توقع تقرير لوول ستريت جورنال أن يسير الجنرال المتقاعد بيني غانتس، الذي من المحتمل أن يصير زعيم إسرائيل المقبل، على طريق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو نفسه في تقوية تحالف البلد مع الولايات المتحدة وتأمين حدوده ومواجهة إيران في وقت الأزمات بالشرق الأوسط.
لكن غانتس البالغ ستين عاما -كما أشارت كاتبة التقرير فيليشيا شوارتز- قد تعهد بتوجيه مسار أكثر توحيدا للمجتمع الإسرائيلي وتقليص مكانة الدين في الحياة اليومية وتركيز قدر أقل من السلطة في يد رئيس الوزراء. وأي حكومة بقيادته، إذا ما تشكلت، يمكن أن يكون لها انعكاسات على علاقات إسرائيل باليهود الأميركيين وأي مفاوضات سلام مستقبلية مع الفلسطينيين. وأضافت أن مثل هذا التحالف سيعيد رئاسة الوزراء أيضا إلى قبضة شخصية عسكرية إسرائيلية مشهورة.
وقال غانتس إن إدارة أوباما كان في إمكانها التوصل إلى اتفاق نووي أفضل مع إيران في عام 2015، الذي انسحب منه ترامب بتحريض من نتنياهو، ولكنه بمناسبة في واشنطن العام الماضي قال أيضا إنه كان “ينظر إلى نصف الكأس الممتلئة”، أي أن الاتفاق سيبقي إيران عشر أو 15 سنة بعيدة عن امتلاك سلاح نووي “بالثمن المناسب”.
واقع جديد
ومع ذلك أيد غانتس بشدة حملة نتنياهو ضد إيران التي شنت فيها إسرائيل ضربات ضد مواقعها ومواقع حلفائها في سوريا والعراق ولبنان. وقال في وقت سابق من هذا العام في مؤتمر ميونيخ الأمني “أقف جنبا إلى جنب مع رئيس الوزراء نتنياهو في الحرب ضد العدوان الإيراني، وأنا متأكد من أنه سيفعل الشيء نفسه عندما أكون رئيسا للوزراء”.
وقال محللون إن على غانتس على الأرجح إيجاد وسيلة للحكم بطريقة ما مع حزب نتنياهو الليكود، لكن التوصل لهذا الترتيب سيكون تحديا، لأنه تعهد بعدم الجلوس مع نتنياهو في حين تعهد أعضاء الحزب بعدم التخلي عن رئيس الوزراء.
وقال أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العبرية بالقدس روفن هازان، “حجر العثرة هو إما أن يتخلص الليكود من نتنياهو أو أن يضطر غانتس لتحمله”. والاختلاف بينه وبين نتنياهو، كما قال رئيس وزراء السلطة الفلسطينية محمد اشتية يوم الثلاثاء، مثل الاختلاف “بين بيبسي كولا وكوكا كولا”.
وأشارت الصحيفة إلى ما قاله غانتس في فبراير/شباط إنه سيطرح أي انسحاب إسرائيلي من الضفة الغربية للتصويت العلني وسيتطلع إلى اتخاذ خطوات من جانب واحد إذا لم يُتوصل إلى اتفاق سلام. وقال وقتها “إذا اتضح أنه لا توجد وسيلة للوصول إلى سلام في هذا الوقت فسنشكل واقعا جديدا”.
يهود الولايات المتحدة
وذكرت الكاتبة أن غانتس يعارض الجهود الأحادية الجانب لضم أرض في الضفة الغربية، لكن بعد تعهد نتنياهو بضم غور الأردن قبل الانتخابات بعدة أيام، قال غانتس إن القطاع العريض من الأرض “هو جزء من إسرائيل للأبد”.
وأضاف التقرير أن العديد من الإسرائيليين، بمن فيهم غانتس، يعتبرون المنطقة الواقعة على الحدود الأردنية ضرورية لأمن إسرائيل، بما في ذلك أن جيشها يستطيع وقف تهريب الأسلحة هناك ومنع الهجمات الخارجية. وفي المقابل يعتبر الفلسطينيون هذه المنطقة الخصبة سلة الخبز لدولة مستقبلية.
وألمحت الصحيفة إلى أمر واحد اختلف فيه غانتس عن نتنياهو وهو غزة، حيث إنه حث على رد عسكري أشد قوة على صواريخ حماس والبالونات المشتعلة. وهو الذي قاد الجيش الإسرائيلي خلال حرب 2014 مع غزة، عندما شنت إسرائيل غارات جوية على القطاع في يوليو/تموز، وهجوما بريا لتدمير عشرات الأنفاق.
وأشار التقرير أيضا إلى تعهد غانتس بتحسين العلاقات بين يهود الولايات المتحدة وإسرائيل، التي توترت تحت حكم نتنياهو خاصة بسبب علاقته الوثيقة بالرئيس ترامب.
المصدر : وول ستريت جورنال