تحت عنوان “إسرائيل تهاجم المليشيات الشيعية في حربها الخفية ضد إيران”، نشرت صحيفة “التايمز” البريطانية مقالا أشارت فيه لقيام الطائرات الإسرائيلية بقصف العراق مرتين الشهر الماضي، للمرة الأولى منذ أن دمرت قواتها المفاعل النووي العراقي في تموز 1981.
ويشير الكاتب ريتشارد سبنسر إلى “أن الهجومين اللذين استهدفا القواعد التي تحتلها الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران، يفتحان جبهة جديدة في لعبة معقدة من الهجمات غير المحددة وتعدي الحدود، في حين تكاد الحروب تنتهي وتتلاشى في سوريا والعراق”.
ويشير سبنسر حسب وسائل الإعلام إلى أن جميع الأدلة تشير إلى مسؤولية إسرائيل، وإلى أن الهجوم الأول استهدف قاعدة عسكرية يستخدمها فيلق بدر في منطقة قرب آمرلي في محافظة صلاح الدين وكان بها قوات من الحرس الثوري الايراني وكتائب حزب الله، وكان يحتوي على صواريخ متوسطة المدى داخل شاحنات تبريد، وطغى على الهجوم خبر احتجاز إيران لناقلة نفط بريطانية فلم يأخذ حيزا كافيا في الإعلام، وبعد ذلك بتسعة أيام شنت إسرائيل هجوما آخر على مخيم أشرف شمال شرق بغداد، التابع لفيلق بدر الذي يقوده هادي العامري الذي يوصف بأنه “أحد صانعي القرار السياسي الأكثر أهمية في العراق”، مخلفا أكثر من 40 قتيلا من ضمنهم أعضاء في الحرس الثوري الإيراني. وحسب أدلة سربت بعد الهجوم فقد وصلت شحنة من الصواريخ لهذا الموقع من الحدود مع إيران.
ويضيف أن على رأس أولويات إسرائيل تفجير مواقع في سوريا تستخدمها إيران لبناء وإنشاء وجود عسكري لها هناك، ونقل عن قادة إسرائيليين قولهم إنه إذا استُخدمت مواقع ومعسكرات المليشيا في العراق لبناء وجود إيراني هناك فإنها لن تكون محصنة من القصف.
وحركت إيران صواريخها متوسطة المدى (700 كيلومتر) لتغطي مدى يكفي لضرب تل أبيب من العراق.
وينقل الكاتب مقالا عن العميد أول المتقاعد عساف أوريون، مدير التخطيط الاستراتيجي في الجيش الإسرائيلي سابقا، قال فيه إن “أحد زملائه يعتقد أن الصواريخ كانت تأتي من إيران إلى الكتائب الشيعية في العراق (فيلق بدر وكتائب حزب الله) وإنها طورت خط اتصال مع إيران يسمح لهم باستيراد صواريخ ومعدات دون موافقة الحكومة”.
وأشار سبنسر إلى تصريح أدلى به أوريون لصحيفة التايمز قال فيه إنه ليس لديه دليل على أن إسرائيل هي من نفذ الهجوم، لكنه قال “إذا حاولت إيران بناء قواعد عسكرية في العراق، فمن الأرجح أن تحاول إسرائيل كبحها”.
ويختم الكاتب بالإشارة إلى أنه من المستبعد أن تمنع الولايات المتحدة اسرائيل من تنفيذ مثل هذه “الهجمات”، وأن المسؤولين الأمريكيين كانوا على علم مسبق بالهجوم، وأن اسرائيل ستستمر في تنفيذ هجمات على جيرانها إذا استدعت الضرورة ذلك، وأنه ليس من مصلحة أحد أن يقول أي شيء حيال ذلك.
القدس العربي