كيف ستكون صورة العالم والعلاقات بين دوله، عندما يخرج من حربه الحالية مع وباء «كورونا»، وما هي السيناريوهات المحتملة لتركيبة النظام الدولي؟
يتوقع محللون أن يواصل هذا النظام مسار تفككه الذي شهدناه على مدى الأعوام السابقة. وبصرف النظر عن الوقت الذي سيحتاجه التعافي، سيشهد الاقتصاد الأميركي انكماشاً ملحوظاً، وستحتاج قطاعات أساسية وقتاً طويلاً للتعافي. ومن المرجح أن يتحول الأميركيون إلى الاهتمام أكثر بأوضاعهم الداخلية، ما يعني انصرافاً عن الاهتمام بالسياسات الخارجية.
أيضاً، أصبح واضحاً أن الولايات المتحدة لم تعد تحتل المركز المهيمن عالمياً الذي كانت تشغله في الماضي، وهذا أمر لا تغير في موازينه هوية رئيسها أو شخصيته. لقد سبق لروسيا والصين أن تنطحتا لموازنة الولايات المتحدة في كثير من مناطق العالم، ويتوقع أن تواصلا محاولاتهما لتوسيع نفوذهما في المناطق التي تخدم مصالحهما.
أما الركائز التي كان يقوم عليها «النظام العالمي»، فيرجح أن تضعف أكثر بسبب الوباء. وبالرغم من أن الصين طرحت نفسها كنموذج للإدارة الناجحة للازمة، وحققت بعض المكاسب الرمزية نتيجة لتفعيل قوتها الناعمة، وتقديم مساعدات طبية للعديد من دول العالم، فإن ذلك لا يعني أنها قادرة على ملء فراغ التراجع الأميركي.
الشرق الأوسط