ترتفع حدة التوتر في منطقة مضيق هرمز يوما بعد يوم بسبب الأزمة المستمرة بين إيران والولايات المتحدة ودول غربية؛ إثر انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، حيث أعلن عدد من حلفاء واشنطن إرسال قوات عسكرية لضمان أمن الملاحة في المضيق، في حين حذرت إيران من أن عسكرة المنطقة استفزاز خطير.
فبعد المدمرتين البريطانيتين، ذكرت تقارير إعلامية أن كوريا الجنوبية تعتزم الانضمام إلى قوة بحرية تقودها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط بوحدة بحرية تضم مدمرة للمساعدة في حماية ناقلات النفط أثناء عبورها مضيق هرمز.
وقالت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية إن الحكومة تبحث سبل حماية سفنها في المنطقة، ولكن لم يتم اتخاذ قرار، في حين صرح رو جاي تشيون نائب المتحدث باسم الوزارة بأنه “من الواضح أن علينا حماية سفننا أثناء عبور مضيق هرمز، أليس كذلك؟ ولذلك ندرس الاحتمالات المختلفة”.
وأعلنت وزارة الدفاع البريطانية أمس أن المدمرة البحرية “أتش أم أس دانكن” وصلت إلى مياه الخليج لتأمين السفن البريطانية التي تمر عبر مضيق هرمز، وستنضم إلى فرقاطة أخرى موجودة بالخليج، لدعم سلامة عبور السفن.
وقال وزير الدفاع البريطاني بن والاس إن حرية التنقل في مضيق هرمز أمر حيوي، ليس فقط لبلاده، ولكن لشركاء وحلفاء بريطانيا الدوليين أيضا، مضيفا أن لندن ستواصل الضغط من أجل التوصل إلى حل دبلوماسي، كما تواصل البحرية البريطانية توفير الحماية لسفن المملكة المتحدة.
تزامن ذلك مع كشف تقارير إخبارية عن اعتزام حكومة المملكة المتحدة إرسال “عدد صغير” من الجنود الإضافيين إلى قاعدة في البحرين الأسبوع الجاري لتعزيز الحماية البحرية للسفن التي تمر عبر الخليج بعد التوترات المتزايدة مع إيران.
وتزايدت حدة التوتر بين إيران والولايات المتحدة منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الإيراني العام الماضي وإعادة فرض عقوبات على طهران.
وأدى تعرض ناقلات نفط لهجمات في مضيق هرمز قبالة ساحل إيران في الأشهر الأخيرة إلى تدهور العلاقات بشكل أكبر، مما دفع المسؤولين الأميركيين إلى دعوة الحلفاء إلى الانضمام إلى مهمة مزمعة لحماية الأمن البحري.
وكان مايك بومبيو وزير الخارجية الأميركي قال الأسبوع الماضي إن واشنطن طلبت من كوريا الجنوبية واليابان وفرنسا وألمانيا وأستراليا ودول أخرى المشاركة.
إيران تحذر
تواصل الحشد العسكري بمضيق هرمز دفع الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس لتأكيد أن بلاده ستواجه بكل قوة أي محاولة لانتهاك قوانين الملاحة وأمن مضيق هرمز والمنطقة الخليجية وبحر عمان، معتبرا أن وجود القوات الأجنبية في المنطقة سيزيد حدة التوتر ولن يكون في صالح المنطقة.
وأضاف روحاني -خلال استقباله وزير الشؤون الخارجية العماني يوسف بن علوي- أن طهران لم تبدأ التوتر مع باقي الدول، وأن انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي هو السبب الرئيسي لتأجيج الوضع في المنطقة.
من جانبه، وصف المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي قرار الدول الأوروبية إرسال أسطول عسكري للمنطقة بأنه إجراء مستفز ويزيد حدة التوتر ويحمل رسائل عدوانية.
أما الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية العماني يوسف بن علوي فقال إن بلاده وإيران تنسقان الملاحة عبر مضيق هرمز. وأضاف خلال زيارته لطهران أن هناك اتصالات مع جميع الأطراف الدولية للحفاظ على استقرار الملاحة.
المصدر : وكالات