تجسس ورؤوس أموال وتكنولوجيا حربية.. لماذا تخشى أميركا علاقة الصين بإسرائيل؟

تجسس ورؤوس أموال وتكنولوجيا حربية.. لماذا تخشى أميركا علاقة الصين بإسرائيل؟

تنامت العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية بين الصين وإسرائيل بشكل كبير في السنوات الماضية، وسعى الطرفان إلى استثمارها بما يسمح لهما بتبادل المصالح المشتركة الناجمة عن هذه العلاقات.

هذا التقرير يرصد ملامح هذه العلاقات ومآلتها، مستندا إلى دراسة نشرتها أخيرا مؤسسة راند، وهي من أبرز مراكز التفكير الأميركية والعالمية.

تاريخ العلاقة
– كانت الصين قبل قيام الجمهورية أول دولة آسيوية تعترف بقيام إسرائيل عام 1948، لكن ذلك كان قبل انتصار الحزب الشيوعي الصيني في الحرب الأهلية وإقامة جمهورية الصين الشعبية في الأول من أكتوبر/تشرين الأول 1949.

– بعد قيام جمهورية الصين، حاولت إسرائيل التقرب من الدولة الجديدة ورد الجميل لها، فكانت أول حكومة في الشرق الأوسط تعترف بجمهورية الصين الشعبية، إلا أن الصين رفضت مبادلتها الاعتراف، واكتفى ماو تسي تونغ بخطاب شكر على ذلك.

– توتّرت العلاقة خلال فترة الخمسينيات والستينيات بسبب موقف إسرائيل الداعم للغرب في الحرب الكورية عام 1951، وبسبب علاقات الصين مع كل من مصر وسوريا خلال العدوان الإسرائيلي عام 1967.

– لكن في العام 1979 عاد التواصل بينهما، وكان ذلك متأثرا بعاملين رئيسيين، هما احتلال الاتحاد السوفياتي لأفغانستان وبدء مسيرة السلام المصرية الإسرائيلية.

– تطورت العلاقة تدريجيا مع لقاءات دبلوماسيين من الطرفين في الأمم المتحدة، ثم في اجتماع بين وزير خارجية الاحتلال شمعون بيريز ونظيره وو جوجيان سنة 1987.

– ساهم ذلك في تدفق الوفود السياحية الإسرائيلية على الصين سنة 1988، وهي السنة نفسها التي اعترفت فيها الصين بدولة فلسطين.

– بعد ذلك تم الإعلان عن العلاقات الرسمية بين الطرفين في عام 1992.

شكل العلاقات
يرى مراقبون أن نقل التكنولوجيا العسكرية من إسرائيل إلى الصين كان أساس هذه العلاقات، التي شهدت عشرات الصفقات في هذا المجال، كما أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال زيارته للصين عام 2013 أمرًا حكوميا بتوسيع العلاقات في جميع الجوانب غير الحساسة.

– تنامت العلاقات بين الصين وإسرائيل بشكل كبير في السنوات الماضية.

– تسعى إسرائيل إلى الاستفادة من تنويع وتوسيع علاقاتها السياسية والاقتصادية مع الصين.

– أما الصين فتسعى للاستفادة من التكنولوجيا الإسرائيلية.

– الطرف الإسرائيلي لا يريد لهذه العلاقات أن تتسبب بأضرار على علاقته الإستراتيجية مع الولايات المتحدة، والتي تبرز خطوطها الحمر كمحدد رئيسي لهذه العلاقات.

– ترغب الصين بعلاقات نشطة ولكن في “الظل” وبما لا ينعكس سلبا على علاقاتها العربية والإسلامية، حيث السوق الهائل لتجارتها الخارجية، كما تحافظ على موقفها التقليدي في دعم قضية فلسطين.

دوافع الصين لإقامة علاقات مع إسرائيل
– تطوير المنظومة الصناعية الصينية عالية التقنية.

– تطوير القدرات العسكرية والأمنية ومواكبة المنظومات الغربية.

– التوسع الاقتصادي تحت عنوان مبادرة الحزام والطريق.

– الوصول إلى رؤوس أموال اليهود عبر العالم.

– تحسين صورة الصين في الإعلام الغربي.

– ترى الصين في إسرائيل لاعبًا سياسيا مهما في الشرق الأوسط.
اعلان

الدوافع الإسرائيلية لإقامة علاقات مع الصين
– الحصول على دعم الصين سياسيا باعتبارها عضوا دائما في مجلس الأمن.

– تحقيق توسع اقتصادي وتجاري في سوق ضخم وبِكر كالسوق الصيني.

– أن تكون قريبة من القوى المهيمنة في العالم خصوصا وهي ترى الصعود الصاروخي الصيني.

الآثار المترتبة على تنامي العلاقات
– يشكّل هذا التعاون مساحة قد تفترق فيها المصالح الإسرائيلية عن مصالح الولايات المتحدة.

– مواقف الصين السياسية وأهدافها يمكن أن تتعارض مع المصالح الإسرائيلية، وقد يجد الطرفان نفسيهما على طرفي نقيض في المحافل الدولية مثل الأمم المتحدة.

– تهديد حقيقي للأمن التكنولوجي الإسرائيلي والآفاق المستقبلية لاقتصادها، مثل تعامل الصين مع الحقوق الفكرية، والاستحواذ على الشركات الإسرائيلية الكبرى، وقدرة الصين على اختراق السوق الإسرائيلية.

– قيام الشركات الصينية ببناء وتشغيل المرافق الإسرائيلية قد يمكّن الصين من التجسس على الأرض وفي العالم الرقمي.

الحساسية الأميركية من هذه العلاقات
– تقويض الإستراتيجية الأميركية الرامية إلى إضعاف الصين من خلال تمكين إسرائيل الصين من بناء صناعة تكنولوجيا متطورة بالتعاون مع العلماء والشركات الإسرائيلية.

– تهريب الأسرار العسكرية الأميركية التي تتيحها عقود الشراكة بين الولايات المتحدة وإسرائيل إلى الصينيين.

– تمكين الصينيين من خلال عقود البنية التحتية في إسرائيل من الوصول إلى أماكن حسّاسة كميناء حيفا، الذي تستخدمه القوات الأميركية، مما يشكّل تهديدا لها.

السيناريوهات المحتملة
– الأول: تنامي العلاقات الاقتصادية والسياسية نتيجة استمرار الصعود الاقتصادي الصيني العالمي، وتراجع الدور الأميركي في المنطقة، واستمرار حالة الضعف والأزمات لدى الأنظمة العربية.

– الثاني: استقرار العلاقات على مستواها الحالي بسبب وضع الأميركيين مزيدا من الضوابط والخطوط الحمر التي تمنع تنامي العلاقات، مع تزايد الرغبات الداخلية لدى قطاعات إسرائيلية فاعلة بضبط مستوى العلاقات بما يمنع “التغوّل” الصيني.

– الثالث: التراجع والبرود التدريجي لهذه العلاقات نتيجة تصاعد التنافس والخصومة الأميركية الصينية، وازدياد الضغوط الأميركية على “إسرائيل” لتخفيض مستوى العلاقات وإيجاد بدائل أخرى.

الجزيرة