تطلق إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب الثلاثاء 25 يونيو (حزيران) خطّتها للسلام في الشرق الأوسط بعد انتظار لعامين ونصف العام، في ورشة عمل في البحرين تعرض الجوانب الاقتصادية للخطة وسط مقاطعة فلسطينية.
وتفتتح ورشة المنامة أعمالها مساء في فندق فخم في العاصمة المنامة، على أن تستمر حتى الأربعاء، ويترأس أعمال المؤتمر جاريد كوشنر مستشار ترمب وصهره.
لا كشف عن الجانب السياسي
وستكون هذه المرة الأولى التي يعرض فيها جزء من الخطة التي طال انتظارها، بشكل علني، علماً أن الشق السياسي منها، والذي من المستبعد أن ينصّ على قيام دولة فلسطينية مستقلة، لن يكشف عنه قبل نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
ومن بوابة الاقتصاد، تجمع الإدارة الأميركية في الفندق الفخم في البحرين في قاعة حفل العشاء الافتتاحي، مسؤولين من دول خليجية وعربية، مع مسؤولين غربيين، وممثلين لإسرائيل التي لا تقيم علاقات دبلوماسية مع البحرين.
وتقترح الخطة جذب استثمارات تتجاوز قيمتها 50 مليار دولار لصالح الفلسطينيين، وإيجاد مليون فرصة عمل لهم، ومضاعفة إجمالي ناتجهم المحلّي، على أن يمتد تنفيذها على 10 أعوام، بحسب البيت الأبيض.
مقاطعة فلسطينية
وسيشارك في المؤتمر وزراء ومسؤولون ماليون من دول خليجية، بالإضافة إلى وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين، والمديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستين لاغارد. ويقاطع الفلسطينيون الورشة معتبرين أنّه لا يمكن الحديث عن الجانب الاقتصادي قبل التطرق إلى الحلول السياسية الممكنة لجوهر النزاع.
احتجاجات فلسطينية
وشهدت مدن فلسطينية عدة في الضفة الغربية احتجاجات شارك فيها المئات معبّرين عن رفضهم للمؤتمر الاقتصادي. وفي تظاهرة قرب مدينة الخليل، أحرق المحتجون مجسّمات لترمب وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة ونعشاً كتب عليه “لا لصفقة القرن”، وهو التعبير الذي استخدم لوصف خطة السلام الأميركية.
وانتقدت إسرائيل السلطة الفلسطينية، وأعلن رئيس وزرائها بنيامين نتانياهو أنّه سيدرس “بإنصاف وانفتاح” الخطة الأميركية، قائلاً خلال لقاء مع مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون “لا أستطيع أن أفهم كيف يرفض الفلسطينيون المخطط الأميركي قبل أن يسمعوا حتى ما هي تفاصيله”.
وتواجه الدول العربية المشاركة في ورشة البحرين ضغوطاً من الفلسطينيين الذين يعتبرون أنّ الخطة ستفتح المجال أمام تصفية قضيّتهم.
المشاركة السعودية
وذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس) أن السعودية ستشارك بوفد برئاسة وزير المالية محمد بن عبد الله الجدعان، وعضوية كل من وزير الدولة عضو مجلس الوزراء محمد آل الشيخ، ومحافظ صندوق الاستثمارات العامة ياسر الرميان. وأضافت (واس) أن مشاركة السعودية في هذه الورشة تأتي استمراراً لمواقفها الثابتة ودعمها المستمر للقضية الفلسطينية ومساندتها للشعب الفلسطيني الشقيق، لتحقيق ما يضمن له الاستقرار والنمو والعيش الكريم.
وجددت السعودية تأكيدها على موقفها الراسخ تجاه القضية الفلسطينية وحلها وفق مبادرة السلام العربية بإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، كما دعت لتتشارك الجهود الدولية لتحقيق السلام العادل والشامل، وأكدت دعمها جميع الجهود الدولية التي تهدف إلى ازدهار المنطقة وإيجاد بيئة جاذبة للاستثمار وتعزيز فرص النمو الاقتصادي.
مشاركة الأردن ومصر والمغرب
وحتى اللحظة، تأكدت مشاركة الأردن ومصر في ورشة البحرين على مستوى وكلاء وزارة المالية، وكذلك المغرب. إلا أنّ الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأردنية سفيان القضاة أكّد على “موقف الأردن الراسخ الواضح أن لا طرح اقتصادياً يمكن أن يكون بديلاً لحل سياسي ينهي الاحتلال ويلبي جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق”.
ويتواجد صحافيون إسرائيليون في البحرين بعدما حصلوا على تصريح خاص من البيت الأبيض لحضور المؤتمر الاقتصادي، في سابقة في المنامة.
اندبندت