تراهن تركيا على استقبال 70 مليون سائح بحلول 2023 يضخون في خزانتها 70 مليار دولار، وذلك بعد أن أتمت، بحسب محللين، معظم عوامل الجذب وتأهيل المشروعات العملاقة، كمطار إسطنبول الجديد.
وتشير التقديرات الرسمية التركية، إلى أن عدد السيّاح الأجانب والمغتربين الأتراك، وصلوا العام الماضي إلى نحو 46.11 مليوناً وأن تركيا تهدف، بحسب وزير الثقافة والسياحة التركي محمد أرصوي، إلى جذب 48 مليون سائح العام الجاري.
ويرى محللون في تصريحات لـ”العربي الجديد”، أن لتراجع سعر صرف الليرة التركية أمام الدولار “5.8 ليرات مقابل الدولار” عاملاً إضافياً لجذب السيّاح، إضافة لجمال تركيا وما تمتاز به من معالم وتعاقب حضارات، وعوامل تتفرد بها تركيا، كرخص العلاج الذي زاد من إقبال السيّاح من كل أنحاء العالم.
وشهدت أعداد الزوار الأجانب القادمين إلى تركيا خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2019، زيادة تجاوزت 11 بالمئة، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، بحسب ما ذكرت وزارة الثقافة والسياحة التركية أمس الأول، ليصل عدد السيّاح نحو 12.8 مليون سائح، بزيادة بنسبة 11.3 بالمئة مقارنة مع الفترة نفسها من 2018.
وأشار بيان الوزارة، إلى أن السيّاح الروس تصدروا المرتبة الأولى بين الأجانب في تركيا تبعهم مواطنو ألمانيا ثم بريطانيا في المرتبة الثالثة.
تطور منافذ الوصول
أحدث مطار إسطنبول الجديد، الذي افتتح مطلع إبريل/ نيسان الماضي، نقلة بعدد السيّاح، فمنذ اليوم الأول لافتتاحه استقبل 148 رحلة، كما كشف المدير العام للخطوط الجوية التركية بلال اكشي، مضيفاً خلال تصريحات سابقة، أن عدد المسافرين الذين استضافتهم الخطوط الجوية التركية في مطار إسطنبول الجديد، وخلال الأيام العشرة الأولى من افتتاحه، بلغوا مليون مسافر.
كما أُدرج مطار إسطنبول في قائمة 10 مطارات عالمية، تتنافس على جوائز “اختيار القراء 2019″، التي تمنحها مجلة “International Airport Review” الشهرية.
وذكرت “İGA” الشركة المسيرة للمطار، في تغريدة على صفحتها الرسمية بموقع “تويتر”، أن مطار إسطنبول الجديد، سينافس على جائزة أفضل مطار في العالم.
وفي السياق، صنفت مؤسسة تقييم العلامات التجارية الدولية “براند فينانس”، علامة شركة الخطوط الجوية التركية بقيمة تفوق 1.7 مليار دولار، واعتبرتها أغلى علامة تجارية في تركيا للعام الثاني على التوالي.
كما شهد السفر بحراً إلى تركيا، تطوراً ملحوظاً خلال الأشهر الأولى من العام الجاري، إذ استضاف “ميناء إيجه” في منطقة كوش أضاسي في ولاية أيدين على ساحل بحر إيجة، 40 سفينة سياحية خلال الأشهر الخمسة من العام الحالي.
واستقبل “ميناء إيجه”، وهو أكثر ميناء يستقبل سفناً سياحية في تركيا، 29 ألفاً و468 سائحاً حتى شهر يونيو/ حزيران، لتحتل بلدة كوش اضاسي المرتبة الأولى بـ40 سفينة سياحية، وتبعتها بلدة “مارماريس” التابعة لولاية موغلا السياحية جنوب البلاد بـ 6 سفن سياحية.
ويقول المدير العام لميناء إيجه عزيز غونغور، إن تركيا بلد ممتع من حيث إمكانات السفن السياحية على صعيد العالم، مشيراً خلال تصريحات صحافية، أن بلاده ستستضيف 185 ألف مسافر عبر 198 سفينة سياحية حتى نهاية الموسم السياحي الحالي.
منافسة قوية
شهدت مختلف المناطق السياحية التركية إقبالاً واسعاً هذا العام بالمقارنة مع العام الماضي، وإن بقيت إسطنبول بالصدارة بأكثر من 5.2 ملايين سائح تلتها أنطاليا، إلا أن مناطق جديدة، وخاصة جنوب غربي تركيا والمطلة على البحر المتوسط، بدأت تدخل حلبة المنافسة، مع الوجهات التقليدية المفضلة للسيّاح وبالأخص الأجانب، حيث استقطبت سواحل “قونية ألطي”، و”لارا”، و”صاري صو” آلاف السياح المحليين والأجانب، كما استقبل جبل نمرود جنوب شرقي تركيا 20 ألف زائر خلال عطلة عيد الفطر فقط.
وبرزت منطقة كبادوكيا التي اطلقت مهرجاناً دولياً للمناطيد بمشاركة 11 دولة، في الفترة من 3 إلى 8 يوليو/ تموز الجاري.
كما أظهرت بيانات رسمية تركية، أن ولاية “وان” الواقعة أقصى شرقي تركيا، استقبلت 350 ألف سائح منذ مطلع العام الجاري، بفضل معالمها الطبيعية والتاريخية التي تعود إلى القرون الماضية، وتصنيف شواطئ بحيرة “وان” ضمن الشواطئ ذات “الرايات الزرقاء” التي تعتبر علامة بيئية تمنحها مؤسسة التعليم البيئي العالمية غير الحكومية (FEE) للشواطئ والموانئ التي تستوفي معايير معينة مثل جودة الماء، والإعلام والتثقيف البيئي، والإدارة والسلامة البيئية.
وتبقى ولاية أنطاليا المطلّة على البحر المتوسط جنوبي تركيا، السبّاقة كما كل عام، حيث استقبلت قرابة 5 ملايين سائح خلال الأشهر الـ5 الأولى من العام الحالي.
وحافظت أنطاليا على مركزها الأول عالمياً في عدد شواطئ الراية الزرقاء، إذ بلغت 202 من أصل 463 شاطئاً في تركيا، بحسب تصنيف الهيئة الدولية لشواطئ الراية الزرقاء لعام 2019.
صناعة نظيفة
يصف آزاد يلماظ السياحة بأنها صناعة بلا دخان، وتعول عليها بلاده بزيادة الدخل القومي وتصدير التجربة التركية على غير صعيد.
ويشير يلماظ الذي يعمل في القطاع السياحي أن هناك عوامل عديدة، داخلية وخارجية، تجعل من تركيا أحد أهمّ المقاصد السياحية في العالم، منها تطور أنماط سياحية غير تقليدية، واتباع سياسات تشجيعية للزوار، وتعثر السياحة في الدول المجاورة التي تشهد حروباً منذ سنوات.
ويؤكد لـ”العربي الجديد” أن مفهوم السياحة وطرائق الجذب اختلفت حالياً، إذ تقدم تركيا سياحة علاجية هي الأرخص والأجود عالمياً، بحد وصفه، مضيفاً أنها طورت من سياحة المؤتمرات والمنتديات، لتكمل ما لديها من مقومات سياحية.