25أبريل: السعودية تبدأ “عصر ما بعد النفط”.. ومصر تسعى لـ”مرحلة مابعد السيسي”

25أبريل: السعودية تبدأ “عصر ما بعد النفط”.. ومصر تسعى لـ”مرحلة مابعد السيسي”

iraq-oil-fields-afp-e1430228170226

ربما تكون المصادفة وحدها التي جعلت من يوم الاثنين، الموافق 25 أبريل، موعدًا لإعلان تحولات اقتصادية كبرى يترقبها الشعب السعودي، والخطة الشاملة لإعداد المملكة لعصر ما بعد النفط، وهي الخطة التي يقودها ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، نجل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وهو اليوم نفسه الذي حددته القوى الثورية والوطنية، المعارضة لرئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي، للنزول في تظاهرات والدعوة لاحتجاجات شعبية، أطلق عليه عدد من النشطاء والقوى الداعية لها، “موجة ثورية جديدة”، بعد تظاهرات “الأرض هي العرض”، التي اندلعت 15 أبريل الماضي، احتجاجًا على اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين السعودية ومصر، والتي بمقتضاها أعلن مجلس الوزراء المصري التنازل عن جزيرتي “صنافير وتيران” للسعودية لأنهما ملكًا لها، فماذا يخبئ 25 أبريل للشعبين السعودي والمصري؟ وماذا يقول التاريخ عما حدث من سوابق في هذا اليوم؟

25 أبريل، هو اليوم الخامس والعشرون من الشهر الرابع من السنة، واليوم الخامس عشر بعد المئة (115) من السنوات البسيطة، أو اليوم السادس عشر بعد المئة (116) من السنوات الكبيسة، وفقًا للتقويم الميلادي، ويبقى بعده 250 يوما لانتهاء السنة، وقد سجل التاريخ وقوع أحداث كبيرة في مثل هذا اليوم غيرت “بعض” المعالم في العالم.

نشيد الثورة الفرنسية

ففي 25 أبريل من عام 1792، وضع نشيد الثورة الفرنسية “لامارسييز”، وشهد إعدام قاطع الطريق الفرنسي نيكولا جاك بيليتييه ليدخل التاريخ كأول شخص يُعدم بالمقصلة، وفي 25 أبريل عام 1920، التوقيع على مقررات مؤتمر سان ريمو، وفي نفس اليوم عام 1926 ظهور أول آلة بيع آلية وذلك لبيع بطاقات الدخول ألمانية الصنع في اليابان، أما في 25 أبريل عام 1945، اجتمع مندوبو 45 دولة في سان فرانسيسكو لوضع أسس وميثاق هيئة الأمم المتحدة، وفي 25 أبريل 1955 أعلن عن قيام حركة عدم الانحياز على يد جمال عبد الناصر، وجوزيف بروز تيتو، وجواهر لال نهرو، في مؤتمر باندونغ المنعقد في إندونيسيا، وفي نفس اليوم عام 1979 التصديق على وثائق معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، وفي عام 1980 في نفس اليوم إتمام الانسحاب الإسرائيلي من سيناء حسب اتفاقية كامب ديفيد، وفي نفس اليوم من عام 2015، زلزال نيبال البالغة قوته 7.9 درجات يوقع أكثر من 6500 قتيل ويخلف خسائر جسيمة.

“يوم تحرير سيناء”

في مصر اختارت القوى الثورية والوطنية المعارضة 25 يناير للتظاهرات، بمناسبة “يوم تحرير سيناء”، ولقد رأت فيه المعارضة للسيسي الموعد المناسب للدعوة للتظاهرات، التي بدأت تتطور من الاحتجاج على التنازل على جزيرتي “تيران وصنافير” للسعودية، إلى الدعوة لإسقاط النظام، والعودة إلى شعارات ثورة 25 يناير و”جمعة الغضب”، التي كانت بمثابة التحول في المسار الثوري من الاحتجاج لرفض التمديد للرئيس مبارك ورفض التوريث “لا للتمديد .. لا للتوريث”، إلى “ارحل ..ارحل .. ارحل”، الشعار الذي رددته الملايين في الميادين، لينهي حكم مبارك بالتنحي في 11 فبراير 2011م.

 نهاية حكم السيسي

والحديث الآن لدى “بعض” الشرائح في الشارع المصري -خصوصًا بين القوى المعارضة-، عن نهاية حكم السيسي، وأعطت دفعة التظاهرات التي شهدتها بعض المناطق في القاهرة والجيزة والإسكندرية، وعدد من المحافظات الأخرى، الأمل والتفاؤل بين معارضي السيسي، باهتزاز النظام، في ظل الأزمات الاقتصادية الطاحنة، وتدهور قيمة الجنيه المصري مقابل الدولار الأمريكي، بشكل لم يسبق له مثيل، وتحذيرات من وصول الدولار إلى 14 جنيهًا مصريًا، وانعكاسات ذلك على ارتفاع الأسعار، إضافة إلى تدهور مستوى المعيشة، وسوء الخدمات، والشكوى من فشل النظام في حل مشكلات البطالة وارتفاع معدلات التضخم، والعجز الضخم في الموازنة، والحديث عن هروب الشركات الاستثمارية، وانفلات الأوضاع في سيناء، واستهداف قوات الشرطة والجيش من قبل الجماعات المسلحة، وسقوط ضحايا يوميًا من الضباط والجنود، بوتيرة متزايدة، والحديث عن أن “سيناء خارج السيطرة”؟

ارتفاع فاتورة الحروب

25 أبريل، في السعودية، جاء مفاجئًا، ولكن كانت له مقدمات بالحديث عن التحول في الاقتصاد الوطني، والخطط البديلة، وما يستتبع ذلك من قرارات مؤلمة، بعد تسجيل العجز في  الموازنة بـ 623 مليار ريال، والسحب من الاحتياطي النقدي، وارتفاع فاتورة الحروب التي دحلت فيها المملكة من الحرب الدولية ضد “تنظيم الدولة الإسلامية”، إلى “عاصفة الحزم” والحرب ضد الحوثيين وبقايا قوات المخلوع علي عبد الله صالح، إلى إعلان التحالف العسكري الإسلامي، والاستعدادات العسكرية للتدخل في سوريا، وصفقات الأسلحة التي تجاوزت الـ 80 مليار دولار في العام الماضي، مما جعل المملكة تتصدر قائمة مستوردي الأسلحة في العالم، ولكن السبب الأهم هو الانخفاض الكبير في أسعار النفط المورد الأساسي للدخل في السعودية، والذي يمثل 90% من الدخل، وفشل سياسات البحث عن بديل  طوال الأعوام الماضية، حتى مع اللجوء إلى القلاع الصناعية في الجبيل وينبع، والصناعات التحويلية.

الحساب الرسمي للرؤية

في حساب على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” تم تدشين، الحساب الرسمي للرؤية السعودية 2030، والذي سيعلن تفاصيله غدًا الاثنين ٢٥ أبريل الجاري.، وبدأ الحساب الذي تم توثيقه بالبسملة في تغريدة قال فيها: “‏بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين”، قبل أن يلحقها بتغريدة شملت وسما لرؤية المملكة 2030، ووعد الحساب متابعيه بالانطلاقة في تاريخ ٢٥ أبريل الجاري وهو الموعد المحدد لإعلان الرؤية رسميًا، حيث قال “موعدنا معكم ٢٥ أبريل إن شاء الله”، وكان الأمير محمد بن سلمان، أكد في تصريحات سابقة أن السعودية ستعلن خطة شاملة لإعداد المملكة لعصر ما بعد النفط في الخامس والعشرين من هذا الشهر، وقال: “الرؤية المستقبلية للمملكة العربية السعودية” ستشمل العديد من البرامج التنموية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها من البرامج، وأضاف: أحد عناصر هذه “الرؤية” هو برنامج التحول الوطني، والذي سيتم إطلاقه بعد شهر أو 45 يوماً عقب إعلان “الرؤية المستقبلية للسعودية” هذا الشهر.

حساب “رؤية السعودية 2030” سجل خلال ثلاثة أيام 217الف متابع، وحظيت أول تغريدة في الحساب والتي لم تتعدَ البسملة “بسم الله الرحمن الرحيم” بأكثر من 12 ألف ريتويت، و2400 إعجاب؛ الأمر الذي يتوقع أن يقفز عدد المتابعين للحساب أعداد كبيرة بمجرد البدء في إعلان التفاصيل.

 “سيد كل شيء”.. والملك القادم

في مقابلة موقع “بلومبيرغ” الاقتصادي، تحدث الأمير محمد بن سلمان عن المشروع التريليونَيْ دولار أمريكي لنقل اقتصاد السعودية بعيدًا عن النفط، وقد وصف محرر “بلومبيرغ” محمد بن سلمان بأنه “سيد كل شيء”، أو الملك القادم، وقال “بن سلمان” أن “الرؤية المستقبلية للملكة العربية السعودية” ستشمل العديد من البرامج التنموية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها من البرامج، وأن أحد عناصر هذه “الرؤية” هو برنامج التحول الوطني، ومن عناصر هذه “الرؤية “خطة تحويل أرامكو السعودية من شركة للنفط إلى شركة للطاقة والكتل الصناعية”، وصندوق الاستثمارات العامة.

كل هذه العناصر أمثلة على  جزء من الرؤية المستقبلية الشاملة للملكة العربية، وستقوم السعودية ببيع أقل من 5% من أرامكو الأم في طرح أولي عام يمكن ان يتم خلال العام القادم، وسيتم نقل الشركة الى صندوق الاستثمارات العامة والذي “سيتولى تقنيا جعل الاستثمارات مصدر الدخل لإيرادات الحكومة السعودية لا النفط” بحسب ما صرح به الأمير في المقابلة السابقة، وسيقوم الصندوق فيما بعد بلعب دورٍ رئيسٍ في الاقتصاد من خلال استثماره في الداخل والخارج، ويعتزم صندوق الاستثمارات العامة زيادة حصة الاستثمارات الأجنبية الى ما يقارب 50% من الصندوق بنهاية عام 2020 من 5% حاليا باستثناء ارامكو.

تفاؤل وتوجس

ووسط حالة من التفاؤل لخطط مستقبل السعودية ما بعد النفط، هناك حالة من “التوجس” من الاندفاع القوي في اتجاه الخصخصة وبيع أسهم من شركة ارامكو، وتداعيات رفع الدعم على الشرائح الفقيرة والمتوسطة، والذي بدأ برفع الدعم الجزئي عن المحروقات وأسعار المياه والكهرباء، وجاري رفع سعر الخدمات الحكومية، وكان آخرها صدور المرسوم الملكي، الذي يقضي بتعديل المادة (الثانية عشرة) من نظام وثائق السفر، وتضمن تحصيل رسوم وثائق السفر التي تصدر وفق هذا النظام على النحو الآتي:(ستون) ريالاً على أساس سنوي لرسم إصدار جواز السفر، أو تجديده، (خمسون) ريالاً عن إصدار تذكرة المرور، وكان مجلس الشورى قد وافق في جلسته التي عُقدت في الأول من فبراير من العام الجاري على تعديل رسوم إصدار جوازات السفر؛ ليتم تحصيل ستين ريالاً “على أساس سنوي” لرسم إصدار جواز السفر أو تجديده، وخمسين ريالاً عن إصدار تذكرة المرور، وذلك بعد تعديل مدة صلاحية جواز السفر؛ لتكون (عشر سنوات) بدلاً من (خمس سنوات) لمن أتم عشرين عامًا.

أمراء وقوى جديدة داخل العائلة

صحيفة “الفاينانشيال تايمز”، أكدت أن المملكة العربية السعودية، أكبر منتج للنفط في العالم، سمحت لأسعار النفط العالمية بالتراجع خلال العامين المنصرمين بإشراف وزير النفط علي النعيم، ولكن هناك أمراء وقوى جديدة داخل العائلة المالكة، أصبحوا يتدخلون في سياسات المملكة بخصوص النفط، وهو ما ترى أنه كان واضحًا خلال اجتماعات الدوحة الأخيرة.

وقالت الجريدة في تقرير لها بعنوان “قوة جديدة في السعودية تدخل حرب أسعار النفط”، أن المملكة كانت قاب قوسين أو أدنى من توقيع اتفاق مع الدول الرئيسية المنتجة للنفط سواء كانت من أعضاء تجمع الدول المصدرة للنفط “أوبك” أو خارجه مثل روسيا، وكلها حضرت مؤتمر الدوحة لمحاولة كبح جماح أسعار النفط المتهاوية.

“الفاينانشيال تايمز” أكدت ان الاتفاق كان يقضي بتقليل المملكة من الانتاج اليومي للنفط ضمن مجموعة الدول الحاضرة لكن قبل قليل من التوقيع أصر أمير بارز في الرياض على أن تكون إيران مشاركة في أي اتفاقية لتخفيض الانتاج حتى تشارك فيه المملكة، وهو ما أدى إلى انهيار الاتفاق وفشل الاجتماع بأسره، وتخلص الجريدة إلى أن أبرز ما كان ملاحظا في قمة الدوحة أن ولي ولي العهد السعودي ونجل الملك الأمير محمد بن سلمان البالغ من العمر 30 عامًا أصبحت له اليد العليا في سياسات المملكة النفطية حتى أنه نحى الخبير علي النعيمي جانبًا، وتضيف أن بن سلمان، الذي ترى أنه الإبن المفضل للملك، قام بوضوح بتسييس ملف النفط وهو الأمر الذي كان النعيمي يتجنبه دومًا، لكن بن سلمان يسعى لسد أي مخرج أمام إيران، التي خرجت مؤخرًا من حقبة طويلة من العقوبات الدولية، لاستعادة عافيتها الاقتصادية.

سياسات السعودية النفطية

وتشير “الفاينانشيال تايمز”، إلى أن بن سلمان قال صراحة إنه لا يهتم بأسعار النفط بل أنه لوح أكثر من مرة بورقة زيادة الإنتاج لخفض الأسعار بشكل أكبر و”سحق المنافسين”، وتعتبر الجريدة أن هذه القوى الجديدة في سياسات السعودية النفطية هي أمر لم يكن متوقعًا أبدًا في الأسواق العالمية التي تترصد أسعار الخام وبالتالي لا يمكن التوقع بما سيحدث لاحقًا.

 توترات وقلق وتشدد أمني

في مصر توترات وقلق وتشدد أمني، ومداهمات واعتقالات شملت العناصر النشطة من “حركة 6 أبريل” و”الاشتراكيين الثوريين” و”مصر القوية”، وبالطبع جماعة الإخوان المسلمين التي يتجاوز عدد معتقليها في السجون الـ 40 ألف معتقل ومسجون، وسط تضارب في التصريحات والتوقعات من المعارضة والنشطاء بشأن مستقبل “السيسي” ونظامه، فهناك حديث عن أزمة بين السيسي والجيش، وأن هناك مخطط لتنحيته، ويتردد اسمان أساسيان، الأول هو وزير الدفاع صبحي صدقي، والثاني هو سامي عنان، رئيس الأركان وقت ثورة يناير.

“الشعب يريد إسقاط النظام”

صحيفة “الفايننشال تايمز”، نشرت  تقريرًا من القاهرة عن ردود الفعل الشعبية والإعلامية في مصر على صفقة جزيرتي تيران وصنافير مع السعودية، وقالت إن تسليم الجزيرتين للسعودية أثار موجة غضب في الوسط السياسي المصري، إذ خرج الآلاف في وسط القاهرة، احتجاجًا على القرار، على الرغم من القانون الذي يمنع التظاهر، وردد المحتجون شعارات اشتهرت خلال الثورة، منها “الشعب يريد إسقاط النظام”، وقالت إن عبد الفتاح السيسي، بدأ يواجه غضبًا شعبيًا متزايدًا واحتجاجًا على حكمه، وأن الغضب والاستياء الشعبي مرده في الغالب إلى الاقتصاد المتهالك، والضربة التي تلقتها السياحة بعد الهجوم الإرهابي الذي استهدف طائرة روسية، وكذا تراجع سعر صرف العملة المصرية مقابل الدولار، على الرغم من خفض قيمتها، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار، إضافة إلى الأزمة مع إيطاليا بسبب مقتل الطالب، جوليو ريجيني، الذي عثر على جثته وبها آثار تعذيب، في فبراير/ شباط، وما أعقبها من اتهامات تنفيها الحكومة، بأن الأجهزة الأمنية هي التي قتلته.

يتجاهل الانتقادات

وتقول الصحيفة إن السيسي يتجاهل الانتقادات، ويتهم جماعة الإخوان المسلمين بأنها تشكك في إنجازاته، وتشحن الرأي العام ضده في مواقع التواصل الاجتماعي، بحجب الحقيقة وتزوير الواقع، مثلما فعل خطاب بثه التلفزيون الأسبوع الماضي، ولكن التعبير عن الشعور القومي، حسب صالح، كان قويًا إلى درجة أن رئيس تحرير صحيفة الأهرام الحكومية نشر مقالاً عل صفحته في “فيسبوك” ينتقد فيه صفقة الجزيرتين، ويؤكد أنهما مصريتان.

عودة “زوار الفجر”

الحديث عن “زوار الفجر” بعد الهجمة الشرسة التي شنتها وزارة الداخلية على النشطاء السياسيين، وعمليات القبض العشوائي على الشباب قبل تظاهرات الـ25 من أبريل لرفض التنازل عن تيران وصنافير للسعودية، والهجمة الأمنية المشددة حيث داهمت قوات الأمن الوطني ووزارة الداخلية منازل عدد من النشطاء السياسيين والمحامين الحقوقيين بعد صدور أوامر بضبطهم وإحضارهم، دون إبداء أي أسباب منهم “عمرو بدر”، الناشط السياسي ورئيس تحرير “بوابة يناير” حيث  قامت قوات الأمن الوطني بمداهمة منزله ولكنه كان بالخارج وقاموا بتفتيشه، كذلك قال “محمود السقا” الصحفي بـ”بوابة يناير”، إن قوات الأمن قامت بمداهمة منزله وتهديد شقيقه وأهله، وأعلن “زيزو عبده” القيادي بحركة شباب 6 أبريل، وجبهة طريق الثورة، أن قوات “الأمن الوطني” قامت بتفتيش ومداهمة منزله في نفس الوقت الذى اجتاحت فيه قوات الشرطة بإلقاء القبض على النشطاء السياسيين قبل تظاهرات الأرض، وأضاف “عبده” على صفحته الشخصية في رسالة لجميع القوى السياسية والثورية إلى ضرورة التفاعل والخروج ببيان جماعة لكل من شارك في جمعة “الأرض هي العرض” الهدف منه ضم أسمائنا جنبًا إلى جنب الشباب المُعتَقل في نفس القضية المقيدون على خلفيتها والذهاب إلى النيابة المختصة وطلب ذلك.

“حركة شباب 6 أبريل”

“حركة شباب 6 أبريل”، أدانت الحملة الأمنية التي شنتها وزارة الداخلية، على القوى الثورية من اعتقالات ومداهمات واصفة إياها بـ”المسعورة”، التي تحاول أن تجهض تحركات التظاهر في يوم الـ25 من أبريل الجاري اعتراضًا على التنازل عن جزيرتي “صنافير وتيران”، وأضافت الحركة في بيان لها “لقد بات واضحًا للجميع أن النظام الحاكم يحاول تصفية الشباب والكيانات المنحازة للشعب وحقوقه، والتي تكشف أكاذيبه وفساده ووجه القبيح وتقف أمام تفريطه في أراضي وثروات البلاد مقابل الدعم المالي والسياسي من الأنظمة التي تدعمه.

الشباب المصري الرافض

وندد”6 أبريل” باعتقال الشباب المصري الرافض للتفريط في الأرض، وعودة زوار الفجر بهذا الشكل الذي وصفته بـ”الفج” كالعصابات التي تعمل خارج القانون، وتطالب بالإفراج الفوري عن كل من تم اعتقاله وتحمل النظام الحاكم مسئولية سلامتهم مؤكدين أن غطاء الحراك السياسي هو السخط الشعبي الواضح في كل مصر، لأن النظام الحاكم تجاوز كل الخطوط الحمراء في مقابل الحفاظ على أركان حكمه المتهاوية، مؤكدة أن التحرك الشعبي الرافض لبيع أرض الوطن مستمر، وأصبح النزول يوم ٢٥ أبريل واجب وطني على كل مصري، ولن نهدأ ولن نصمت ولن نتوقف عن قول الحق في وجه نظام ديكتاتوري فاشي مستبد يفرط في أرض الوطن وثرواته.

سلطة معادية بكل المعاني والسياسات

الناشط الحقوقي، الدكتور محمد عصمت سيف الدولة، أكد أنه من الممكن إعطاء عشرات التوصيفات للسيسي وسلطته، أحد هذه التوصيفات أنه مُعادٍ للشباب. فما معنى أن تصدر رئاسة الجمهورية بيانًا تنفى فيه نيتها التعرض لمظاهرات ٢٥ إبريل، وقبل أن يمر ٢٤ ساعة تنقض أجهزتها الأمنية لتطارد وتعتقل الشباب في المقاهي والشوارع والبيوت؟ معنى ذلك أنها تضللهم، حتى إذا اطمأنوا، تغدر بهم، وتقبض عليهم. مؤكدًا أنها سلطة معادية بكل المعاني والسياسات والمواقف للشباب، فهي تنتقم منهم، والسبب تجرؤهم على تفجير ثورة يناير. إنها تعيش كابوس تكرار ثورة يناير، وهي على استعداد لأن تضحي بآلاف مؤلفة من المصريين قتلًا أو اعتقالًا؛ لتحول دون تكرارها مرة أخرى.

رفض كل أشكال الاستبداد

“سيف الدولة”، أضاف قائلا: إن الشباب يرفض كل أشكال الاستبداد في كل المستويات، بدءًا بالاستبداد في الأسرة أو المدرسة أو الكلية، وانتهاءً بالاستبداد من رجل الشرطة وأجهزة السلطة، وحتى الاستبداد في الأحزاب والتنظيمات السياسية يرفضه. مؤكدًا أنه يستعصي على الاحتواء والإخضاع والكسر والترويض، كما أنه يكره المواءمات، ولا يباع ولا يشترى مثل كثيرين في الحياة العامة، ولن يقبل إلا بالمشاركة الحقيقية والحرية الكاملة وأقل قدر من القيود، لافتًا إلى أن هذا من رابع المستحيلات في ظل السلطة الحالية؛ ولذلك فهو مستهدف منها أيًّا كانت هويته أو مرجعيته الفكرية والسياسية. فأي شاب وطني نشط وثائر هو خطر عليها، مشيرًا إلى أن السيسي ونظامه يدركون هذه الحقيقة؛ ولذلك يبذلون قصارى جهدهم لصناعة تيار شباب بديل، مُوالٍ ومُهادن وتابع لهم، ينتقون عناصره بواسطة الأجهزة الأمنية، ويشكلون منه الأحزاب وبرامج التدريب، ويصدرونه للكاميرات وللإعلام، ويدعونه في لقاءات السيسي، ويحجزون له أبرز المقاعد.

عبد اللطيف التركي – التقرير