بنغازي (ليبيا) – لا يخفى على المتابعين مدى خطورة التدخلات التركية في ليبيا ودورها في تأجيج نيران النزاع الليبي وسط صمت دولي حيال تدخلاتها السلبية المتمثلة أساسا في إرسال الأسلحة وإيواء المتطرفين.
وكان الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، قد دق ناقوس الخطر من استمرار تدفق السلاح التركي إلى ليبيا، مؤكدا على أن القوات المسلحة تحارب الإرهاب والجماعات المتطرفة المدعومة من تركيا.
وفي مسعى للجم التجاوزات التركية أمر المشير خليفة حفتر مساء الجمعة قواته بضرب السفن التركية في المياه الإقليمية الليبية وكافة “الأهداف الإستراتيجية التركية” على الأراضي الليبية من شركات ومقار ومشروعات، وذلك ردّاً على “غزو تركي غاشم” تتعرّض له ليبيا.
وقال اللواء أحمد المسماري المتحدث باسم قوات حفتر في بيان إنّ الأوامر صدرت “للقوات الجوية باستهداف السفن والقوارب داخل المياه الإقليمية وللقوات البرية باستهداف كافة الأهداف الاستراتيجية التركية”.
وأضاف “تُعتبر الشركات والمقرّات التركية وكافة المشروعات التي تؤول للدولة التركية أهدافاً مشروعة للقوات المسلّحة رداً على هذا العدوان، ويتم ايقاف جميع الرحلات من وإلى تركيا والقبض على أي تركي داخل الأراضي الليبية”.
وتسيّر شركات ليبية رحلات جوية منتظمة الى تركيا انطلاقا من مطارَي معيتيقة في طرابلس ومصراتة (غرب).
ولم يوضح المسماري كيف ستتمكن قواته من فرض حظر طيران في منطقة غير خاضعة لسيطرتها. واتّهم أنقرة بالتدخّل “في المعركة مباشرةً: بجنودها وطائراتها وسفنها”. ووفقًا له، فإنّ إمدادات من الأسلحة والذخيرة تصل مباشرة إلى قوات حكومة الوفاق الوطني عبر البحر المتوسط.
واتّهم المتحدث خصوصا تركيا بدعم قوات حكومة الوفاق الوطني في استعادة السيطرة على مدينة غريان التي تعتبر القاعدة الخلفية الرئيسية للمشير في معاركه جنوب العاصمة.
وأوضح المسماري في بيانه أنّ قرار استهداف المصالح التركية صدر ردّاً على ما تتعرّض له “الأراضي الليبية منذ ليلة البارحة من غزو تركي غاشم، نتجت عنه أعمال تخريبية داخل الأراضي الليبية”.
وتدعم أنقرة حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً ومقرّها طرابلس، بينما تدعم الرياض وأبو ظبي حفتر الذي يشنّ منذ مطلع أبريل هجوماً للسيطرة على طرابلس، وتخليصها من سطوة الميليشيات.
العرب