فشل البرلمان العراقي اليوم في عقد جلسة لاستكمال التصويت على مواد قانون الانتخابات المختلف عليها بين الكتل النيابية، ولتحديد الكتلة البرلمانية الأكبر المنوط بها ترشيح شخصية لمنصب رئيس الحكومة وذلك بسبب عدم اكتمال النصاب، وقرر تأجيلها ليوم غد الثلاثاء.
يأتي هذا في وقت تتواصل الاحتجاجات المطالبة بالإصلاح السياسي في بغداد ومدن أخرى بالوسط والجنوب. كما يتزامن مع تصاعد الخلافات بين القوى السياسية على اسم وهوية المرشح المرتقب لرئاسة الحكومة المقبلة وتشكيلها.
وكانت مصادر برئاسة الجمهورية قالت إن الرئيس برهم صالح هدد بالاستقالة إذا واصلت بعض الأحزاب ضغوطها عليه من أجل تسمية مرشح بعينه.
وكان صالح قد طالب البرلمان من قبل بتحديد الكتلة الأكبر، فكان جواب المؤسسة التشريعية أنها الكتلة التي وافقت على تكليف عادل عبد المهدي بتشكيل الحكومة في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول 2018، وعددها 16 كيانا سياسيا، إلا أن مواقفها متباينة حاليا تجاه المرشح لرئاسة الحكومة.
هذا وأعلن مجلس القضاء الأعلى اختيار خمسة قضاة ومستشارين اثنين أعضاء في مجلس مفوضية الانتخابات الجديدة.
وأكد المجلس أن الأعضاء اختيروا بقرعة أجريت في مقر المجلس ببغداد، استنادا إلى قانون المفوضية الذي أقره البرلمان. وأجريت العملية تحت إشراف الأمم المتحدة.
وكان البرلمان قد صوت على أن يكون أعضاء مفوضية الانتخابات الجديدة من القضاة، سعيا لإبعادها عن المحاصصة السياسية.
في غضون ذلك، استعادت الاحتجاجات زخمها في بغداد وتحديدا ساحتي التحرير والسنك.
ورفعت لافتة كبيرة في ساحة التحرير كتب عليها أسماء عدد من السياسيين الحاليين المرشحين لمنصب رئيس الوزراء وكتب عليها كلمة “لا.. نرفضهم” في إشارة إلى رفض أي مرشح يتم اختياره من قبل الأحزاب والكتل السياسية.
وكان ثمانية متظاهرين على الأقل أصيبوا بحالات اختناق بقنابل الغاز المسيل للدموع، بعد مواجهات ليل الأحد مع قوات الأمن في ساحة الوثبة وسط بغداد، وفقا لمصادر أمنية وطبية.
لذلك، فرضت قوات الأمن إجراءات مشددة اليوم في بغداد، خصوصا بعدما أقدم محتجون على قطع طريق سريعة رئيسية شرق المدينة، أعيد فتحها في ما بعد.كما شهدت مدن الجنوب والوسط مظاهرات وقطع طرق وجسور بالإطارات المشتعلة تنديدا بالطبقة الحاكمة، وللمطالبة بإصلاحات سياسية واقتصادية.
ويتواصل في مدن الديوانية والناصرية والحلة والكوت والعمارة (جنوب البلاد) إغلاق المدارس، كما أغلقت الدوائر الحكومية أبوابها اليوم.
وليل أمس شهدت العمارة انفجار ثلاث عبوات صوتية استهدفت إحداها منزل عنصر في “أنصار الله الأوفياء” أحد فصائل الحشد الشعبي، من دون وقوع ضحايا، وفقا لمصدر في الشرطة.
الجزيرة