تحالف روسي صيني هندي يسعى لتقويض إمبراطورية المال الأميركية

تحالف روسي صيني هندي يسعى لتقويض إمبراطورية المال الأميركية

كشفت تقارير روسية أن التحالف الثلاثي المكون من روسيا والصين والهند دعا إلى العمل معاً لإجراء إصلاحات في صندوق النقد الدولي تقلص الهيمنة الأميركية، والحفاظ على منظمة التجارة العالمية، في اجتماع على هامش قمة العشرين في أوساكا باليابان.

وكان رؤساء الدول الثلاث قد اجتمعوا على هامش قمة العشرين التي أنهت أعمالها باليابان الأسبوع الماضي.

وليس الغريب تحالف الصين وروسيا، حسب محللين، إذ إنه قديم ضد إمبراطورية المال الأميركية، ولكن المستغرب انضمام الهند لهذا التحالف.

ويسعى التحالف الثلاثي الذي يشعر بالغبن وسط تحديات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إلى إنشاء نظام تجاري واقتصادي عالمي جديد يقلص من الهيمنة الغربية على منظمات المال ويحافظ على منظمة التجارة العالمية.

وكشفت صحيفة “أكسبريت أون لاين” الروسية، في تقرير، أن الاجتماع الثلاثي لقادة روسيا والهند والصين، الذي عقد على هامش قمة مجموعة العشرين في أوساكا، دعا إلى الحفاظ على الدور العالمي لمنظمة التجارة العالمية كهيكل تجاري أساسي، لكنه يحتاج أيضاً إلى إصلاح صندوق النقد الدولي، الأمر الذي يمكن أن تفعله روسيا والهند والصين معاً.

وأشار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اللقاء الثلاثي، إلى أن تعاون الدول الثلاث على نطاق واسع، يمكن أن يشكّل مثالاً على إنشاء نظام عالمي حديث متعدد الأقطاب يتسم بالإنصاف، لا يقبل الحمائية والسياسات الانفرادية والعقوبات غير المشروعة.

ومعروف أن روسيا تتحالف مع الصين لعرقلة هيمنة الولايات المتحدة على نظم التجارة والمال العالمية. ولديهما خطط بشأن “عملة بديلة للدولار” ومقاصة خاصة تتجاوز الدولار في التسويات المالية.

ويأتي ذلك وسط ضغوطات الحظر الأميركي المتكرر من قبل إدارة ترامب.
وقال بوتين في الاجتماع الثلاثي، إن تنسيق العواصم الثلاث يمنح مدخلاً إلى أهم القضايا المتعلقة بأنشطة المنظمات الدولية الرئيسية، مثل الأمم المتحدة، وبريكس، ومنظمة شانغهاي للتعاون، ومجموعة العشرين، يمكن أن يجلب عوائد جيدة.

وأسس صندوق النقد الدولي في عام 1945 كحل للمشاكل الاقتصادية بعد الحرب العالمية الثانية بقرية بريتون وودز، وكان من الضروري الحفاظ على نظام بريتون وودز لتسعير العملات.

لكن الدعوة إلى إصلاح الصندوق مستمرة منذ سنوات ومن قبل العديد من خبراء المال، حيث مرت 75 سنة على إنشاء الصندوق وحدثت تحولات اقتصادية وسياسية عديدة جعلت الثقل الاقتصادي يتحول من أوروبا إلى آسيا.

ويتم اتخاذ جميع القرارات في صندوق النقد الدولي بأغلبية 85% من الأصوات، فيما تملك الولايات المتحدة وحدها حوالي 17% من الأصوات. أي أنها تستطيع تعطيل أي مبادرات. لكن في المقابل، فإن الولايات المتحدة لا تزال الممول الأكبر لبرامج الصندوق.

ويبرر الاحتجاج الروسي بالنسبة الضئيلة التي تملكها روسيا في رأس مال الصندوق، وهي التي تحدد نسبة الأصوات في اتخاذ القرارات.

وتمتلك روسيا فقط 2.7% من الأصوات، فيما درجة تأثيرها في الأجندة السياسية العالمية أعلى بكثير. وعلى صعيد الصين، فقد أدخل الصندوق في الآونة الأخيرة اليوان ضمن عملات الصندوق.

العربي الجديد