوات الأميركية في العراق من قبل قوات مدعومة من إيران، وذلك بعد أيام من تحذير واشنطن رعاياها من السفر إلى العراق بسبب ما وصفته بالتوترات المتصاعدة هناك، مشيرا إلى أن قواته أصبحت الآن في حالة تأهب قصوى.يأتي ذلك في وقت قال فيه قائد بريطاني في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لقتال فلول تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق، إنه لا توجد زيادة في التهديد الذي تشكله الفصائل المسلحة التي تساندها إيران.

وتتناقض تصريحات اللواء البريطاني كريس جيكا فيما يبدو مع التحذيرات الشديدة الصادرة من واشنطن، حيث قال مسؤولون إنهم يرون تهديدا متزايدا من إيران.وعقب التصريحات التي أدلى بها جيكا الذي يتولى منصب نائب قائد قوات التحالف للتخطيط الإستراتيجي والمعلومات، قدمت القيادة المركزية الأميركية بيانا توضيحيا.وقال المتحدث باسم القيادة المركزية للجيش الأميركي الكابتن بيل أوربان إن “التعليقات الأخيرة لنائب قائد (التحالف) تتعارض مع التهديدات الموثوقة المحددة المتاحة لأجهزة المخابرات من الولايات المتحدة والحلفاء فيما يتعلق بالقوات المدعومة من إيران في المنطقة”.

وأضاف أن التحالف -الذي يعمل في سوريا أيضا- زاد من “مستوى وضع قواته”، وهو المصطلح الذي عادة ما يستخدم للإشارة إلى مستوى التأهب الذي يهدف إلى حماية القوات.وقال أوربان “(عملية العزم الصلب) عند أعلى مستوى للتأهب الآن، بينما نواصل المراقبة عن كثب لأي تهديدات حقيقية أو محتملة وشيكة للقوات الأميركية في العراق”. وكان يشير بعملية العزم الصلب إلى عملية التحالف ضد مقاتلي تنظيم داعش الإرهابي.

يأتي ذلك على خلفية التوترات بين إيران والولايات المتحدة التي دفعت بتعزيزات عسكرية إلى منطقة الخليج ردا على تهديد طهران باغلاق مضيق هرمز الذي يمر عبره 40%من امدادات النفط العالمية بسبب تشديد العقوبات الأمريكية على الجمهورية الإسلامية من خلال قيام واشنطن بالغاء اعفاءات لشراء النفط الإيراني مطلع الشهر الجاري.

وكانت واشنطن قد حذرت قبل يومين رعاياها من السفر إلى العراق بسبب ما وصفته بالتوترات المتصاعدة هناك، مطالبة مواطنيها داخل العراق بتوخي الحيطة والحذر وتفادي التجمعات العامة.

وقال المسؤول السابق بالخارجية جيف ستيسي إن سبب تحذير الرعايا هو إدراك من واشنطن للمخاطر التي قد يواجهها مواطنوها في حال اندلعت حرب ضد إيران التي تتمتع بنفوذ واسع في العراق، على حد قوله.

 وعلى جانب آخر، أمرت وزارة الخارجية الأمريكية موظفيها غير الأساسيين في سفارتها ببغداد وقنصليتها في أربيل بمغادرة العراق.وأعلنت الوزارة، في بيان تم نشره اليوم الأربعاء على موقع السفارة الأمريكية في العراق، تعليق خدمات التأشيرات الاعتيادية في المقرين الدبلوماسيين بصورة مؤقتة.كما أعلنت تقليص خدمات الطوارئ المقدمة للمواطنين الأمريكيين في العراق.ولفتت أيضاً أن “الحكومة الأمريكية لديها قدرة محدودة على توفير الخدمات الطارئة لمواطنيها في العراق”.وحث البيان المواطنين الأمريكيين على مغادرة العراق “عبر النقل التجاري في أقرب وقت ممكن”. والأحد، حذّرت سفارة واشنطن لدى بغداد، مواطنيها من ارتفاع حدة التوتر في العراق. وطلبت السفارة من الأمريكيين عدم السفر إلى العراق، ودعت مواطنيها هناك إلى اليقظة وتجنب الأماكن التي يرتادها الأمريكيون.

 وفي غضون ذلك، أرسلت الولايات المتحدة حاملة طائرات وقاذفات بي-52 وصواريخ باتريوت إلى الشرق الأوسط في في مواجهة ما قال مسؤولون أميركيون إنه تهديد للقوات والمصالح الأميركية في المنطقة. وأكد كد رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي أن بلاده لن تكون منطلقا للاعتداء على الآخرين ، في إشارة إلى تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران.

وقال رئيس الوزراء العراقي في مؤتمر صحفي:”الوضع الأمني في العراق مستقر، وأوضحنا هذا إلى الطرف الأميركي وندقق المعلومات التي لدينا ،ولم نسجل تحركات جدية تشكل تهديدا لأحد، والحكومة معنية بحماية جميع من على أرض العراق، ولا يمكن أن يكون العراق منطلقا للاعتداء على أحد”.وأضاف: “لدينا خطط في حالات الطوارئ إن حدث تصعيد خطير بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران، ونحن نتناقش مع الطرفين ونساعد في ألا ننزلق أو نندفع في هذا الأمر إلى منزلق خطير لأن الجميع سيدفع ثمنا كبيرا، ونبذل جهودا كبيرة للتهدئة، وهناك مؤشرات من كلا الطرفين على أن الأمور ستنتهي إلى خير”.وتأتي تصريحات رئيس الوزراء العراقي بعد زيارة قام بها وزير الخارجية الأميركي إلى بغداد والذي أكد أنه حصل على ضمانات من الجانب العراقي بشأن حماية القوات الأميركية في العراق.

وحدة الدراسات العراقية

مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية