كشفت صحيفة “يسرائيل هيوم” أوسع الصحف انتشاراً في تل أبيب، اليوم الخميس، أن قيادة جيش الاحتلال تقر حالياً بأنه لن يكون بوسع إسرائيل مواصلة ضرب الأهداف الإيرانية في المنطقة، وتحديداً في سورية والعراق.
”
الأزمة السياسية التي تمر بها إسرائيل والأعياد اليهودية تلعب دورا في فرملة العمليات العسكرية
“
وفي تقرير أعده معلقها العسكري يوآف ليمور، قالت الصحيفة إن استراتيجية “المواجهة بين الحروب” التي في إطارها قامت إسرائيل على مدى أربع سنوات بضرب الأهداف الإيرانية في سورية والعراق قد وصلت إلى نهايتها، في أعقاب تأكد تل أبيب من أن ثقة إيران بنفسها في أعقاب “هجومها الناجح” على المنشآت النفطية السعودية تعاظمت لدرجة جعلتها تقرر الرد على أي هجوم إسرائيلي يستهدف مصالحها.
ولفت ليمور إلى أن قيادة الجيش تنطلق من افتراض مفاده أن عدم تعرض إيران لرد عسكري عقب الهجوم على المنشآت النفطية السعودية يجعلها أكثر جرأة على استهداف العمق الإسرائيلي، ردا على أي هجوم تتعرض له مصالحها.
وأضاف أن تحولاً كبيراً طرأ على استراتيجية الأمن القومي الإسرائيلي مؤخرا بشكل مفاجئ، مشيراً إلى أن “المواجهة بين الحروب”، التي كانت تمثل مركز ثقل العمل العسكري في السنوات الماضية، قد انتهت دون أن يتمكن جيش الاحتلال من بلورة بديل عنها حتى الآن.
وأشار إلى أن إسرائيل شرعت في تنفيذ استراتيجية “المواجهة بين الحروب” مطلع العقد الماضي، ووصل تطبيقها إلى ذروته أثناء الحرب الأهلية في سورية.
ونوه إلى أن إسرائيل استغلت سنوات الحرب الأهلية بتحقيق خارطة مصالحها في سورية عبر شن العمليات العسكرية التي اعتمدت بشكل أساس على الغارات الجوية، حيث هدفت إلى: منع وصول أسلحة متطورة لـ”حزب الله” في لبنان، والحيلولة دون تمكن إيران من التمركز عسكرياً في سورية، وعدم السماح للتنظيمات “الإرهابية” باستهداف العمق الإسرائيلي انطلاقاً من الحدود السورية.
وذكر ليمور أن إسرائيل صممت العمليات التي نفذتها في إطار هاته الاستراتيجية، بحيث لا تسهم في انفجار حرب في حال تم الكشف عن مسؤولية إسرائيل عنها.
وأضاف: “لم يكن يمر أسبوع في الماضي دون أن تقوم إسرائيل بشن عمليات في عمق سورية، فقد مضت الآن عدة أسابيع دون أن تنفذ إسرائيل أية عملية عسكرية في العمق السوري”.
وأشار إلى أنه على الرغم من أن الأزمة السياسية التي تمر بها إسرائيل والأعياد اليهودية التي تلعب دوراً في فرملة العمليات العسكرية، إلا أن السبب الرئيس يعود إلى إدراك القيادة العسكرية أن أي عمل عسكري ضد إيران يمكن أن يفضي حالياً إلى حرب شاملة.
ولفت إلى أن إيران قامت بالرد أربع مرات على عدد كبير من الهجمات التي استهدفت مصالحها في سورية والعراق خلال العامين الماضيين بشكل مباشر وغير مباشر.
وأوضح أن التقديرات الإسرائيلية تؤكد أن قاسم سليماني، قائد “فيلق القدس” التابع للحرس الثوري الإيراني قام بنشر قوات وعتاد متقدم في سورية والعراق واليمن، على اعتبار أن الرد على أي هجوم يستهدف مصالح إيران سيكون فورياً ومن كل هذه الجبهات.
وشدد ليمور على أن إسرائيل حالياً مطالبة ببلورة استراتيجية جديدة تمكنها من التعاطي مع التهديدات التي تمثلها إيران في المحيط.
وكان السفير الإسرائيلي الأسبق في واشنطن والنائب عن حزب الليكود، مايكل أورن، قد رسم صورة سوداوية لنتائج أية حرب يمكن أن تنشب بين إسرائيل من جهة، وكل من “حزب الله” وإيران من الجهة الأخرى.
وفي مقال نشرته مجلة “أتلانتك” الأميركية في عددها الصادر هذا الأسبوع، نوه أورن إلى أن أعضاء المجلس الوزاري المصغر لشؤون الأمن في إسرائيل اطلعوا على تقدير متشائم جداً من قيادة الجيش حول نتائج الحرب القادمة مع إيران.
وحسب أورن، فإن إسرائيل تضع في الحسبان قيام إيران باستهداف مقر وزارة الحرب الإسرائيلية في تل أبيب، رداً على تعرض أحد أهدافها الحساسة لضربة إسرائيلية.
ولفت إلى أن إسرائيل يمكن أن تقوم في أعقاب ذلك باستهداف قيادة “حزب الله” في لبنان، مما يؤذن باندلاع حرب شاملة، يسقط فيها على إسرائيل 4 آلاف صاروخ يومياً.
وأكد أن إسرائيل تنطلق من افتراض مفاده أن منظومات الدفاع الجوية التي بحوزتها ستنهار في مواجهة الهجمات الصاروخية التي ستنطلق من لبنان وسورية والعراق واليمن، مما سيجعل الجبهة الداخلية عرضة لهجمات مباشرة، مشيراً إلى أن إسرائيل كلها ستتحول إلى ساحة مواجهة.