عن أيّ أعداء يتحدث خامنئي وتابعه روحاني؟

عن أيّ أعداء يتحدث خامنئي وتابعه روحاني؟

روحاني وخامنئي تحدّثا في وقت متقارب عن نصر حققاه ضد الأعداء. ولكن عن أيّ أعداء تحدّثا؟

الإيرانيون خرجوا إلى الشارع يطالبون برحيل خامنئي وروحاني بالاسم. وها هما يعلنان انتصارهما، لقد انتصرا على الشعب، فهل الشعب الإيراني هو العدو المقصود؟

مرشد الثورة، آية الله خامنئي، ارتكب خطأ عمره، الخطأ الذي لن يغفره له الشعب الإيراني، الذي أعلن آية الله “دحره”.

كان الأجدر بخامنئي وتابعه، أن يعلنا الحرب على الجوع، الذي تسببت به سياساتهما المبنية على التوسع والعدوان، والتي ألقت بإيران في أزمة اقتصادية غير مسبوقة.

بسبب الجوع والفقر خرج الإيرانيون إلى الشارع، ولن يعودوا إلى منازلهم حتى تزول مسبّبات الفقر ومسبّبات الجوع.

“لو كان الفقر رجلا لقتلته” عبارة تنسب للإمام على بن أبي طالب. ما رأي مرشد الثورة وتابعه، هل هما مستعدان لمواجهة الفقر، وقتل المتسبّبين به.

الجواب جاهز، الشيطان الأكبر، الولايات المتحدة الأميركية، هي من تسبب بالأزمة الاقتصادية التي تعاني منها إيران، ومعها كل من سولت له نفسه بتحدي سلطة آيات الله. ولهذا السبب لم يخجل خامنئي ومعه روحاني من الإعلان عن دحر العدو.

الإيرانيون دخلوا مرحلة طرح الأسئلة، ولن يوقفهم شيء قبل الوصول إلى الأجوبة.

لماذا يجد 80 مليون إيراني، اليوم، صعوبة في الحصول على الغذاء والدواء ومستلزمات الحياة اليومية؟

ولماذا تخطّى سعر صرف العملة الإيرانية 140 ألف ريال للدولار، بعد أن كان السعر 32 ألفا عند إبرام الاتفاق النووي عام 2015؟

ولماذا فقد الكثير من الإيرانيين مدخراتهم؟

لماذا أصبح ربع الشباب الايراني في البلاد عاطلا عن العمل، وفقا لمركز الإحصاء الإيراني؟

لماذا أصبح المستقبل أمام الشباب مجهولا، ولم يعد أمامهم من خيار سوى مغادرة إيران، بمختلف السبل، وبناء حياة في الخارج؟

لماذا ينظر لإيران اليوم على أنها مصدر للإرهاب، بعد أن كانت مصدرا للإشعاع الحضاري والثقافي؟

الجواب بسيط، للمرة الألف هو الشيطان الأكبر، الولايات المتحدة الأميركية، التي تستهدف إيران وتخطط لتدميرها.

من سوء حظ آيات الله أن الايرانيين توقفوا منذ زمن عن ابتلاع الكذبة، وباتوا يدركون أن أصل المشكلة في حكامهم، الذين يصرون على استعداء كل من يقف بينهم وبين طموحاتهم.

صحيح، أن الولايات المتحدة تشن أشرس حرب اقتصادية في تاريخ البشرية على إيران لإخضاعها وإحداث “تغيير جذري في سلوكها”، وهذا كما جاء على لسان مسؤولين أميركيين.

لكن الصحيح أيضا، أن السبب في هذه الحرب الاقتصادية الشرسة هو السلوك العدواني لحكام طهران مع دول الجوار، وسعيهم المحموم لتطوير سلاح نووي، يخشى العالم أن تمتلكه طهران يوما وتهدّد به جيرانها.

استطاع ملالي إيران أن يخدعوا شعبهم يوما، عندما أقنعوه أنه مركز الكون، وأن لديه رسالة سماوية يبلغها للعالم، وقتها كان الإيرانيون يعيشون في وفرة مادية أمّنها لهم النفط والغاز.

عندما انتصرت الثورة الإسلامية في إيران كانت ميزانية الحكومة تعتمد على صادرات البترول ومشتقاته بنسبة تبلغ 90 بالمئة. وباءت كل محاولات الحكومات اللاحقة لتخفيف الاعتماد على صادرات البترول، خلال السنوات التي تلت الثورة الإسلامية، بالفشل.

ومع تراجع أسعار النفط، والحصار الذي تفرضه الولايات المتحدة، جاع الإيرانيون، واستفاقوا من الكذبة، ولأن الجوع، كما يقولون، كافر… كفر الإيرانيون بحكامهم.

لن يستطيع مرشد الثورة الإيرانية وتابعه روحاني، دحر الأعداء، ببساطة لأن الشعوب لا يمكن دحرها.

العرب