واشنطن – أسقطت الولايات المتحدة طائرة إيرانية مسيّرة اقتربت من سفينة أميركية في مضيق هرمز، في تطوّر هو الأحدث من نوعه في منطقة تزداد فيها التوتّرات منذ أكثر من شهرين.
وجاء الإعلان عن إسقاط الطائرة الإيرانية المسيّرة على لسان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي قال إنّ الطائرة اقتربت من سفينة الإنزال الأميركية “يو إس إس بوكسر” أقلّ من ألف متر، ما دفع السفينة الحربية إلى القيام “بعمل دفاعي” أسفر عن “تدمير الطائرة المسيّرة في الحال”.
وقوبل الخبر بتجاهل من قبل السلطات الإيرانية نافية أن تكون الطائرة المسيرة تابعة لها، حيث أكّد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أنّه لا يملك “أيّ معلومات عن فقدان طائرة مسيّرة” إيرانية.
وقال ظريف لدى وصوله إلى مقر الأمم المتحدة في نيويورك، للاجتماع مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، “ليست لدينا أي معلومات عن فقدان طائرة مسيّرة اليوم”.
كما نفت القوات المسلحة الإيرانية أن تكون الولايات المتحدة قد أسقطت واحدة من طائراتها المسيرة وقالت إن كل طائراتها “عادت بسلام” إلى قواعدها، بحسب وكالة الأنباء “تسنيم”.
وأكد ترامب أنّ الطائرة الإيرانية “عرّضت للخطر سلامة السفينة وطاقمها”، وقال “هذه أحدث حلقة من مسلسل طويل من الأعمال الاستفزازية والعدائية التي تقوم بها إيران ضدّ السفن العاملة في المياه الدولية”.
وأضاف ترامب “الولايات المتحدة تحتفظ بالحقّ في الدفاع عن منشآتها وموظفيها ومصالحها، وتدعو كل الدول إلى إدانة محاولات إيران عرقلة حرية الملاحة والتجارة العالمية”. ودعا بقية الدول إلى العمل على حماية سفنها أثناء مرورها عبر مضيق هرمز والتنسيق مع واشنطن.
من جهته، قال المتحدث باسم البنتاغون جوناثان هوفمان إن الحادثة وقعت بينما كانت سفينة “يو إس إس بوكسر” تستعد لدخول مضيق هرمز.
ويشار في هذا السياق إلى أن إيران سبق أن أسقطت طائرة أميركية مسيرة، مؤكدة أنها انتهكت مجالها الجوي، الأمر الذي نفته واشنطن بشدة. وبعد يومين، أعلن ترامب أنه ألغى في اللحظة الأخيرة ضربات على إيران لتفادي سقوط خسائر بشرية فادحة، لكنه واصل تهديده بالرد على طهران إثر إسقاطها الطائرة الأميركية المسيرة.
وبينما تسعى واشنطن إلى إنشاء تحالف دولي لمواكبة السفن التجارية في الخليج، أكّد قائد القيادة الأميركية الوسطى الجنرال كينيث ماكينزي خلال زيارة للسعودية، أنّ الولايات المتحدة ستعمل “بقوة” مع شركائها لتعزيز أمن الملاحة في مياه المنطقة.
وقبل ساعات من إعلان الولايات المتحدة إسقاط الطائرة الإيرانية المسيرة، أكد الحرس الثوري الإيراني الخميس أنه احتجز “ناقلة نفط أجنبية” وطاقمها فيما كانت تقوم حسب تعبيره، بنقل حمولة “مهربة” من المحروقات.
وتشهد منطقة الخليج ومضيق هرمز الذي يشكل معبراً لثلث النفط الخام العالمي المنقول بحرا، تصاعداً في التوتر على خلفية مواجهة أميركية إيرانية.
وعززت إدارة ترامب وجودها العسكري في المنطقة، وبررت ذلك بـ”تهديدات” إيران ضدّ مصالحها، دون تقديم توضيحات.
ويجد هذا التوتر أسبابه المباشرة في انسحاب إدارة ترامب من الاتفاق النووي الموقع مع إيران عام 2015، ووصل إلى ذروته في 20 يونيو إثر إسقاط طهران الطائرة الأميركية المسيرة.
وتتهم الولايات المتحدة إيران بالوقوف خلف هجمات وعمليات تخريب تعرّضت لها أربع سفن في مضيق هرمز في شهر مايو، وبالوقوف خلف هجومين آخرين تعرضت لهما سفينتان في بحر عمان.
واتخذ ترامب منذ وصوله إلى السلطة موقفاً حازما تجاه إيران، وسياسات النظام العدائية لدول المنطقة.
وبعد انسحاب واشنطن من اتفاق 2015، أعادت فرض عقوبات اقتصادية ضدّ طهران كانت لها أثار سلبية على اقتصادها وأدت إلى خسارتها غالبية مشتري نفطها.
وتنتهج الإدارة الأميركية سياسة تشديد العقوبات على نظام ولاية الفقيه في إيران لما بات يشكله من خطر على المصالح الأميركية وأمن حلفائها في المنطقة.
وتسعى واشنطن من خلال هذه الضغوطات إلى إجبار طهران على الجلوس على طاولة المباحثات من جديد وفق شروط أميركية تتماشى مع تطورات الوضع في المنطقة.
العرب