أسواق النفط ترفع شعار “الحذر التام” وسط توقعات أوبك المتشائمة

أسواق النفط ترفع شعار “الحذر التام” وسط توقعات أوبك المتشائمة

حالة من الحذر تسيطر على الأسواق النفطية، مع تتابع التقارير المتشائمة بشأن خفض الطلب على النفط العام الجاري، لا سيما الصادرة عن منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك”.

وللشهر الثامن على التوالي تراجع إنتاج “أوبك” في يوليو/ تموز 2019، فيما يعكس استمرار جهود المنظمة دعم أسعار النفط، بحسب تقرير المنظمة الصادرة الأسبوع الماضي.

وأعلنت المنظمة عن توقعات متشائمة بشأن النفط الخام للفترة المتبقية من العام الجاري، في ظل الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين وانفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي.

وخفضت توقعاتها لنمو الطلب على النفط في 2019 بمقدار 40 ألف برميل يوميا، إلى 1.10 مليون برميل يوميا، فيما ترجح أن تسجل السوق فائضا طفيفا في 2020.

وحسب التقرير، انخفض معدل إنتاج “أوبك” إلى 29.61 مليون برميل يومياً، بتراجع 246 ألف برميل يومياً، لتصل نسبة التزام الدول الأعضاء باتفاق الإنتاج نحو 144 في المئة في يوليو/ تموز.

فيما نقلت وكالات إخبارية، أن التزام تحالف (أوبك +)، الذي يضم الدول الأعضاء في أوبك، إضافة إلى منتجين مستقلين بقيادة روسيا، بخفض إنتاج النفط بلغ بنسبة 159 في المئة في يوليو/ تموز 2019.

خفض شديد

ووفق البيانات، أجرت السعودية خفضاً شديداً للإنتاج بواقع 134 ألف برميل يومياً ليصل بذلك إنتاجها إلى 9.698 مليون برميل يومياً.

في حين خفضت إيران مجبرة بسبب العقوبات الأمريكية، وليبيا وفنزويلا، الإنتاج بمعدل جماعي بلغ 121 ألف برميل يومياً خلال الشهر الماضي.

إيران

وتراجع إنتاج إيران من النفط الخام في يوليو/ تموز إلى أدنى مستوياته منذ ثمانينيات القرن الماضي، بفعل عقوبات الولايات المتحدة الأمريكية.

وأشارت بيانات أوبك إلى انخفاض إنتاج إيران من النفط إلى 2.213 مليون برميل يوميا في الشهر الماضي، من 2.26 مليون برميل يوميا في يونيو/ حزيران السابق عليه، بواقع 47 ألف برميل.

ووصل التراجع السنوي في إنتاج إيران النفطي 40.7 في المئة، مقارنة بنحو 3.737 مليون برميل في يوليو/ تموز 2018.

وفرضت الولايات المتحدة حزمة عقوبات على إيران في نوفمبر/ تشرين الثاني 2018، طالت صناعة النفط من إنتاج وتصدير ونقل، أو الحصول على عائدات النفط حال تصديره بعيدا عن القنوات الرسمية.

اتفاق غير مؤثر

وحول تأثير اتفاق خفض الإنتاج الأخير “أوبك +” قال المحلل الكويتي لأسواق النفط العالمية أحمد حسن كرم، إن الاتفاق لم يعد مؤثرا بشكل كبير على أسعار النفط مؤخراً.

وأضاف كرم، أن تأثيره أصبح بسيطاً جدا، فما زالت أسعار النفط تتراوح عند أسعار غير مطمئنة للدول الأعضاء.

وتابع: “أداء السوق النفطية متذبذب في ظل متغيرات متسارعة ومتضادة في بعض الأحيان، فتارة يستمر بالارتفاع في ظل معطيات من شأنها تخفيضه، وتارة أخرى ينخفض في حين أن هناك محفزات للارتفاع”.

ويؤيد “كرم” توقعات أوبك المتشائمة بانخفاض الطلب على نفطها في ظل المعطيات الحالية.

وقال: “مع تواجد عوامل متضاربة بالأسواق النفطية سنرى أسعار النفط تتراوح على ما هي عليه الآن عند 60 دولارا، وهذا ربما سيستمر لفترة إلى أن يقوى أحد العوامل التي من شأنها أن ترفع أو تخفض أسعار النفط”.

وفي 3 يوليو/ تموز الماضي وافق تحالف (أوبك +) على تمديد العمل باتفاق خفض إنتاج النفط بمقدار 1.2 مليون برميل يوميا على مدار 9 أشهر مقبلة حتى نهاية مارس/ آذار 2020.

وكان التحالف قد بدأ مطلع العام الجاري تنفيذ اتفاق خفض إنتاج الخام بواقع 1.2 مليون برميل يوميا، لمدة 6 شهور.

عدم اليقين

بينما أفاد تقرير بحثي لشركة كامكو الكويتية (بنك استثمار)، بأن حالة عدم اليقين بشأن نمو الاقتصاد العالمي يثقل كاهل الطلب على النفط ويدفع إلى تراجع الأسعار.

وذكرت كامكو في تقرير حديث، أن أسعار نفط الأوبك انخفضت بنسبة 12.3 في المئة في أطول سلسلة من التراجعات المتواصلة.

وزادت أن سعر مزيج خام برنت خسر نسبة 15 في المئة من قيمته خلال جلسات التداول الست الأولى من أغسطس 2019 وذلك على خلفية تصاعد النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين.

ومطلع الشهر الجاري، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 10 في المئة على واردات صينية بقيمة 300 مليار دولار ابتداءً من سبتمبر/ أيلول 2019.

القدس العربي