دبي – كشف إعلان التبادل الدبلوماسي بين إيران والميليشيات الحوثية عن تبني كامل من قبل نظام طهران لأتباعهم الحوثيين، وما يجمع الطرفين من أجندات مشبوهة باتت مكشوفة للرأي العام الدولي والعربي.
وأعلن المتمردون الحوثيون في اليمن تعيين “سفير للجمهورية اليمنية” في طهران، في خطوة اعتبرت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا أنها تشكّل “انتهاكا سافراً” للقوانين الدولية.
ولم يصدر عن طهران أي إعلان رسمي حول مسألة القبول بوجود “سفير” على أراضيها يمثّل سلطة الحوثيين غير المعترف بها.
ونقلت قناة “المسيرة” المتحدثة باسم المتمردين عن بيان مساء السبت “صدور قرار جمهوري بتعيين إبراهيم محمد محمد الديلمي سفيرا فوق العادة ومفوضا للجمهورية اليمنية لدى الجمهورية الإسلامية الإيرانية”.
واستنكرت الحكومة اليمنية المعترف بها اعلان المتمردين الحوثيين.
وكتبت في تغريدة أنّها “تعتبر الإعلان عن إقامة تبادل دبلوماسي بين نظام طهران ومليشيات الحوثي انتهاكا سافراً للقوانين والأعراف الدولية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بالأزمة اليمنية”.
ورأت أن “ذلك لم يكن مفاجئا، فهو ينقل العلاقة بين الطرفين من التنسيق وتلقى الدعم من تحت الطاولة إلى العلن”.
وقال المتحدث باسم الجماعة محمد عبد السلام في تغريدة على تويتر: “إن قرارا جمهوريا من المجلس السياسي الأعلى، وهو أعلى سلطة سياسية للحوثيين، صدر بتعيين إبراهيم الديلمي سفيرا فوق العادة ومفوضا لدى إيران”.
وأشار إلى أن تلك الخطوة تأتي “تعزيزا للعمل المؤسسي الرسمي في إطار المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ (غير معترف بها دوليا)”.
وفي وقت سابق ، قال زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي في خطاب متلفز بثته قناة المسيرة، إن “زيارة وفد وطني (حوثي) لطهران تأتي في سياق التمهيد لعودة العلاقة الرسمية والتمثيل الدبلوماسي مع الجمهورية الإسلامية في إيران”.
وكان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي قطع العلاقات مع إيران في اكتوبر 2015، وأمر بإغلاق السفارة في عاصمة الجمهورية الاسلامية، بعدما اتّهم طهران بدعم المتمردين عسكريا. وتنفي إيران هذا الاتهام، لكنّها تؤكد أنّها تؤيد الحوثيين سياسيا.
يذكر أن إيران تدعم الحوثيين بالمال والسلاح والمستشارين منذ انقلاب الميليشيات على الشرعية اليمنية في صنعاء عام 2014. وتواصل إيران تهريب الصواريخ والطائرات المسيرة إلى الحوثيين خلافاً للقرارات الأممية.
وجاء الاعلان عن تعيين “سفير” في طهران بعدما عقد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله علي خامئني مباحثات مع المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام الثلاثاء الماضي في طهران.
وكان الديلمي من بين الوفد الحوثي الذي اجتمع بخامنئي.
وجدّد خامئني دعمه للمتمردين الحوثيين، الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء ومساحات واسعة من شمال البلاد، واتهم خصوم طهران “بالتآمر” لتقسيم اليمن أفقر بلدان شبه الجزيرة العربية.
وقال في بيان صدر عقب المباحثات “أعلن دعمي للمجاهدين في اليمن”، واتهم “السعودية والإمارات وأنصارهم بارتكاب جرائم كبرى في اليمن”.
ويشهد اليمن منذ 2014 نزاعاً بين المتمرّدين الحوثيين والقوّات الموالية للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً. وقد تصاعدت حدّة هذا النزاع مع تدخّل تحالف عسكري بقيادة السعودية، خصم إيران اللدود، في مارس 2015 دعمًا للحكومة.
العرب