مشروع قطري ضخم لتربية الأبقار في صحراء الجزائر

مشروع قطري ضخم لتربية الأبقار في صحراء الجزائر

الجزائر – أُعلن في الجزائر عن توقيع وزارتي الزراعة في الجزائر وقطر على اتفاق ضخم قدر بثلاثة مليارات ونصف مليار دولار، لإنجاز قطب زراعي في الجنوب بهدف إنتاج مسحوق الحليب واللحوم والألبان ومشتقاتها.

ويثير المشروع في الشارع الجزائري التساؤل عن جدوى تربية الأبقار في منطقة صحراوية يسودها المناخ الجاف وقلة الأمطار، وهو ما قد يؤثر في القدرة على التحمل لدى الأبقار وصعوبة تحقيق النتائج الواعدة التي أشار إليها الاتفاق.

وتعتبر محافظة أدرار الجنوبية، التي ستحتضن المشروع، من بين أسخن المناطق في الجزائر خاصة خلال فترة الصيف التي تمتد من شهر مارس إلى غاية شهر أكتوبر، وهو ما أثار التساؤل عن مدى قدرة المشروع الحيواني على التكيف مع الظروف المناخية.

المشروع يثير في الشارع الجزائري التساؤل عن جدوى تربية الأبقار في منطقة صحراوية يسودها المناخ الجاف وقلة الأمطار

ومن المزمع أن يكون المشروع على مساحة 117 ألف هكتار، مكونة من ثلاثة أقطاب، حيث يحتوي كل منها مزرعة لإنتاج الحبوب والأعلاف، وأخرى لتربية الأبقار وإنتاج الحليب واللحوم، ومصنع لإنتاج مسحوق الحليب.

وسيسمح المشروع بإنتاج 50 في المئة من حاجة الجزائر إلى مسحوق الحليب محليا، إضافة إلى تزويد السوق المحلية باللحوم الحمراء، والمساهمة في رفع عدد رؤوس القطيع الوطني من الأبقار، وسيوفر نحو خمسة آلاف منصب شغل، على أن يتم توسيعه تدريجيا في عدد من محافظات الجمهورية.

ويعد هذا المشروع هو الأول من نوعه بين البلدين بهذا الحجم، حيث فاقت كلفته مشروع الشراكة الجزائرية – القطرية لإنتاج الصلب في محافظة جيجل شمال البلاد.

وتشجعت الحكومة الجزائرية بالمؤشرات الإيجابية التي حققها القطاع الزراعي في محافظات جنوبية كوادي سوف وبسكرة، اللتين تحولتا في السنوات الأخيرة إلى سلة غذاء الجزائريين، ولو أن المناخ يطرح علامة استفهام كبيرة حول مدى نجاح تربية الأبقار وإنتاج مشتقات الحليب والألبان في محافظة أدرار.

وسعت الجزائر إلى التغلب على ندرة مياه الأمطار في الصحراء بالاعتماد على المياه الجوفية في الصحراء الشرقية والجنوبية للبلاد بهدف تنفيذ المشاريع الزراعية، حيث باتت الصحراء مصدرا لحاجيات السوق المحلية من الخضر والفواكه والحبوب، غير أن تجربة تربية الحيوانات تبقى نادرة في المنطقة بالنسبة إلى القطاع الخاص.

ويعكس حضور المسؤولين الحكوميين الاتفاقَ بشكل مكثف مدى ما تبديه الجزائر من اهتمام بهذا المشروع لتحقيق اكتفاء ذاتي من مسحوق الحليب واللحوم والأجبان بعدما ظلت تشكل وارداتها عبئا على الخزينة العمومية، حيث تقدر كلفة استيراد بودرة الحليب وحدها بنحو ثلاثة مليارات دولار سنويا، وهو ما حاولت عقلنته بتدابير تخفيض وتحكم، إلا أن الأمر تحول إلى نقص في تزويد السوق المحلية، ما فتح على الحكومة باب الانتقادات في السنوات الأخيرة.

وحسب برقية لوكالة الأنباء الرسمية استفاد مشروع “بلدنا” لإنتاج مسحوق الحليب من تحفيزات من جانب العقار والمرافقة والتمويل، إلى جانب مزايا أخرى يتيحها قانون الاستثمار الجديد، فضلا عن التسهيلات الإضافية التي أقرتها الدولة مؤخرا لفائدة كبار المتعاملين الراغبين في الاستثمار في المجال الزراعي بالمحافظات الجنوبية.

وذكر وزير الفلاحة والتنمية الريفية الجزائري يوسف شرفة أن المشروع يندرج في إطار إستراتيجية الدولة لتعزيز الأمن الغذائي في البلاد، ويأتي لتفعيل علاقات الشراكة المتميزة التي تربط الجزائر بقطر.

ومن جهته أكد وزير المالية لعزيز فايد على “الدعم الكامل الممنوح من الدولة لهذا المشروع الذي من شأنه تطوير استثمار فلاحي بحجم غير مسبوق، من حيث الكلفة ومناصب الشغل، بالنظر إلى طبيعة منتجات المشروع وأهميتها في استهلاك المواطن، والأثر الاقتصادي والاجتماعي على الولايات (المحافظات) الجنوبية، ومساهمته في تقليص كبير لواردات الحليب، وبالتالي توفير العملة الصعبة، وكذلك اكتساب تكنولوجيات وخبرات حديثة في مجال الفلاحة وإدارة المشاريع”.

العرب