عبرت بكين اليوم الأربعاء عن غضبها الشديد بعد الاحتجاجات العنيفة المناهضة للحكومة المحلية في مطار هونغ كونغ، من جانبه تحدث الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن تحريك قوات صينية لقمع المظاهرات المستمرة بالجزيرة منذ أسابيع.
وفي بيان أصدره اليوم، ندد مكتب شؤون هونغ كونغ وماكاو التابع لمجلس الدولة الصيني بشدة بما سماه الأعمال شبه الإرهابية التي ارتكبها المتظاهرون أمس داخل المطار، حيث تم احتجاز صحفي صيني بالإضافة لشخص آخر قال متظاهرون إنه من الشرطة السرية الصينية وكان مصابا.
وتدخلت الشرطة المحلية في مطار هونغ كونغ لتخليص الصحفي المحتجز، كما تم إجلاء الرجل الذي يفترض أنه شرطي سري صيني.
وكانت بكين نددت قبل يومين بما اعتبرته عنفا ضد شرطة هونغ كونغ، ودعت إلى إنزال أشد العقوبات بحق الضالعين فيه من المتظاهرين، وقالت إن قمع من وصفته بالغوغاء، ووقف الفوضى، واستعادة النظام العام، تشكل المهمة الأكثر إلحاحا حاليا.
واندلعت الاحتجاجات في الأسبوع الأول من يونيو/حزيران الماضي بعد اقتراح الرئيسة التنفيذية لهونغ كونغ كاري لام مشروع قانون يسمح بترحيل المطلوبين أمنيا للبر الصيني.
ورغم أن الحكومة المحلية اضطرت في غضون أسبوع لتعليق المشروع، فإن المحتجين الغاضبين استمروا في الضغط سعيا لإجبار السلطات على إلغائه نهائيا، وضمان استقلال القضاء، فضلا عن المطالبة باستقالة الرئيسة التنفيذية للجزيرة المتمتعة بحكم ذاتي واسع، والخاضعة في نفس الوقت لسيادة الصين.
ونقل المتظاهرون احتجاجاتهم الأيام الأربعة الأخيرة إلى المطار الذي يعد من أكثر مطارات العالم نشاطا، مما استدعى غلقه لأول مرة لبعض الوقت، واكتسى الاحتجاج داخل المطار أمس طابعا أكثر عنفا، ولكن حركة الملاحة استؤنفت اليوم، وقد انتشرت قوات الأمن داخل المنشأة واعتقلت بعض المتظاهرين.
ودعت الرئيسة التنفيذية لتلك الجزيرة أمس إلى الهدوء وضبط النفس، وحذرت من عواقب خطيرة للاحتجاجات العنيفة على هونغ كونغ التي تواجه أخطر أزمة خلال عقود.
على الخط
وفي أول تعليق له على تلك التطورات، قال الرئيس الأميركي أمس إن استخبارات بلاده أفادت بأن الحكومة الصينية تقوم بتحريك قوات إلى الحدود مع هونغ كونغ.
وأضاف ترامب -في تغريدة على تويتر- أنه ينبغي أن يتحلى الجميع بالهدوء وأن يكونوا آمنين، كما وصف الأوضاع في تلك الجزيرة بالصعبة للغاية.
وفي تصريحات للصحفيين بولاية نيوجيرسي أمس أيضا، أعرب ترامب عن أمله في أن تحل الأزمة سلميا، وأن تحل لصالح الحرية ولصالح الجميع بما فيها الصين، حسب تعبيره.
وكانت الصين احتجت في وقت سابقة على اتصالات بين واشنطن ومن وصفتهم بالانفصاليين بهونغ كونغ، ودعت الولايات المتحدة وبريطانيا إلى عدم التدخل في الأزمة.
وعلى صلة بالأزمة، لم تسمح الصين لسفينتين حربيتين أميركيتين بزيارة موانئ هونغ كونغ، وفق ما أعلنه الأسطول الأميركي بالمحيط الهادي.
دعوات للتهدئة
في الأثناء، دعت بريطانيا -الضامن للاتفاق الذي نقل هونغ كونغ إلى الصين عام 1997- إلى الحوار، ونددت بالعنف.
كما دعا الاتحاد الأوروبي جميع الأطراف المنخرطة في المواجهات داخل مطار هونغ كونغ للتحلي بضبط النفس، وتهدئة الوضع بشكل عاجل.
من جهتها، حثت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشيليت سلطات هونغ كونغ على ضبط النفس والتحقيق في الاستخدام المفرط للقوة من جانب قوات الأمن ضد المتظاهرين.
ورغم أن هونغ كونغ عادت للحكم الصيني عام 1997، فإن لديها نظاما تشريعيا منفصلا حتى عام 2047 تحت مبدأ “دولة واحدة ونظامان”.
المصدر : وكالات,الجزيرة