يفتتح قادة دول مجموعة البلدان الصناعية السبع الكبرى اليوم السبت قمة في بياريتس الفرنسية، ينتظر منها الخروج بحلول عملية للأزمات التي تهز العالم من الحرب التجارية إلى إيران وحرائق الأمازون.
ويتضمن جدول أعمال القمة التي تعتبر ناديا للدول الأكثر تصنيعا في العالم (ألمانيا وكندا والولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة)، قضايا التجارة الدولية والمناخ.
وتهيمن على القمة خلافات كثيرة بين الدول الأعضاء، خصوصا فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني وملف خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
وفرضت حرائق غابات الأمازون الهائلة نفسها في اللحظة الأخيرة كقضية رئيسية على جدول الأعمال في اليوم الأول من القمة، كما يحدث في بعض الأحيان في بعض اللقاءات الدولية.
وستكون هذه الكارثة البيئية على جدول أعمال المناقشات في العشاء الذي سيحضره الرئيسان الفرنسي والأميركي إيمانويل ماكرون ودونالد ترامب، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ورؤساء الحكومات البريطاني بوريس جونسون والإيطالي جوزيبي كونتي والياباني شينزو آبي والكندي جاستن ترودو.
وأعلنت الرئاسة الفرنسية الجمعة أن “مبادرات عملية” لمكافحة الحرائق “يمكن أن تتحقق” خلال القمة، مطالبة بجعل هذه “الأزمة الدولية” أولوية للقمة.
وقد تكون هذه المناقشات حساسة بعدما اتهم ماكرون الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو بأنه “كذب” بشأن تعهداته حول المناخ، و”بعدم التحرك” في مواجهة هذه الحرائق التي تدمر منذ أيام “رئة العالم”.
وأثارت انتقادات ماكرون استياء ترامب الذي يعد بولسونارو من أبرز مؤيديه على الساحة الدولية، ولوح بفرض رسوم جمركية على واردات النبيذ الفرنسي ردا على فرض رسوم فرنسية على المجموعات الأميركية العملاقة في قطاع التكنولوجيا.
من جهتها، عبّرت برلين عن تحفظات بعدما أعلنت باريس أنها ستعرقل مشروع اتفاق تجاري بين السوق المشتركة لأميركا الجنوبية (ميركوسور) والاتحاد الأوروبي، وهي قضية سيتطرق إليها ماكرون وميركل في لقاء ثنائي.
وتقول وكالة الصحافة الفرنسية إن الحوار بين القادة يبدو أنه سيكون ساخنا بشأن فرض رسوم على المجموعات العملاقة للإنترنت، وإنعاش الاقتصاد العالمي والخلافات التجارية بين بكين وواشنطن غداة تبادلهما فرض رسوم جمركية.
وبشأن الملف النووي الإيراني، سيبلغ ماكرون ضيوفه بمضمون لقائه مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الذي رأى في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية أن مقترحات باريس لحلحلة الأزمة مشجعة.
وفي مواجهة هذه القضايا الراهنة الكثيرة، سيحاول المنظمون الفرنسيون الدفع قدما بملفات أخرى مثل مكافحة اللامساواة والتعليم في أفريقيا وحماية المحيطات.
ويأمل المنظمون في التوصل إلى “مبادرات ملموسة” مع القادة المدعوين مثل رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ورؤساء ست دول أفريقية.
وبالتزامن معها، تعقد منظمات مناهضة للعولمة وداعية إلى حماية البيئة قمة مضادة على الحدود الفرنسية الإسبانية، تشارك فيها منظمات مدنية ونقابات عمالية وجماعات يسارية، لمناقشة قضايا الرأسمالية وتغير المناخ والتنوع البيولوجي.
وتوقع المنظمون مشاركة نحو عشرة آلاف شخص، وتعهدوا بتنظيم احتجاجات وعقد العديد من الفعاليات المناهضة لقمة الدول السبع.
المصدر : الجزيرة + الفرنسية