بمآذنه الشاهقة وقبابه الكبيرة، يقف مسجد نَمِرة في مشعر عرفة منتصبا أمام ضيوف الرحمن عندما يصعدون جبل الرحمة، شاهدا على خطبة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع.
ويحرص الحجاج على القدوم إلى مسجد نَمِرة ليستمعوا إلى خطبة عرفة، ثم يصلوا الظهر والعصر بأذان وإقامتين، جمعا وقصرا، اقتداء بالرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ثم يشرعوا بالدعاء والتضرع حتى غروب الشمس.
ويعد مسجد نَمِرة من أهم معالم مشعر عرفة، حيث بني في منتصف القرن الثاني الهجري في الموضع الذي خطب فيه الرسول عليه الصلاة والسلام في حجة الوداع في السنة العاشرة للهجرة.
ويقع المسجد إلى الغرب من مشعر عرفة، كما يقع جزء من غرب المسجد في وادي عرنة، وهو أحد أودية مكة المكرمة.
وشهد إجراء عدة توسعات على مر تاريخه، حتى أصبح أول المسجد خارج صعيد عرفات، وآخره داخل الصعيد الطاهر.
وتبلغ مساحة نَمِرة أكثر من 110 آلاف متر مربع، ويبلغ طوله من الشرق إلى الغرب 340 مترا، وعرضه من الشمال إلى الجنوب 240 مترا، ويوجد خلف المسجد مساحة مظللة تقدر بثمانية آلاف متر مربع.
ويستوعب المسجد نحو 350 ألف مصل، وله ست مآذن، ارتفاع كل مئذنة منها 60 مترا، وثلاث قباب، و10 مداخل رئيسية تحتوي على 64 بابا.
كما يضم غرفة للإذاعة الخارجية مجهزة لنقل الخطبة وصلاتي الظهر والعصر ليوم عرفة مباشرة بواسطة الأقمار الصناعية.
المصدر : وكالة الأناضول,الجزيرة