لندن – تحتدم المنافسة على خلافة رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي مع تزايد عدد المرشحين لشغل المنصب الذي ستكون المهمة المحورية للفائز به إيجاد سبيل لفصل بريطانيا المنقسمة على نفسها عن الاتحاد الأوروبي.
وتجري المرحلة الرسمية الأولى من سباق خلافة رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، حيث يتطلب من كل مرشح الحصول على دعم 8 من نواب البرلمان لدعم ترشيحه.
ويتقدم نحو عشرة سياسيين محافظين الإثنين لتسجيل ترشحهم لتولي رئاسة حزبهم وبالتالي رئاسة الحكومة البريطانية خلفا لتيريزا ماي، وعلى رأسهم وزير الخارجية السابق بوريس جونسون الذي يبدو أن لا شيء يمكن أن يوقف تقدمه على هذا الطريق.
وستستمر ماي في منصبها كرئيسة للوزراء حتى يتم تحديد خليفتها.
والفائز برئاسة الحزب يتولى حكما منصب رئيس الحكومة الذي يعود إلى الحزب الذي يتمتع بأغلبية برلمانية كافية ليتمكن من الحكم. وستكون مهمته الرئيسية إنجاز خروج المملكة المتحدة من الإتحاد الأوروبي، وهذا ما لم تنجح ماي في تحقيقه في الموعد الذي كان محددا في 29 مارس، واضطرت إلى إرجائه إلى 31 اكتوبر.
وجونسون الذي يبدو الأوفر حظا في المراهنات وهدفا للمرشحين الآخرين الذين يرون فيه خصما رئيسيا، يعد البريطانيين بمستقبل باهر للمملكة المتحدة خارج الاتحاد الأوروبي الذي يبدو أنه مستعد لخوض مواجهة معه في المفاوضات حول بريكست.
وسيبدأ كل من وزير البيئة مايكل جوف ووزير الخارجية جيرمي هانت حملتهما رسميا الاثنين، ويعتبرالاثنان منافسين رئيسيين لجونسون.
لكن حملة جوف تعرضت لضربة قبل أيام بعد أن اعترف بتعاطيه الكوكايين عدة مرات أثناء عمله كصحفي قبل 20 عامًا.
ويهدد جونسون بعدم دفع كلفة بريكست، وهو مبلغ يقدر بما بين أربعين و45 مليار يورو، إذا لم يوافق الاتحاد الأوروبي على شروط أفضل لبلده.
واتبع جونسون نهجا أكثر تشددا من جوف وهانت، قائلاً إنه مستعد للخروج من الاتحاد الأوروبي دون التوصل لصفقة مدعيا في نهاية الأسبوع أنه سيرفض دفع “فاتورة انفصال” من الاتحاد الأوروبي تبلغ قيمتها 39 مليار جنيه استرليني (50 مليار دولار) ما لم يتم عرض شروط أفضل لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وبوعده بالتشدد مع الاتحاد الأوروبي وبالعمل على توحيد بلده، يقدم جونسون نفسه على أنه الرجل الوحيد القادر على منع انهيار كامل للمحافظين عبر التصدي لخصمين كبيرين لهم هما حزب بريكست الرابح الأكبر في الانتخابات الأوروبية، والعماليين في أكبر حزب معارض.
وحزب المحافظين يواجه في الواقع صعوبة كبيرة. فقد كشف استطلاع للرأي أجراه معهد يوغوف في الخامس والسادس من يونيو، أن الحزب الذي جاء في المرتبة الخامسة في الانتخابات الأوروبية وهي نتيجة مهينة، لن يتجاوز في حال جرت انتخابات تشريعية، المرتبة الرابعة ولن يحصل على أكثر من 18 بالمئة من الأصوات.
وبات بقاء الحزب مرتبطا بقدرة أو عدم قدرة رئيسه على تنفيذ بريكست بعد ثلاث سنوات على الاستفتاء الذي جرى في يونيو 2016 الذي صوت 52 بالمئة من البريطانيين فيه على الخروج من الاتحاد الأوروبي.
وقال أستاذ السياسة في جامعة كوين ماري في لندن تيم بيل في تصريحات صحفية إنه في صراع المحافظين على السلطة “القضية الأساسية الأكيدة هي بريكست”. وأضاف أن “أمورا قليلة أخرى تشغل الحزب المحافظ حاليا”.
وأضاف بيل أن “بوريس جونسون قادر على الفوز في الانتخابات لأنه يعرض على أعضاء الحزب ما يريدونه (…) بريكست بلا اتفاق”. وأضاف أن “نجاحه في ذلك هو قضية أخرى”.
ويختلف المرشحون لخلافة ماي حاليا على الاستراتيجية التي يجب اتباعها بين الذين يريدون إخراج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي ولو دون اتفاق، والذين يؤكدون أنهم قادرون على إعادة التفاوض.
وفي الفئة الثانية، يؤكد وزير الخارجية الحالي جيريمي هانت أنه “واثق تماما من أنه إذا تبنينا الأسلوب الصحيح في هذا الشأن، فإن الأوروبيين سيكونون مستعدين للتفاوض”، مستندا في ذلك إلى حديث أجراه مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل.
وأكدت الدول الـ27 مرارا أنها لن تغير اتفاق الخروج من الاتحاد الأوروبي الذي تم التوصل إليه في نوفمبر بين لندن والمفوضية ورفضه النواب البريطانيون ثلاث مرات.
ولتسجيل ترشيحه الإثنين، يفترض أن يحصل الطامح للمنصب على دعم ثمانية من النواب المحافظين الـ313 في مجلس العموم.
وسيتناقشون الثلاثاء أمام نواب حزبهم قبل سلسلة من عمليات التصويت بالاقتراع السري تسمح باستبعاد المرشحين إلى أن يبقى منهم اثنان.
وعندها يكون على كل أعضاء حزب المحافظين الذين يبلغ عددهم أكثر من 160 ألف ناشط اختيار الفائز الذي سيتولى مهامه رسميا على رأس الحكومة قبل نهاية يوليو، على أن تقود ماي في المرحلة الانتقالية حتى ذلك التاريخ.
وتنتهي فترة تقديم الترشيحات لسباق الزعامة في الساعة 5 مساءً (1600 بتوقيت غرينتش).حيث أعلن 11 نائبا عزمهم الترشح، من بينهم وزير الداخلية ساجد جاويد وأندريا ليدسوم الزعيمة السابقة لمجلس العموم.
العرب