القوى المتصارعة بسوريا تتنافس على مثلث الموت

القوى المتصارعة بسوريا تتنافس على مثلث الموت


دمشق – يستمر التنافس بين الولايات المتحدة الأميركية من جهة والنظام السوري وداعميه الإيرانيين من جهة ثانية على أشده للسيطرة على المثلث الحدودي السوري- الأردني- العراقي، بالنظر إلى أهميته الجيوسياسية، وتأثيره الكبير على الحل النهائي في البلاد.

ولا يبدو أن الضربة التي تلقاها النظام في 8 مايو الجاري عبر مقاتلات أميركية ردعته عن هدفه بالتقدم صوب هذا المحور.

وتؤكد أوساط قريبة من دمشق أن الجيش السوري والميليشيات الإيرانية التي تؤازره يستمران في التقدم في جنوب شرق البلاد حيث أنهما باتا على بعد 30 كلم من قاعدة التنف (تبعد 20 كلم على الحدود العراقية) التي توجد فيها قوات أميركية وبريطانية ونرويجية وفصائل من المعارضة السورية.

وهناك على ما يبدو ضوء أخضر روسي للنظام وتلك الميليشيات، وهو ما عكسته تصريحات وزير الخارجية سيرجي لافروف الثلاثاء والتي حذر من خلالها من مقاربات لتقسيم سوريا في إشارة إلى التحركات الأميركية في هذا الشطر.

وقال لافروف “لا يمكننا حل قضايا سوريا عبر تقديم مقاربات تقسم البلاد بدلا من توحيدها، ولا سيما إذا كانت تلك المقاربات تقسم البلاد طائفيا عن قصد أو غير قصد”.

وقبلها كانت موسكو قد أبدت استياء من الغارة الأميركية التي استهدفت القوات السورية التي اقتربت من قاعدة التنف، وأكدت في وقت لاحق أنها تلقت تعهدا من واشنطن بعدم تكرارها.

وفي مقابل تقدم النظام السريع باتجاه المثلث الحدودي عززت الولايات المتحدة من حضورها العسكري في هذه الرقعة الجغرافية حيث أكدت صحيفة “إيزفيستيا” الروسية أن واشنطن ولندن أرسلتا خلال يومي 20 و21 مايو 150 عسكريا من قواتهما الخاصة مجهزين بكامل العتاد القتالي، وكلفوا بدعم فصائل المعارضة في هذه المنطقة.

ويشكل هذا المثلث أهمية خاصة بالنسبة للنظام السوري فعبره تمر إمدادات الأسلحة للميليشات التي تقاتل معه، فضلا عن أنه جد استراتيجي بالنسبة للمشروع الإيراني الذي يهدف إلى مد حزام أمني ينطلق من العراق مرورا بسوريا وصولا إلى لبنان.

وحسب كبير الباحثين في مركز الدراسات العربية في معهد الاستشراق، قسطنطين تروفيتسيف، فإن الوضع في جنوب – شرق سوريا متوتر جدا، ويتفاقم أكثر لعدم وضوح خطط الجانبين.

العرب اللندنية