وقف القتال جنوب سوريا مدعاة للشك

وقف القتال جنوب سوريا مدعاة للشك

دمشق – أعلن الجيش السوري الاثنين، عن وقف الأعمال القتالية جنوب سوريا حتى الخميس بما في ذلك محافظة القنيطرة، في خطوة شككت فيها فصائل المعارضة.

ويأتي القرار عشية انطلاق الجولة الخامسة من مفاوضات أستانة، والتي ستركز على البحث في ترسيم حدود “مناطق خفض التوتر”، ونشر قوات مراقبة، وتعزيز وقف إطلاق النار.

وكانت الجولة الماضية التي انعقدت في العاصمة الكازخستانية قبل شهرين تقريبا قد شهدت توقيع كل من روسيا وتركيا وإيران على وثيقة خفض التصعيد في مناطق محددة من سوريا، بيد أن الوثيقة لاقت تحفظات من قبل الولايات المتحدة والمعارضة السورية لجهة الدور الإيراني.

وقالت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة في بيان نشره التلفزيون الرسمي إن وقف الأعمال القتالية دخل حيز التنفيذ اعتبارا من الساعة 12:00 (09:00 بتوقيت غرينتش) الأحد، والهدف منه “دعم العملية السلمية والمصالحات الوطنية” وهو ثاني وقف أحادي الجانب لإطلاق النار في أقل من شهر.

وأعلن الجيش في 17 يونيو الماضي وقفا لإطلاق النار لمدة 48 ساعة لم يشمل سوى مدينة درعا الجنوبية، وسرعان ما انهارت تلك الهدنة التي كان يعول على تمديدها بعد المناوشات التي جدت بين قوات سوريا الديمقراطية المدعومة أميركيا والجيش السوري والميليشيات الموالية له في الرقة (شمال شرق سوريا) والتي انتهت بإسقاط الولايات المتحدة مقاتلة سورية من طراز “سوخوي”.

ويرى مقربون من النظام أن وقف الأعمال القتالية في الجنوب خطوة تعكس حسن نوايا دمشق، قبيل جولة أستانة.

وفي المقابل شكك المتحدث باسم الجبهة الجنوبية وهي تحالف لفصائل في الجيش الحر، في أن يوقف الجيش السوري وحلفاؤه الهجمات. وقال الرائد عصام الريس المتحدث باسم الجبهة الجنوبية “الجيش الحر يشكك بشكل كبير في مصداقية النظام في وقف إطلاق النار. سيكون شبيها بالسابق”.

ويمد الإعلان الأخير وقف الأعمال القتالية من درعا إلى منطقة جنوب سوريا بأكملها بما في ذلك محافظة القنيطرة التي تقع بجنوب غرب البلاد قرب الحدود مع إسرائيل ومحافظة السويداء بجنوب شرق البلاد.

ويرى متابعون أنه بغض النظر عن دوافع النظام من إعلان وقف إطلاق النار المؤقت، فإنه من الثابت أن ذلك لن يفضي إلى أي تحسن في المشهد، في ظل عدم وصول الجانبين الروسي والأميركي إلى توافق.

وحذر نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الاثنين، من رد فعل مختلف لدمشق وحلفائها في حال شنت الولايات المتحدة هجوما جديدا على مواقع الجيش السوري.

يأتي ذلك بعد نحو أسبوع من اتهام البيت الأبيض لدمشق بالتحضير لهجوم كيميائي، محذرا من أنها ستدفع “ثمنا باهظا”. وتحمل واشنطن دمشق مسؤولية الهجوم الكيميائي الذي أودى بحياة 88 شخصا في بلدة خان شيخون في إدلب (شمال غرب) التي تسيطر عليها فصائل مقاتلة وجهادية.

وبادرت واشنطن بعد يومين من الهجوم إلى استهداف قاعدة الشعيرات في أول ضربة أميركية عسكرية ضد دمشق منذ بدء النزاع في 2011. وعلى إثر تلك الضربة تتالت الضربات الأميركية على القوات النظامية وحلفائها، آخرها إسقاط مقاتلة في الرقة، ولم يكن هناك رد فعل عسكري على ذلك.

العرب اللندنية