نشرت صحيفة “التايمز” تقريرا عما أسمتها المغامرة التركية في الصومال. وقالت حنا لوسيندا سميث مراسلتها في إسطنبول إن الرئيس أردوغان تحدث عن خطط بلاده للتنقيب عن النفط في المياه الصومالية بناء على طلب من حكومة مقديشو، فيما ينظر إليه على أنه دفعة جديدة لأنقرة للتأثير خارج حدودها.
وأصدر الرئيس أردوغان تصريحاته يوم الإثنين وهو يحضر للسفر إلى برلين للمشاركة في مؤتمر دولي لمناقشة الأزمة الليبية. وزادت تركيا دعمها لحكومة الوفاق الوطني من خلال الطائرات غير المسيرة والمستشارين العسكريين ومقاتلين سوريين. ووقعت أنقرة اتفاقية بحرية مع طرابلس لترسيم مناطق شرق البحر المتوسط واعتبارها مناطق سيادة تركية. في وقت عبرت فيه دول بالمنطقة وأوروبية عن شجبها للاتفاقية.
ونقل تلفزيون “أن تس في” التركي عن الرئيس أردوغان قوله إن هناك “عرضا من الصومال”، مضيفا: “قالوا إن هناك نفطا في بحارنا وأنتم تقومون بهذه العملية مع ليبيا وتستطيعون القيام بها هنا”. وأضاف أردوغان: “هذا مهم جدا لنا، وعليه ستتخذ خطوات في عملياتنا هناك”. وتضيف الصحيفة أن تأثير أردوغان الخارجي زاد إلى مستوى لم ير منذ العهد العثماني. فيما جعل مؤسس الدولة التركية الحديثة مصطفى كمال أتاتورك عدم التدخل في النزاعات الأجنبية واحدا من أهداف حكمه إلا حالة تعرضت البلاد للتهديد، وظلت بلاده محايدة طوال الحرب العالمية الثانية.
وأضافت الصحيفة أنها كدولة عضو في حلف الناتو، أرسلت تركيا قواتها للقتال في الحرب الكورية، والمرة الوحيدة التي أرسلت فيها قواتها بقرار فردي في عام 1974 إلى شمال قبرص. إلا أن أردوغان حاول الاستفادة من الربيع العربي، من خلال دعم الحكم المرتبط بالإخوان في مصر وتونس ثم دعم القوى المسلحة ضد نظام الأسد.
وزادت أنه منذ عام 2016 أرسل قواته إلى شمال سوريا ثلاث مرات وقال هذا الشهر إنه أرسل قوات تركية إلى ليبيا. وبدأ التأثير التركي يتزايد في الصومال منذ عام 2011 عندما أرسلت شحنات من المساعدات أثناء المجاعة التي أصابت البلاد. وفي نفس العام كان الرئيس أردوغان أول رئيس غير أفريقي يزور مقديشو من عشرين عاما. واستثمرت تركيا منذ ذلك الوقت 100 مليون دولار في مشاريع بنية تحتية وزادت التجارة المتبادلة إلى 206 ملايين دولار في الست أشهر الأولى من العام الماضي.
وتدير شركات تركية مطار وميناء مقديشو وتديرها شركة البيرق التي تملك أيضا الصحيفة الموالية لأردوغان “يني شفق”. وافتتحت قاعدة “كامب تيركسوم” عام 2017 وهي أكبر قاعدة عسكرية تركية خارج الأراضي التركية وأقيمت على مساحة 4000 دونم، ويعمل فيها 200 تركي من أجل تدريب 1.500 جندي صومالي في كل فترة.
ووثقت تركيا علاقاتها مع المسؤولين الصوماليين في الحكومة وتمول عددا من المواقع الإخبارية في البلاد. وافتتحت تركيا مجمع سفارتها الكبير عام 2016. وتعتبر الجهود التركية محاولة لمواجهة السعودية التي تحاول التأثير في منطقة القرن الأفريقي. وفي عام 2018 وقعت تركيا اتفاقية مدتها 99 عاما لإعادة بناء جزيرة سواكن التي يملكها السودان. وقالت أنقرة إنها تخطط لتطوير المنطقة إلى منتجع سياحي إلا أن السعودية اتهمت أنقرة بأنها تحاول التوسع.
القدس العربي